كلنا نعرف أن المسابقات الثقافية تشكّل حافزا للأدباء وخصوصا الشباب منهم، والهدف ليس نيل الجوائز، بل إذكاء روح التنافس بين هؤلاء الشباب، والتعريف بنتاجهم، وتعزيز ثقتهم بأنفسهم، ومكافأة جهود المجيدين منهم، ولمّا كانت الجوائز التي ترعاها المؤسسات الثقافية العربية قليلة، قياسا لعشرات المسابقات التي تقام في دول الغرب، حمل الأفراد على عاتقهم هذه المهمّة، فنظّموا مسابقات بجهود فردية، منها المسابقة التي أعلن عنها عدد من الشعراء العراقيين في دمشق عام 1997م وحملت اسم الشاعر الرائد عبدالوهّاب البيّاتي وخصّصت للشعراء الشباب العرب لمن لا يتجاوز سنّهم الـ35 عاما، واشترطت لجنة الجائزة ألا يكون المشارك قد أصدر ديوانا من قبل، أما عن قيمة الجائزة، فقد كانت طباعة الديوان الفائز، وكانت من نصيب الشاعر عبد الخالق كيطان عن ديوانه (نازحون)، وفي فبراير 2016م أعلن الشاعر سعدي يوسف في موقعه عن جائزة باسمه، خصّ بها الشعراء الشباب العراقيين ممن هم دون سنّ السابعة والعشرين وقيمتها ألف دولار، إلى جانب طباعة الديوان الفائز، ودعوة الفائز إلى منزل الشاعر في لندن ليكون بضيافته ومنحه شهادة تقديرية، لكنّ المسابقة الأولى توقّفت برحيل البياتي عام 1999م الداعم الأول لها، وجاءت في سياق دعمه للشباب، ولا ننسى دعمه لطباعة خمسة دواوين لشعراء عراقيين كانوا مقيمين في عمّان، عقب فوزه بجائزة سلطان العويس الثقافية في مجال الشعر بدورتها الرابعة عام1995، والثانية، أعني جائزة الشاعر سعدي يوسف، فقد انقطع خبرها بعد نشر الإعلان، ربما بسبب الملاحظة التي كتبها وجاء فيها» جائزة سعدي يوسف للشعراء العراقيين الشباب هي مبادرة فردية من الشاعر، وهي مؤسسة مستقلة غير مموَّلة من أيّ جهة، ولا تتلقّى دعما من جهات، أو مؤسّسات، أو أشخاص من خارجها، وسيدفع ثمنها وكُلفتَها، كافّة، الشاعرُ سعدي يوسف من ماله، الـحُرّ، الخاص»، فعدم وجود دعم لهذه الجوائز يجعلها تقوم على جهود فردية، فتطير بأجنحة كليلة، ثم تهدأ حركتها.
فالدعم وقود الجوائز، ودونه لن تقام، وإن أقيمت، فلن تستمر إلا نادرا، ومع ذلك لم ينقطع الأمل بأصحاب المبادرات، ورجال الأعمال كسلطان العويس وعبدالعزيز البابطين، وحتى الأشخاص الذين لا يملكون من حطام الدنيا شروى نقير، فينظّمون مسابقات بجهود شخصيّة، ويقدّمون جوائز بسيطة، فالهدف الأول للمشاركين قيمة الجائزة المادية، وقبل ثلاث سنوات تواصلت معي أديبة عربية تقيم في واشنطن، بشأن مشاركتي بلجنة تحكيم مسابقة في أدب الرسائل ضمّت أكاديميين، وأدباء عرب يقيمون في مناطق مختلفة، وكانت الجائزة كتبا تبرّع بها مؤلّفوها، فظننت أن المشاركة ستكون متواضعة، فقيمة الجائزة ليست مغرية، لكنني فوجئت بكمّ المشاركات التي انهالت على لجنتي الفرز، والتحكيم، فالجوائز ليست بقيمتها المادية، فقيمة جائزة بوكر للرواية العالمية التي تأسست عام 1968م ليست عالية- تبلغ (50) ألف جنيه إسترليني-، بقيمتها المعنوية، وتاريخها، وقوّة لجان تحكيمها، والمكانة الرفيعة التي تحتلّها الرواية الفائزة في سوق مبيعات الكتب، وتنبيه الناشرين لاسم كاتبها، الذي يستفيد من حقوق عقود الترجمة والطبع.
وبعيدا عن الجوائز الكبرى التي تديرها مؤسسات مدعومة، لاحظت في الآونة الأخيرة منشورات في وسائل التواصل الاجتماعي عبر الصفحات الشخصية تدعو للمشاركة في مسابقات، من بينها منشور للصديق (خالد الهنائي) طالعته في صفحته بـ(الفيسبوك) تبنّى من خلاله مسابقة في الشعر الفصيح والقصة القصيرة والمقال، وسبق أن أقام مسابقة في العام الماضي، واختار أن يكون موضوع المسابقة في نسختها الثانية (فلسطين)، وبعد نشر إعلانه توالت عليه المشاركات، علما أن قيمة الجوائز رمزية، بشقّيها المادي والعيني، فالجهد فردي، ولا يوجد دعم سوى أصدقاء الصفحة الذين تبرّعوا بكتب وهدايا ومبالغ بسيطة تقدّم للفائزين، وبعد انتهاء المدّة المقرّرة شكّل لجان تحكيم من أدباء يؤمنون مثله بالعمل التطوّعي، فقدّموا نتائجهم التي أعلنها (الهنائي) ببثّ مباشر بصفحته.
مثل هذه المبادرات تستحقّ الإشادة، وتؤكّد أن حماس بعض الأفراد وجد في وسائل التواصل الاجتماعي ساحة مفتوحة للإعلان عن مبادرات ثقافية، ولم يقفوا مكتوفي الأيدي في مواقع تسبح في فضاءات افتراضية حدودها تمتدّ وتنتهي عند لوحة المفاتيح، بل تجاوزا تلك الأطر، والتحموا بالواقع، فخرجت من حيّزها الضيّق إلى المجتمع لتتبنّى قضاياه، وتكافئ أصحاب الجهود المميزة، ولكي تستمرّ لابدّ أن تقف المؤسّسات والشخصيات العامة، في صفّها ودعمها ولو بشكل بسيط ومعنوي، وذلك أضعف الإيمان.
فالدعم وقود الجوائز، ودونه لن تقام، وإن أقيمت، فلن تستمر إلا نادرا، ومع ذلك لم ينقطع الأمل بأصحاب المبادرات، ورجال الأعمال كسلطان العويس وعبدالعزيز البابطين، وحتى الأشخاص الذين لا يملكون من حطام الدنيا شروى نقير، فينظّمون مسابقات بجهود شخصيّة، ويقدّمون جوائز بسيطة، فالهدف الأول للمشاركين قيمة الجائزة المادية، وقبل ثلاث سنوات تواصلت معي أديبة عربية تقيم في واشنطن، بشأن مشاركتي بلجنة تحكيم مسابقة في أدب الرسائل ضمّت أكاديميين، وأدباء عرب يقيمون في مناطق مختلفة، وكانت الجائزة كتبا تبرّع بها مؤلّفوها، فظننت أن المشاركة ستكون متواضعة، فقيمة الجائزة ليست مغرية، لكنني فوجئت بكمّ المشاركات التي انهالت على لجنتي الفرز، والتحكيم، فالجوائز ليست بقيمتها المادية، فقيمة جائزة بوكر للرواية العالمية التي تأسست عام 1968م ليست عالية- تبلغ (50) ألف جنيه إسترليني-، بقيمتها المعنوية، وتاريخها، وقوّة لجان تحكيمها، والمكانة الرفيعة التي تحتلّها الرواية الفائزة في سوق مبيعات الكتب، وتنبيه الناشرين لاسم كاتبها، الذي يستفيد من حقوق عقود الترجمة والطبع.
وبعيدا عن الجوائز الكبرى التي تديرها مؤسسات مدعومة، لاحظت في الآونة الأخيرة منشورات في وسائل التواصل الاجتماعي عبر الصفحات الشخصية تدعو للمشاركة في مسابقات، من بينها منشور للصديق (خالد الهنائي) طالعته في صفحته بـ(الفيسبوك) تبنّى من خلاله مسابقة في الشعر الفصيح والقصة القصيرة والمقال، وسبق أن أقام مسابقة في العام الماضي، واختار أن يكون موضوع المسابقة في نسختها الثانية (فلسطين)، وبعد نشر إعلانه توالت عليه المشاركات، علما أن قيمة الجوائز رمزية، بشقّيها المادي والعيني، فالجهد فردي، ولا يوجد دعم سوى أصدقاء الصفحة الذين تبرّعوا بكتب وهدايا ومبالغ بسيطة تقدّم للفائزين، وبعد انتهاء المدّة المقرّرة شكّل لجان تحكيم من أدباء يؤمنون مثله بالعمل التطوّعي، فقدّموا نتائجهم التي أعلنها (الهنائي) ببثّ مباشر بصفحته.
مثل هذه المبادرات تستحقّ الإشادة، وتؤكّد أن حماس بعض الأفراد وجد في وسائل التواصل الاجتماعي ساحة مفتوحة للإعلان عن مبادرات ثقافية، ولم يقفوا مكتوفي الأيدي في مواقع تسبح في فضاءات افتراضية حدودها تمتدّ وتنتهي عند لوحة المفاتيح، بل تجاوزا تلك الأطر، والتحموا بالواقع، فخرجت من حيّزها الضيّق إلى المجتمع لتتبنّى قضاياه، وتكافئ أصحاب الجهود المميزة، ولكي تستمرّ لابدّ أن تقف المؤسّسات والشخصيات العامة، في صفّها ودعمها ولو بشكل بسيط ومعنوي، وذلك أضعف الإيمان.