يزداد الإقبال على إصدارات الكتاب «اليوتيوبريين» أو صانعي المحتوى الذين يروّجون لإصداراتهم الأدبية على وسائل التواصل الاجتماعي، بصرف النظر عن القيمة الفنية للمحتوى، ففي حفل توقيع كتبهم التي يسبقها إعلان على وسائل التواصل يزداد إقبال الجمهور وأغلبهم من فئة عمرية معينة على منصة التوقيع، وهنا نُذكّر بحدثين وقعا خلال معارض الكتب، فخلال الدورة المنقضية من معرض الرباط الدولي للكتاب، اضطر المنظمون إلى اختصار حفل توقيع الكاتب السعودي أسامة المسلم (47 عاما) نتيجة للازدحام الشديد على منصة التوقيع ووقوع حالات إغماء بين الجمهور، ويذكرنا ذلك بحالة سابقة حدثت في معرض مسقط للكتاب قبل سنتين، حين حضر اليوتيوبر الكويتي محمد المطيري (27 عاما) المعروف بـ(كويلي) ولم يتمكن من توقيع أعماله نتيجة الزحمة الشديدة وما صاحبها من إطلاق صيحات في قاعة المعرض.
يتقاسم الحدثان أمورا مشتركة، بينها حداثة سن الكُتّاب وغزارة إنتاجهم، وكذلك إقبال الشباب على المحتوى الذي تطغى عليه الفنتازيا والخيال العلمي، بالإضافة إلى التسويق الإلكتروني للمنتج قبل نشره للفئة العمرية التي تستهويها القصص البوليسية والجن والسحر.
يستهجن قطاع عريض من النقاد والكتاب والناشرين ظاهرة الكتابات الفقاعية التي تدخل ضمن منهجية تسليع الذوق وتسطيح الفكر والحصول على شهرة الومضة، التي لا تضيف قيمة معرفية ولا توجد وعيا وفكرا جادا، ويعزو البعض الإقبال على ذلك الصنف من الكتب إلى هيمنة وسائل التواصل الاجتماعي على ذهنية الشباب وذائقتهم، فيتهافتون إلى الحصول على توقيع الكاتب (اليوتوبري) والتقاط الصور معه، الأمر الذي يشعل الغيرة في أنفس بعض الكتاب الذين لا تحظى مؤلفاتهم بالشهرة والإقبال نفسه على اقتنائها، وهو ما يستدعي من الكاتب إلى توظيف حساباته الشخصية في وسائل التواصل الاجتماعي للإعلان عن كتبه بدلا من الاعتماد على الوسائل التقليدية المتمثلة في دور النشر والصحافة الثقافية في الترويج للكتاب.
والحقيقة أن هذا الحديث قد جرى مؤخرا بيني وبين أحد الأصدقاء الذي سأل عن منافذ تسويق مؤلفاتي، وقد صدمه الجواب حين أخبرته بأنه لا يوجد منفذ بيع لرواياتي في مدينة صلالة، فرد عليّ بسؤال احترت في الإجابة عليه: ما قيمة الكتابة إن لم تصل إلى القارئ؟ وهو محق في طرحه خاصة بأن وظيفة الكاتب تتعدى مهمة التأليف إلى مهمة الترويج لمنتجه الثقافي.
إن ظاهرة إقبال الشباب على الروايات الخيالية، تستدعي الوقوف عندها ودراستها دراسة علمية مبنية على رصد اتجاهات القراءة لدى الجمهور بالتعاون مع المراكز البحثية والجامعات والمؤسسات الثقافية ودور النشر، ويمكن الاستفادة من نتائج الدراسة في فهم ذائقة الشباب وميولهم الفكرية، بالإضافة إلى الاستفادة من توظيف الوسائط جديدة في الترويج للقراءة وصناعة الوعي ونشر الثقافة في منطقة تعاني من العزوف عن القراءة والمطالعة حسب التقارير البحثية، التي تصنف العالم العربي في مراكز متدنية في العمليات المرتبطة بالكتاب تأليفا وقراءة وترجمة.
ورغم كل ذلك فإن روح التفاؤل تتغلب على كل العواطف عند الحديث عن الكتابة والكتاب والقراء، فاقتناء الكتاب -أيا كان صنفه- دليل على رواجه بصرف النظر عن الفئة العمرية والأذواق. وإقبال الشباب على معارض الكتاب يدحض فرضية عزوف الشباب عن القراءة والمطالعة، وصعود صانع المحتوى يدلل على التأثير الواضح للوسائط الحديثة على المجتمع.
يتقاسم الحدثان أمورا مشتركة، بينها حداثة سن الكُتّاب وغزارة إنتاجهم، وكذلك إقبال الشباب على المحتوى الذي تطغى عليه الفنتازيا والخيال العلمي، بالإضافة إلى التسويق الإلكتروني للمنتج قبل نشره للفئة العمرية التي تستهويها القصص البوليسية والجن والسحر.
يستهجن قطاع عريض من النقاد والكتاب والناشرين ظاهرة الكتابات الفقاعية التي تدخل ضمن منهجية تسليع الذوق وتسطيح الفكر والحصول على شهرة الومضة، التي لا تضيف قيمة معرفية ولا توجد وعيا وفكرا جادا، ويعزو البعض الإقبال على ذلك الصنف من الكتب إلى هيمنة وسائل التواصل الاجتماعي على ذهنية الشباب وذائقتهم، فيتهافتون إلى الحصول على توقيع الكاتب (اليوتوبري) والتقاط الصور معه، الأمر الذي يشعل الغيرة في أنفس بعض الكتاب الذين لا تحظى مؤلفاتهم بالشهرة والإقبال نفسه على اقتنائها، وهو ما يستدعي من الكاتب إلى توظيف حساباته الشخصية في وسائل التواصل الاجتماعي للإعلان عن كتبه بدلا من الاعتماد على الوسائل التقليدية المتمثلة في دور النشر والصحافة الثقافية في الترويج للكتاب.
والحقيقة أن هذا الحديث قد جرى مؤخرا بيني وبين أحد الأصدقاء الذي سأل عن منافذ تسويق مؤلفاتي، وقد صدمه الجواب حين أخبرته بأنه لا يوجد منفذ بيع لرواياتي في مدينة صلالة، فرد عليّ بسؤال احترت في الإجابة عليه: ما قيمة الكتابة إن لم تصل إلى القارئ؟ وهو محق في طرحه خاصة بأن وظيفة الكاتب تتعدى مهمة التأليف إلى مهمة الترويج لمنتجه الثقافي.
إن ظاهرة إقبال الشباب على الروايات الخيالية، تستدعي الوقوف عندها ودراستها دراسة علمية مبنية على رصد اتجاهات القراءة لدى الجمهور بالتعاون مع المراكز البحثية والجامعات والمؤسسات الثقافية ودور النشر، ويمكن الاستفادة من نتائج الدراسة في فهم ذائقة الشباب وميولهم الفكرية، بالإضافة إلى الاستفادة من توظيف الوسائط جديدة في الترويج للقراءة وصناعة الوعي ونشر الثقافة في منطقة تعاني من العزوف عن القراءة والمطالعة حسب التقارير البحثية، التي تصنف العالم العربي في مراكز متدنية في العمليات المرتبطة بالكتاب تأليفا وقراءة وترجمة.
ورغم كل ذلك فإن روح التفاؤل تتغلب على كل العواطف عند الحديث عن الكتابة والكتاب والقراء، فاقتناء الكتاب -أيا كان صنفه- دليل على رواجه بصرف النظر عن الفئة العمرية والأذواق. وإقبال الشباب على معارض الكتاب يدحض فرضية عزوف الشباب عن القراءة والمطالعة، وصعود صانع المحتوى يدلل على التأثير الواضح للوسائط الحديثة على المجتمع.