في اللحظة التي تستعد فيها قوات الاحتلال الإسرائيلي للانقضاض على مدينة رفح التي تضم في هذه اللحظة أكثر من مليون نازح فلسطيني جاؤوا جميعا من شمال قطاع غزة ومن وسطه ومن غربه وشرقه بعد أن أُعيد سيناريو النكبة الفلسطينية لا بد من محاولة قراءة الأحداث واستجواب الروايات الإسرائيلية التي تعمل على تسويغ الصراع واستدامته.
إن المقولة التي يروج لها نتانياهو وعصابة حكمه التي تقول بشكل واضح إن إنهاء هذه الحرب دون تحقيق نصر واضح سيترتب عليه هزيمة تاريخية وفشل استراتيجي لإسرائيل. إن هذه المقولة التي يتكئ عليها نتانياهو تجرد الشعب الفلسطيني الذي يعيش أحد أسوأ أشكال الحصار والتجويع في هذا القرن ويصوره باعتباره مجرد خلفية في مسرح حرب يؤدي فيه الإسرائيليون أدوارهم.
وهذه النظرة، في الحقيقة، ليست جديدة، إنها أحد أعراض المنظور الاستشراقي الذي ينظر إلى الشعوب والثقافات العربية من خلال عدسة مشوهة للتفوق الغربي والدونية الشرقية. إن خطاب «النصر المطلق» الذي يطرحه نتانياهو لوقف هذه الحرب الهمجية التي أبيد فيها أكثر من ٣٥ ألف فلسطيني وسويت فيها غزة بالتراب وضاع فيها تاريخ المدينة وكل سياقها الثقافي والحضاري يكشف حضور مفهوم «الآخر» الذي تتحدث عنه الدراسات الاستشراقية ويتحدث عنه منظرو التقارب الحضاري.. في هذا المشهد/ الحالة الفلسطينية في غزة تصبح حياة الناس وكل تجاربهم مجرد هامش بعيد في سرد الحرب.
وفي نفس الخطاب يتم تصوير الإسرائيليين باعتبارهم ضحية إرهاب حماس، وضحية ٧ أكتوبر، إنهم محاصرون في كهف لا نهاية له من الصراع والاضطهاد.
لكن في هذه اللحظة الصعبة التي يرسم لها العالم سيناريو موت فظيع جدا لا بدّ من سماع الكثير من الأصوات التي لا تظهر عادة أمام شاشات التلفزيون وإن كانت عيونها تقول الكثير في اللحظات الخاطفة التي ترصد تفاصيل ألمها وقهرها، إنها أصوات الفلسطينيين البسطاء الذين يعانون من الحصار ومن الجوع ومن ألم التهجير وضياع الأسر والأبناء، إن أصوات هؤلاء تكشف قبح النصر المطلق الذي يبحث عنه نتانياهو وجميع السفاحين في حكومته.. ماذا يمكن أن يعني مناقشة النصر الاستراتيجي الذي يبحث عنه نتانياهو دون معالجة حقيقية للتكلفة البشرية الهائلة التي يتحملها أولئك الذين يتعرضون للقصف في غزة؟ كيف يمكن تصور الحوار والسلام إذا كانت الروايات التأسيسية ترفض الاعتراف بإنسانية الفلسطينيين؟ إن هذه الأسئلة مهمة في هذه اللحظة لفهم دولة الاحتلال ولفهم سياق تفكيرها وتفكير حكومتها الأكثر يمينية في تاريخها المليء بالجرائم والمجازر.
إذا كنا راغبين حقا في البحث عن مسار أو طريق لحل حقيقي يوقف هذه الحرب إلى الأبد فعلينا أن نعمل على تفكيك الأطر التي تعمل على استدامة الحرب والعنف والكره. على إسرائيل والغرب وبشكل خاص الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا أن يعترفوا جميعا بإنسانية الشعب الفلسطيني وأن يفهموا مظالمه الحقيقية.. وأن يؤمنوا أن الاعتراف بتلك الإنسانية وبتلك المظالم ليست هزيمة فظيعة بل هي بداية لوقف هذا الصراع الدموي وهذا الاعتراف يحمل قيمة أخلاقية مهمة للغرب خصوصًا.
لا يمكن أبدا، ومن غير المفهوم أيضا، أن يطرح نتانياهو هذا الخطاب ويتمسك به في اللحظة نفسها التي يوهم بها العالم أنه يريد وقف إطلاق النار!! لذلك من المهم ضبط الخطاب إذا كانت إسرائيل تريد- صدقا- سلاما لا يتكرر فيه ما حدث في ٧ أكتوبر مرة أخرى، فالكرامة والشعور بالعدل وبالإنسانية مهمة جدا لتحقيق هذا المطلب.
إن المقولة التي يروج لها نتانياهو وعصابة حكمه التي تقول بشكل واضح إن إنهاء هذه الحرب دون تحقيق نصر واضح سيترتب عليه هزيمة تاريخية وفشل استراتيجي لإسرائيل. إن هذه المقولة التي يتكئ عليها نتانياهو تجرد الشعب الفلسطيني الذي يعيش أحد أسوأ أشكال الحصار والتجويع في هذا القرن ويصوره باعتباره مجرد خلفية في مسرح حرب يؤدي فيه الإسرائيليون أدوارهم.
وهذه النظرة، في الحقيقة، ليست جديدة، إنها أحد أعراض المنظور الاستشراقي الذي ينظر إلى الشعوب والثقافات العربية من خلال عدسة مشوهة للتفوق الغربي والدونية الشرقية. إن خطاب «النصر المطلق» الذي يطرحه نتانياهو لوقف هذه الحرب الهمجية التي أبيد فيها أكثر من ٣٥ ألف فلسطيني وسويت فيها غزة بالتراب وضاع فيها تاريخ المدينة وكل سياقها الثقافي والحضاري يكشف حضور مفهوم «الآخر» الذي تتحدث عنه الدراسات الاستشراقية ويتحدث عنه منظرو التقارب الحضاري.. في هذا المشهد/ الحالة الفلسطينية في غزة تصبح حياة الناس وكل تجاربهم مجرد هامش بعيد في سرد الحرب.
وفي نفس الخطاب يتم تصوير الإسرائيليين باعتبارهم ضحية إرهاب حماس، وضحية ٧ أكتوبر، إنهم محاصرون في كهف لا نهاية له من الصراع والاضطهاد.
لكن في هذه اللحظة الصعبة التي يرسم لها العالم سيناريو موت فظيع جدا لا بدّ من سماع الكثير من الأصوات التي لا تظهر عادة أمام شاشات التلفزيون وإن كانت عيونها تقول الكثير في اللحظات الخاطفة التي ترصد تفاصيل ألمها وقهرها، إنها أصوات الفلسطينيين البسطاء الذين يعانون من الحصار ومن الجوع ومن ألم التهجير وضياع الأسر والأبناء، إن أصوات هؤلاء تكشف قبح النصر المطلق الذي يبحث عنه نتانياهو وجميع السفاحين في حكومته.. ماذا يمكن أن يعني مناقشة النصر الاستراتيجي الذي يبحث عنه نتانياهو دون معالجة حقيقية للتكلفة البشرية الهائلة التي يتحملها أولئك الذين يتعرضون للقصف في غزة؟ كيف يمكن تصور الحوار والسلام إذا كانت الروايات التأسيسية ترفض الاعتراف بإنسانية الفلسطينيين؟ إن هذه الأسئلة مهمة في هذه اللحظة لفهم دولة الاحتلال ولفهم سياق تفكيرها وتفكير حكومتها الأكثر يمينية في تاريخها المليء بالجرائم والمجازر.
إذا كنا راغبين حقا في البحث عن مسار أو طريق لحل حقيقي يوقف هذه الحرب إلى الأبد فعلينا أن نعمل على تفكيك الأطر التي تعمل على استدامة الحرب والعنف والكره. على إسرائيل والغرب وبشكل خاص الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا أن يعترفوا جميعا بإنسانية الشعب الفلسطيني وأن يفهموا مظالمه الحقيقية.. وأن يؤمنوا أن الاعتراف بتلك الإنسانية وبتلك المظالم ليست هزيمة فظيعة بل هي بداية لوقف هذا الصراع الدموي وهذا الاعتراف يحمل قيمة أخلاقية مهمة للغرب خصوصًا.
لا يمكن أبدا، ومن غير المفهوم أيضا، أن يطرح نتانياهو هذا الخطاب ويتمسك به في اللحظة نفسها التي يوهم بها العالم أنه يريد وقف إطلاق النار!! لذلك من المهم ضبط الخطاب إذا كانت إسرائيل تريد- صدقا- سلاما لا يتكرر فيه ما حدث في ٧ أكتوبر مرة أخرى، فالكرامة والشعور بالعدل وبالإنسانية مهمة جدا لتحقيق هذا المطلب.