ليس واضح تماما إلى أي درجة صعق العالم الغربي من مشهد الجثث التي كانت تحترق في مدينة رفح جراء القصف الإسرائيلي المتوحش عليها فيما عرفت بـ«مجزرة الخيام»، لكن الواضح جدا أن تلك المجزرة هي أحد تمظهرات الحقد التاريخي الذي تربى عليه الصهاينة في إسرائيل وهذا واضح في كل حروبهم السابقة، وما يحدث في غزة منذ ثمانية أشهر ليس إلا دليلًا جديدًا وواضحًا على ذلك الحقد وتلك التربية الإجرامية.
لكن المشهد في رمته بأصواته التي ترتفع من أفواه الأطفال ونظرات النساء الثكالى وكبار السن العاجزين عن الدفاع عن أطفالهم ونسائهم وهم يُحرقون أمامهم بنيران العدو المتوحش، وتلك الجثث المتفحمة ورائحة الموت التي تفوح في كل مكان في قطاع غزة من شماله إلى أقصى جنوبه حيث تحول الملاذ إلى مكان للاستدراج.. هذا المشهد بكل تفاصيله هو إدانة صارخة لكل العالم الذي أدار ظهره للقوانين والمبادئ والأخلاق الإنسانية التي يشترك فيها جميع البشر قبل أن يدير ظهره للفلسطينيين.
كان العالم يعتقد أن قرارات محكمة العدل الدولية أو الجنائية الدولية يمكن أن تسهم في عودة إسرائيل إلى وعيها وتتراجع عن المجازر التي ترتكبها، لكن المؤكد أنها لا تعير أدنى اهتمام لأحد: دول كبرى، اتفاقيات دولية، مجتمع دولي، ضغوطات للحفاظ على آخر رمق لليبرالية العالمية أو ما يمكن أن يكون شبهة لحقوق الإنسان.. ولكن كل هذا لا قيمة له أمام فكرة التوحش، والتعطش للدماء والقتل إلى حد التطابق مع ما كانت تفعله «داعش» خلال العقد الماضي من تاريخ المنطقة.
ورغم بعض البوادر التي لا يمكن أن يهضم حقها إلا أن استجابة المجتمع الدولي ما زالت تشكل أكبر عار يمكن أن يلحق البشرية في عصورها الحديثة.. شعب يُحرَق نصفه ونصفه الآخر يُقتل جوعًا فيما العالم عاجز عن فعل شيء بل إنه ما زال يغذي القاتل بالأسلحة، ويناور من أجل إثبات «أنه يدافع عن نفسه.. وهذا حقه».. ولكن هل سيبقى هذا الحق مفتوحًا لكل من يُعتَدى عليه ليدافع عن حقه خاصة وأن كل هذه الندوب التي تصنع في غزة، وتشكل في العالم العربي ستكون -مع الأسف- نواة لحروب وانتقامات قادمة ليس في منطقة الشرق الأوسط ولكن في العالم أجمع، العالم الذي لم يخذل الشعب الفلسطيني فقط بل خذل الإنسانية وخذل قيمها ومبادئها.
الملايين في العالم الإسلامي والعالم كله يشعرون بخيبة أمل وبأبشع لحظات اليأس وهو يأس يقود إلى إشعال المنطقة وفتح جبهات مواجهة في كل مكان.. وستجد الدول الداعمة لإسرائيل أنها تواجه أحقادًا كبيرة في كل مكان، وأمام شعوبها على وجه الخصوص وعليها أن تستعد لمواجهة كل تلك الأحقاد وكل تلك الندوب.
في هذه اللحظة التي يشم العالم فيها رائحة أجساد أطفال غزة وهي تحترق تحت خيامهم أو تلك التي تخرج من المقابر الجماعية عليهم أن يقفوا لحظة ويسألوا أنفسهم: ماذا يعني أن تكون إنسانًا؟ كيف يمكن لنا التوفيق بين قيمنا المعلنة للرحمة والعدالة مع الواقع الحقيقي الذي ظهر في لحظة وضع كل تلك القيم على المحك. مأساة غزة لا يمكن أن تكون معزولة تخصهم وحدهم، بل هي، أو هكذا يجب أن ننظر إليها، مرآة تعكس الفشل الكبير للمجتمع الدولي أو المجتمع الإنساني.. ولحظة تاريخية تفضح نفاق العالم الذي يدعو للسلام ولكنه يقتات على الحروب، ويؤيد حقوق الإنسان ولكنه يغض الطرف عن انتهاكها.
قال المفكر الأمريكي نعوم تشومسكي ذات يوم: إن «مسؤولية المثقفين هي قول الحقيقة وكشف الأكاذيب»، وفي هذه اللحظة على كل المثقفين الأحرار في العالم أن يستجيبوا لنداء تشومسكي ويكشفوا زيف العالم ونفاقه وأكاذيبه قبل حتى أن يكشفوا جرائم إسرائيل التي باتت أوضح من أن تحتاج إلى من يظهرها للعالم.
إن الكارثة الإنسانية في غزة ليست مجرد قضية فلسطينية؛ إنها قضية إنسانية، وهي تضع كل إنسانية العالم على محك الحقيقة وإذا بقي العالم ومثقفوه بشكل خاص في حالة صمت وغياب عن الفعل، فسيكونوا جميعًا في دائرة التواطؤ ويكونوا معاول هدم للإنسانية.
والأصوات التي ترتفع في غزة وفي رفح هي أصوات من أجل العدالة والكرامة ومن أجل الحياة، ولعله جاء يوم تجلس فيه الإنسانية تندب صمتها على ما يحدث في غزة.. لقد حان وقت التحرك، قبل أن تصبح صرخات معاناة الأطفال والنساء لها صدى راسخ في أروقة التاريخ.
لكن المشهد في رمته بأصواته التي ترتفع من أفواه الأطفال ونظرات النساء الثكالى وكبار السن العاجزين عن الدفاع عن أطفالهم ونسائهم وهم يُحرقون أمامهم بنيران العدو المتوحش، وتلك الجثث المتفحمة ورائحة الموت التي تفوح في كل مكان في قطاع غزة من شماله إلى أقصى جنوبه حيث تحول الملاذ إلى مكان للاستدراج.. هذا المشهد بكل تفاصيله هو إدانة صارخة لكل العالم الذي أدار ظهره للقوانين والمبادئ والأخلاق الإنسانية التي يشترك فيها جميع البشر قبل أن يدير ظهره للفلسطينيين.
كان العالم يعتقد أن قرارات محكمة العدل الدولية أو الجنائية الدولية يمكن أن تسهم في عودة إسرائيل إلى وعيها وتتراجع عن المجازر التي ترتكبها، لكن المؤكد أنها لا تعير أدنى اهتمام لأحد: دول كبرى، اتفاقيات دولية، مجتمع دولي، ضغوطات للحفاظ على آخر رمق لليبرالية العالمية أو ما يمكن أن يكون شبهة لحقوق الإنسان.. ولكن كل هذا لا قيمة له أمام فكرة التوحش، والتعطش للدماء والقتل إلى حد التطابق مع ما كانت تفعله «داعش» خلال العقد الماضي من تاريخ المنطقة.
ورغم بعض البوادر التي لا يمكن أن يهضم حقها إلا أن استجابة المجتمع الدولي ما زالت تشكل أكبر عار يمكن أن يلحق البشرية في عصورها الحديثة.. شعب يُحرَق نصفه ونصفه الآخر يُقتل جوعًا فيما العالم عاجز عن فعل شيء بل إنه ما زال يغذي القاتل بالأسلحة، ويناور من أجل إثبات «أنه يدافع عن نفسه.. وهذا حقه».. ولكن هل سيبقى هذا الحق مفتوحًا لكل من يُعتَدى عليه ليدافع عن حقه خاصة وأن كل هذه الندوب التي تصنع في غزة، وتشكل في العالم العربي ستكون -مع الأسف- نواة لحروب وانتقامات قادمة ليس في منطقة الشرق الأوسط ولكن في العالم أجمع، العالم الذي لم يخذل الشعب الفلسطيني فقط بل خذل الإنسانية وخذل قيمها ومبادئها.
الملايين في العالم الإسلامي والعالم كله يشعرون بخيبة أمل وبأبشع لحظات اليأس وهو يأس يقود إلى إشعال المنطقة وفتح جبهات مواجهة في كل مكان.. وستجد الدول الداعمة لإسرائيل أنها تواجه أحقادًا كبيرة في كل مكان، وأمام شعوبها على وجه الخصوص وعليها أن تستعد لمواجهة كل تلك الأحقاد وكل تلك الندوب.
في هذه اللحظة التي يشم العالم فيها رائحة أجساد أطفال غزة وهي تحترق تحت خيامهم أو تلك التي تخرج من المقابر الجماعية عليهم أن يقفوا لحظة ويسألوا أنفسهم: ماذا يعني أن تكون إنسانًا؟ كيف يمكن لنا التوفيق بين قيمنا المعلنة للرحمة والعدالة مع الواقع الحقيقي الذي ظهر في لحظة وضع كل تلك القيم على المحك. مأساة غزة لا يمكن أن تكون معزولة تخصهم وحدهم، بل هي، أو هكذا يجب أن ننظر إليها، مرآة تعكس الفشل الكبير للمجتمع الدولي أو المجتمع الإنساني.. ولحظة تاريخية تفضح نفاق العالم الذي يدعو للسلام ولكنه يقتات على الحروب، ويؤيد حقوق الإنسان ولكنه يغض الطرف عن انتهاكها.
قال المفكر الأمريكي نعوم تشومسكي ذات يوم: إن «مسؤولية المثقفين هي قول الحقيقة وكشف الأكاذيب»، وفي هذه اللحظة على كل المثقفين الأحرار في العالم أن يستجيبوا لنداء تشومسكي ويكشفوا زيف العالم ونفاقه وأكاذيبه قبل حتى أن يكشفوا جرائم إسرائيل التي باتت أوضح من أن تحتاج إلى من يظهرها للعالم.
إن الكارثة الإنسانية في غزة ليست مجرد قضية فلسطينية؛ إنها قضية إنسانية، وهي تضع كل إنسانية العالم على محك الحقيقة وإذا بقي العالم ومثقفوه بشكل خاص في حالة صمت وغياب عن الفعل، فسيكونوا جميعًا في دائرة التواطؤ ويكونوا معاول هدم للإنسانية.
والأصوات التي ترتفع في غزة وفي رفح هي أصوات من أجل العدالة والكرامة ومن أجل الحياة، ولعله جاء يوم تجلس فيه الإنسانية تندب صمتها على ما يحدث في غزة.. لقد حان وقت التحرك، قبل أن تصبح صرخات معاناة الأطفال والنساء لها صدى راسخ في أروقة التاريخ.