موسكو: الخطط الأمريكية ضد "إسطول الظل" غير مقبولة -

موسكو كييف "رويترز": قال الكرملين الخميس إن الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي وبعض الدول الأوروبية تشجع أوكرانيا على مواصلة ما وصفها "بالحرب العبثية" التي تخوضها كييف مع موسكو، واتهمهم بتأجيج التوترات في الأسابيع القليلة الماضية.

وأرسلت روسيا عشرات الآلاف من القوات إلى أوكرانيا في فبراير شباط 2022 فيما اسمته بعملية عسكرية خاصة، وتقول كييف إنها تدافع عن نفسها، بمساعدة الغرب، في مسعى لإخراج جميع القوات الروسية من أراضيها.

وتقول كييف أيضا إن روسيا تعمل جاهدة لمحاولة تقويض معنوياتها وإرادتها في القتال.

وحمّل دميتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين اليوم بعض الدول الغربية مسؤولية إثارة التوترات في الأسابيع القليلة الماضية من خلال السماح لأوكرانيا باستخدام الأسلحة التي زودتها بها لضرب أهداف داخل روسيا، وهو أمر لم توافق الولايات المتحدة علانية حتى الآن على القيام به.

وأضاف للصحفيين "بدأت الدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي، لا سيما الولايات المتحدة، وغيرها من الدول الأوروبية جولة جديدة من التصعيد في الأيام والأسابيع القليلة الماضية".

وتابع "يفعلون ذلك عن عمد. نسمع الكثير من التصريحات العدائية... إنهم يشجعون أوكرانيا بكل الطرق الممكنة على مواصلة هذه الحرب العبثية".

وأردف قائلا "كل هذا سيكون له حتما عواقب وسيلحق في نهاية المطاف ضررا بالغا بمصالح تلك الدول التي اختارت التصعيد".

قوات روسية قرب خاركيف

قال قائد الجيش الأوكراني اليوم إن روسيا تحشد قوات في موقع بالقرب من الجزء الشمالي من منطقة خاركيف بأوكرانيا حيث شنت هجوما هذا الشهر، لكنها لم تصل بعد إلى العدد الكافي لتنفيذ هجوم كبير في المنطقة.

وتقول أوكرانيا إنها حققت الاستقرار في الجبهة في منطقة خاركيف بشمال شرق البلاد حيث شنت القوات الروسية هجوما عبر الحدود في 10 مايو أيار، مما فتح جبهة جديدة في الحرب المستمرة منذ 27 شهرا وضغط على قوات كييف.

وقال الكولونيل جنرال أولكسندر سيرسكي القائد العام للقوات المسلحة الأوكرانية إن روسيا تواصل إرسال أفواج وألوية إضافية من مناطق أخرى ومن مواقع تدريب لحشد قواتها على خطي هجوم رئيسيين في شمال منطقة خاركيف.

وأضاف سيرسكي في بيان عبر تطبيق تيليجرام "هذه القوات غير كافية حاليا لشن هجوم واسع النطاق واختراق دفاعنا".

وركزت روسيا معظم الضغط الهجومي في شرق أوكرانيا حيث تمكنت قواتها من التقدم بشكل تدريجي بطيء منذ الاستيلاء على بلدة أفدييفكا في منطقة دونيتسك في فبراير شباط.

تدمير قاربين في القرم

أعلن جهاز الاستخبارات العسكرية الأوكراني اليوم بأن قواته استخدمت مسيّرات بحرية لتدمير قاربين كانا في دورية قبالة شبه جزيرة القرم التي ضمّتها موسكو.

وأفاد الجهاز عبر تلغرام بأن وحدة القوات الخاصة "المجموعة 13" التابعة له التي تستخدم مسيّرات بحرية "هاجمت بنجاح قوارب دولة روسيا المعادية في القرم المحتلة مؤقتا".

وأضاف أن روسيا استخدمت طائرات مقاتلة ومروحيات في محاولة لتدمير المسيّرات في خليج فوزكا شمال غرب القرم كما أطلقت عليها النار باستخدام أسلحة خفيفة ومدافع عيار 30 ملم.

ونشر تسجيلا مصوّرا لمروحية تطلق النار في المياه ونيران تشتعل على ما يبدو عند الساحل، مشيرا إلى أن ذلك لم يمنع الأوكرانيين من "إتمام مهمتهم القتالية بنجاح".

وقال الجهاز "نتيجة الضربة، تم تدمير قاربين روسيين"، مضيفا أنه وفقا للبيانات الأولية، كانا مركبين برمائيين سريعين من طراز "كاي إس-701".

وأظهر تسجيل جهاز المخابرات الذي التقط من مسيّرة المركبة غير المأهولة وهي تتجه مباشرة نحو قاربين راسيين بينما أظهر تصوير ليلي انفجارا هائلا فيما تصاعدت سحب الدخان من الجو.

تستخدم قوارب "كاي إس-701" الصغيرة المصنوعة في روسيا في الدوريات الساحلية.

وأفادت روسيا في وقت سابق أنها دمّرت مسيّرتين بحريتين كانتا "متجهتين إلى القرم" واعترضت 13 طائرة مسيّرة في منطقة كراسنودار الواقعة جنوبا وفوق البحر الأسود قرب شبه جزيرة القرم.

كما أعلنت إسقاط ثمانية صواريخ تكتيكية من طراز "أتاكمس" (ATACMS) فوق بحر أزوف قرب القرم.

وأفادت وزارة الدفاع الروسية في وقت لاحق بأن أسطول البحر الأسود دمّر أربع مسيّرات بحرية أوكرانية من دون تقديم تفاصيل.

وبعد أكثر من عامين من بدء الجرب في أوكرانيا، ترد كييف بانتظام باستهداف مواقع داخل روسيا مستهدفة بنى تحتية للطاقة عبر الحدود.

وفي سياق منفصل، أعلن جهاز الأمن الفدرالي الروسي (إف إس بي) إحباط سلسلة هجمات تخريبية خططت لها أجهزة الاستخبارات الأوكرانية لاستهداف خطوط سكك حديد في القرم.

وأفاد "إف إس بي" بأنه اعتقل أربعة سكان جنّدتهم أوكرانيا بينما قُتل زعيمهم، وهو مواطن روسي، أثناء توقيفه، وفق ما أفادت وكالات إخبارية روسية.

ذكر التلفزيون الروسي بأن عملاء خططوا لشل حركة القطارات ليكون بإمكان الأوكرانيين مهاجمتها بالصواريخ.

"أسطول الظل"

قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا اليوم إن الخطط الأمريكية لكبح عمليات ناقلات النفط الروسية المعروفة باسم "أسطول الظل" غير مقبولة.

وتدرس الولايات المتحدة وحلفاء لها فرض عقوبات إضافية ويمكن أن تتحرك بشكل أكبر لزيادة تكلفة استخدام روسيا لأسطول ظل من الناقلات للتهرب من سقف حددته مجموعة الدول السبع لسعر النفط الروسي.