تشير توقعات الأرصاد الجوية إلى أن سلطنة عمان سوف تتعرض غداً وبعد وغدٍ إلى تأثيرات قوية من أخدود منخفض جوي بدأت تأثيراته على بعض دول الخليج العربي منذ عدة أيام ويؤثر في بعض محافظات سلطنة عمان.

وسواء كانت التأثيرات قوية تشبه تلك التي حدثت خلال المنخفض الجوي «المطير» أم هي أقل من ذلك فإن التحذيرات التي على الجميع اتباعها لم تتغير.

المجازفة في عبور الأودية قد تؤدي إلى فقدان الحياة الشخصية وتعريض حياة الآخرين للخطر نفسه، وأن أغلى ما يمكن أن نفقده في مثل هذه الظواهر الطبيعية هو حياة الناس، على أن اتباع تعليمات السلامة التي تنشرها الجهات المختصة في وسائل الإعلام وعبر وسائل التواصل الاجتماعي يمكن أن تحمي الإنسان من الخطر وتسهم في الحفاظ على حياته.

إن التجربة التي مرت بها سلطنة عمان خلال المنخفض الماضي كانت صعبة جدًا لأن الفقد فيها كان فقدًا في الأرواح ولذلك تداعى الوطن العربي والعالم إلى مواساة سلطنة عُمان في فقدها، فالروح الإنسانية هي أغلى شيء في هذا الوجود.. وأعظم ميزة أوجدها الله سبحانه وتعالى في هذا الإنسان أنه يستطيع أن يطوّر نفسه ويبني على خبراته السابقة فلا يبدأ في كل منعطف من منعطفات حياته من الصفر في كل مرة بل يبني على ما راكمه في تجاربه السابقة، والتجربة السابقة، وهي قريبة عهد بنا، تجعلنا نفكر ألف مرة قبل أن نغامر في خوض الأودية وعبورها أو اختبار قوتها فكل التجارب السابقة تؤكد أن قوة المياه المندفعة نتيجة جريان الأودية لا يصمد أمامها شيء أبدًا، مهما اعتقدنا أن لدينا القدرة في ذلك وأن خطأ الآخرين كان بسبب قلة خبرتهم في عبور الأودية.

إن قلة الخبرة الحقيقية تكمن في خوض الأودية، الفكرة نفسها بغض النظر من يطبقها هي فكرة خاطئة ومحفوفة بالمخاطر وقد تصل إلى فقدان الحياة، ولذلك علينا جميعًا أن نستعيد الخبرة السابقة التي تشكّلت عبر كل الحالات المدارية والمنخفضات التي مرت بنا وأن نعلي من شأن وعينا جميعًا ولا نحاول مجرد محاولة خوض الأودية أو عبورها في لحظة جريانها.

ويمكن أن نستمتع بالأمطار والأجواء الجميلة من منازلنا أو من الأماكن الآمنة دون أن نحاول استعراض مهاراتنا في تحدي الأودية، ففي لحظة الخطر لا أحد يصفق لأحد ولن يجد المغامر إلا اللوم وربما العقاب أيضًا إذا ما نجا من النعي. حفظ الله الجميع وجعلها أمطار خير وبركة.