إذا كان يوم الثلاثاء 20 أبريل 1971 هو اليوم المحفور في الذاكرة كونه شهد تتويج أول بطل لمسابقة كأس جلالة السلطان في احتفالية كبرى في ساحة نادي عمان بمسقط، فإن يوم 10 مايو 2024 سيظل يومًا خالدًا للتاريخ لمحافظة مسندم عندما تستضيف نهائي كأس جلالة السلطان لكرة القدم لأول مرة ليشهد 49 ألفًا و62 نسمة، وهم عدد سكان محافظة مسندم حسب تعداد السكان والمساكن والمنشآت لعام 2020، هذا الحدث التاريخي.

لقد عاشت محافظة مسندم خلال الأيام الماضية نشاطا ملحوظا، وكانت الأنظار شاخصة إلى ولاية خصب التي ستحتضن النهائي، الحلم الذي ظل يراود أبناء المحافظة طوال عقد من الزمان.

كرة القدم، اللعبة الشعبية الأولى، توفر لها الدعم والاهتمام والرعاية السامية منذ السبعينيات، وأسهمت بشكل كبير في تطور اللعبة في سلطنة عمان وواكبت هذا التطور وفر البنية الأساسية، ولعل تواجد المجمعات الرياضية في جميع محافظات سلطنة عمان وغيرها من المرافق الأخرى قد أسهم في تطور كرة القدم بشكل عام.

إن إقامة نهائي كأس جلالة السلطان لكرة القدم في محافظة مسندم له دلالات واسعة ونظرة ثاقبة لمستقبل مشرق، فطريق التميز يستوجب العمل بفكر مستنير يمد النظر بعيدًا نحو الأثر المرتجى وفق أسس منهجية مواكبة للمشهد الرياضي والعمل بإخلاص وتفان لإحداث نقلة نوعية بما يرضي التطلعات في الارتقاء بمستقبل الرياضة العمانية تحقيقًا لرؤية عمان 2040 الرامية في أهدافها إلى إيجاد بيئة وأنظمة محفزة للرياضة ومساهمة اقتصاديًا ومنافسة عالميًا. ومن محاسن الصدف أن يلتقي في نهائي الكأس هذا العام (ظفار) المتمرس والخبير في هذه المسابقة منذ انطلاقته وأكثر الأندية فوزًا بألقابها و(النهضة) بطل النسخة الأخيرة لهذه المسابقة، مما يمنح نهائي مسندم نكهة خاصة ذات طابع وبعد كروي زاخر بين إرث كروي وحاضر مشرق يسير بخطوات واثقة لكتابة تاريخ جديد وحديث لكرة القدم العمانية.

في كل النهائيات السابقة لها ذكرياتها ولها خصوصيتها ومثل هذه المباريات لا تعترف بالقوي والضعيف وتحكمها أمور وجوانب كثيرة منها فنية وتكتيكية ونفسية وتحفيزية وذهنية وغيرها من الأمور والعوامل التي تتداخل مع بعضها لتشكل رموزًا يصعب فك طلاسمها إلا لمن لديه العزيمة والإصرار لتحقيق هدف أسمى وضعه نصب عينيه بأنه ليس هناك خاسر في نهائي أغلى الكؤوس ويكفي شرفًا بلوغ المباراة النهائية.

نجوم النهضة وظفار لديهم الإمكانيات والقدرات لإسعاد جماهير محافظة مسندم غدًا بتقديم مباراة تليق بهما بعد أن وصلا لمرحلة الختام ونأمل أن نشاهد مباراة تليق بالحدث مع المدربين الوطنيين (حمد العزاني) النهضة ويونس أمان (ظفار) اللذين نتمنى لهما التوفيق.