كان اليوم يوما مهما بالنسبة لتاريخ جامعة السلطان قابوس حيث حصلت على أفضل تصنيف عالمي في تاريخها حين حلت في المركز 362 عالميا في مؤشر التصنيف «QS» وهو أحد أهم مؤشرات تصنيف الجامعات حول العالم. وتغلبت جامعة السلطان قابوس على الكثير من التحديات وقفزت قفزة نوعية في التصنيف حيث كانت خطتها أن تكون ضمن أفضل 500 جامعة في العالم بحلول عام 2030، لكنها تجاوزت كل ذلك، وهذا الأمر لم يأت من فراغ ولكنه نتيجة جهود كبيرة ودعم متواصل من حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم - حفظه الله ورعاه - الذي يولي التعليم العالي في سلطنة عمان رعاية كبيرة.

وإذا كان تصنيف الجامعة قد تجاوز الخطة الموضوعة وحلت الجامعة في المركز 362 عالميا فإنها حققت إنجازات أكبر على مستوى بعض التخصصات حيث صُنف تخصص هندسة البترول ضمن أفضل 50 تخصصا في العالم وحل في المرتبة 35 عالميا، وهذا في حد ذاته إنجاز كبير للجامعة. وكذلك جاء تخصص إدارة المكتبات ضمن أفضل 100 تخصص في العالم وتخصص التمريض جاء ضمن أفضل 51 تخصصا في العالم.

إن أي جامعة في العالم مهتمة في صناعة صورتها الذهنية، وهذه المراكز التي حصلت عليها ستسهم في بناء صورة الجامعة عالميا تجعلها محط الأنظار من قبل الدارسين والباحثين عن فرص تعليمية على مستوى العالم، وستجعلها محط أنظار أساتذة الجامعات والباحثين الذين يبحثون عن بيئة جاذبة لبحوثهم ودراساتهم إضافة إلى البحث عن النخب من الطلاب الذين تنعكس مكانة الجامعة وقدراتها العلمية في بناء شخصياتهم وتوجهاتهم المستقبلية.

ومن يقرأ تفاصيل خبر الجامعة يجد أنها حققت هذه المكانة بعد أن تقدمت في أكثر من مؤشر وفي مقدمتها مؤشر السمعة الأكاديمية والسمعة الوظيفية ومؤشر مخرجات التوظيف ومؤشر الاستدامة وكلها مؤشرات مهمة جدا.

وتقوم تصنيفات QS العالمية للجامعات بتقييم الجامعات بناءً على مجموعة متنوعة من المعايير، بما في ذلك السمعة الأكاديمية، وسمعة صاحب العمل، ونسبة أعضاء هيئة التدريس إلى الطلاب، والاستشهادات لكل هيئة تدريس، ونسبة أعضاء هيئة التدريس الدوليين، ونسبة الطلاب الدوليين. وكل الجامعات في العالم مهتمة بهذا المؤشر، إنه ليس مجرد وسام شرف تعلقه الجامعات المتقدمة في هذا المؤشر، ولكنه تأكيد أن الجامعة تسير في طريق صحيح، ويعكس التزامها بتعزيز بيئة من الدقة الأكاديمية والابتكار والتبادل الثقافي.

ولا شك أن هذا التقدم من شأنه أن يعزز مكانة الجامعة في مسيرة التنمية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية عبر تخريج أجيال يملكون مهارات عالية وبحوثا رائدة تستطيع تقديم حلول للكثير من التحديات المحلية والعالمية.