عين الكور أو ما تُسمى «الغابة» في ولاية العوابي بقرية العلياء في محافظة جنوب الباطنة، هي واحدة من أجمل الوجهات السياحية التي يقصدها السياح بشكل مستمر على مدار العام، وتبعد عن مركز الولاية 36 كم، ومسارها يبدأ من قرية سحكون مرورًا بقرية الدار، وعين الكور قريبة جدًّا من الجبل الأخضر في محافظة الداخلية وأقرب مكان لها قرية السوجرة ويستغرق المشي إليها حوالي أربع ساعات.
تتميز عين الكور بتنوع النباتات والأشجار، ما يجعلها موطنًا للعديد من الحيوانات والطيور النادرة، وتتميز ببركها الصافية والنقية مما يجعلها مثالية للسباحة والاستمتاع بالأنشطة المائية، وتحيط بالعين الجبال الشاهقة من جميع الاتجاهات ويصلها الأهالي والسياح مشيًا على الأقدام متخذين من بطن الوادي أو قمم الجبال وسفوحها مسارًا لهم، وتمتاز العين بالطقس المعتدل ودرجات حرارة منخفضة. قال سعيد بن مصبح البحري أحد سكان قرية العلياء: يعد كور الغابة من أبرز المواقع والمقاصد السياحية التي تتميز بها قرية العلياء، والذي يتميز بموقعه الأخّاذ الذي يشد الناظر لأول مرة حيث وجود بركة مائية عميقة وشلالات مياه تحيط بها بعض الأشجار، يقع الكور في بداية مصب الأودية القادمة من ولاية الجبل الأخضر، ويتوافد السياح من داخل سلطنة عمان وخارجها طوال العام لزيارته. وخاصة أثناء نزول الأمطار نظرًا لما يتمتع به من جمال فريد وطبيعة مميزة.»
وأضاف البحري: «يوجد مساران لكور الغابة يمكن للزائر أو السائح حرية الاختيار بينهما، يبدأ الأول من جامع العلياء عند مواقف السيارات إلى نهاية الشارع مرورًا بالوادي والمزارع مع وجود بعض اللوائح الإرشادية التي تدل على اتجاه المسار، أما المسار الثاني فيبدأ من قرية سحكون والمسير بين صخور الوادي والمرتفعات الجبلية حتى الوصول إلى مزرعة الدار التي تعد أيضًا من المواقع السياحية الجميلة للاسترخاء ويتميز بالجو العليل والهدوء وكثرة أشجار المانجو والعنب والزام، ثم المسير حتى الوصول إلى بركة مياه عميقة تسمى «جباة بني بحري» تقع وسط الوادي ويغذيها شلال صغير بمياهه العذبة ودائمة الجريان، ثم السير صعودًا وسط البرك المائية والصخور صعودًا للأعلى وغالبًا ما يقف السياح في هذه النقطة من أجل الراحة وممارسة هواية السباحة والقفز من أعلى لمن يملك مهارة السباحة في البرك المائية العميقة، ثم الوصول إلى مزرعة الصير حتى بلوغ كور الغابة الذي يستغرق حوالي 4 ساعات تقريبًا وبمسافة تقدر بـ 8 كم.» منوهًا أنه لا ينصح أصحاب الأمراض المزمنة ومن يعاني من أمراض مختلفة بزيارة كور الغابة لما يشكله من خطر على الصحة بسبب الجهد المبذول أثناء الصعود والنزول. وبيّن حمير بن ناصر الخروصي، عضو في فريق التحدي للمغامرات، أن كور الغابة مناسب لعشاق المشي في الجبال، ويتطلب الوصول إلى كور الغابة جهدًا كبيرًا، ويقع على بعد حوالي 8 كيلومترات من نهاية الشارع، كما يجب أن يكون هناك دليل من سكان القرية للمساعدة في الوصول إليه.
وأوضح عبدالله بن سعيد البحري، وهو أحد عشاق رياضة المشي وتسلق الجبال الذي يتردد كثيرًا على كور الغابة، أن كور الغابة واحدة من الأماكن الجميلة والمنعزلة عن ضوضاء الحياة، وتتميز بصوت الماء الجاري من أعلى البركة، وهدوء المكان، ونقاء مياهها الباردة. وللوصول إليها، يتطلب الأمر الكثير من التحدي والصبر والعزيمة، ويحتاج الطريق إلى المزيد من العلامات الإرشادية للبركة، ونصب أسلاك حديدية للمساعدة في بعض المناطق الصعبة. وعلّق عويد بن مسعود الشريقي قائلا: «رغم عدم وجود خطورة على طول المسار، إلا أن السائح يحتاج إلى لياقة وجهد عالٍ، خاصة قبل الوصول إلى كور الغابة حيث يتطلب تسلق الصخور والتنقل بين البرك المائية العميقة».
من جهته، قال يونس بن طالب العوفي: «تزخر قرية العلياء بمقومات ومعالم سياحية واقتصادية، وكهف الغابة أحد هذه المعالم السياحية نظرًا لما تشكله البيئة من مناظر طبيعية، كالمسار الجبلي الجميل الذي يربط تلك القرى ببعضها، وخاصة القرى المجاورة لولاية الجبل الأخضر ووادي مستل ووادي بني حراص». مشيرًا إلى أن تدفق الحركة السياحية، وخاصة فرق التحدي والمغامرات، يعد مكسبًا اقتصاديًا لأهالي القرية من خلال تسويقهم لمنتجاتهم الزراعية والتجارية واستغلال البيوت الأثرية كنزل سياحية.