اكتسبت واحة الراكة بولاية بدية بمحافظة شمال الشرقية شهرة محلية وخارجية واسعة نظرا لما تمتلكه من مقومات طبيعية وتراثية مميزة، وتعد من أبرز المناطق السياحية التي تشهد إقبالا كبيرا سواء السياحة الداخلية أو الخارجية، وتظل هذه الواحة الجميلة الوجهة الأولى للزوار على مدار العام، حيث تمثل بوابة العبور إلى عمق الرمال الذهبية وخاصة رمال الشرقية التي اكتسبت أهمية محلية وخارجية خلال السنوات الأخيرة، وتحتضن واحة الراكة العديد من المقومات الطبيعية الفريدة، حيث تحتضن رمالها الذهبية واحة زراعية ظليلة تزخر بزراعة أشجار النخيل والحمضيات والفواكه وشكّلت هذه الواحة الجميلة لوحة فنية تحكي للزائر والمقيم قدرة المزارع العماني في استصلاح الصحراء وتحويلها جنائن خضراء غاية في الجمال والإبداع. بدأ أهالي الراكة الاستفادة من المقومات السياحية مما يسهم في توفير فرص العمل وتحسين المستوى المعيشي للأهالي، وفي هذا الإطار افتتح مجموعة من الشباب مشروعاتهم الذاتية، ويقدم شباب الراكة وأصحاب المشروعات السياحية في بدية برامج وباقات كاملة للزوار من المواطنين والسياح الأجانب تشمل أماكن الإقامة في المخيمات الصحراوية والنقل والأنشطة الترفيهية المصاخبة للرحلة، وتحظى هذه البرامج على إقبال متزايد من قبل السياح كل عام خاصة مع وجود عدد من الشاليهات التي تم تشييدها لمواكبة الطلب على رحلات المغامرة والاستكشاف لبيئة الصحراء، وبنيت معظم المرافق الصحراوية بمواصفات تراعي البيئة المحلية للرمال، إذ تتنوع بين أكواخ وخيام وغرف فندقية راقية، أسهمت في زيادة أعداد الزوار، ومن الملفت هذا العام عدم انقطاع السياح الأجانب حتى يومنا هذا على الرغم من ارتفاع درجات الحرارة بشكل ملحوظ خلال أشهر الصيف.

ويشتمل برنامج الرحلة على واحة الراكة ببدية ومخيماتها الصحراوية برامج عدة أبرزها ركوب الجمال وعبور الصحراء في رحلات مغامرة واستكشاف ومشاهدة النجوم، إضافة إلى مشاهدة غروب الشمس فوق التلال الرملية، فضلا عن مشاهدة حفلات السمر على أنغام فنون البادية كالتغرود والونة التي يمتزج فيها عبق الصحراء مع التراث الأصيل، وترتكز تجربة الحياة البدوية في واحة الراكة، على تقديم واقع حيّ للحياة في الصحراء من خلال ما تمتلكه من مقومات صحراوية، وفي هذا الإطار بدأت عدد من الأسر في إقامة أماكن استقبال لعرض مقتنياتهم من اللباس والغذاء واهتماماتهم بتربية الإبل والأغنام وغيرها من الحرف التقليدية والموروثات، ويمكن للزوار الاختيار بين جملة من الخيارات من أبرزها النوم في الهواء الطلق على كثبان الرمال ومشاهدة شروق الشمس، ومشاهدة غروب الشمس خلف الكثبان الرملية، وتهدف التجربة إلى توفير فرصة استكشاف حياة البادية على أنماط عيشهم في مختلف المواسم، وفرصة للتعرف عن كثب على العادات والتقاليد البدوية الأصيلة التي ارتبطت بالصحراء منذ القدم، كما تتيح هذه التجربة الجديدة المجال أمام الزوار، والاطّلاع على كيفية تجهيز الإبل ورعي الأغنام وتناول وجبة الإفطار قبل شروق الشمس واحتساء القهوة العمانية مع حبات التمر، إضافة إلى تنظيم برامج خاصة لزيارة النخيل ومشاهدة الأعمال الزراعية خلال مواسم الحصاد.