تشكل المياه المتدفقة بين الحين والآخر في أفنية وغرف المساكن والطرقات والأزقة بالحي الشرقي بالمضيبي بمحافظة شمال الشرقية قضية تؤرق السكان منذ سنوات عديدة ورغم الزيارات والمناشدات إلا أنها لم تلقَ آذانا صاغية سوى وعود وتشكيل لجان وزيارات. السكان طرقوا أبواب مختلف وسائل التواصل الاجتماعي، والمشكلة لا تزال مستمرة وحتى الطريق الذي يربط قرية العينين بالمضيبي أمام هذه المساكن قد انتهى بسبب المشكلة وبه عشرات من الحفر ومستنقعات المياه الراكدة.
«عمان» التقت بعدد من الأهالي الذين يعانون من المشكلة وأكدوا أن عشرات المساكن والمرافق تأثرت بمشكلة المياه المالحة التي لم يعرف مصدرها وليس لها وقت محدد للتدفق!
سليمان بن سعود الحبسي أحد المتضررين من هذا الوضع قال: «بدأت المياه بالظهور منذ عام ٢٠١٧م حينها تم إبلاغ الجهات المختصة بالموضوع والحقيقة أن تأثير هذه المشكلة كبير وواضح للجميع فمن ذلك التشققات على الجدران وإزالة الطلاء وطبقة حشو الجدران حيث تظهر بقع الأملاح على الجدران المتأثرة، وارتفاع منسوب المياه عند الحفر لا يتجاوز المترين، وفور بدء المشكلة تم مخاطبة مكتب سعادة الوالي ومنه تم تحويلها إلى دائرة الشؤون البلدية بالمضيبي، وتمت معاينة الموضوع من قبلها وتم تحويل هذا الموضوع لبلدية شمال الشرقية وتمت أيضا معاينة هذا الموقع وتحويل الموضوع لوزارة البلديات حين ذاك وحضرت لجنة للمعاينة والنتيجة التي توصلت إلى أن المياه التي تخرج شديدة الملوحة بدرجة كبيرة أكثر ملوحة من مياه البحر وطبعا دون أن توجد أي حلول للمشكلة».
وتابع قائلا: «قمنا بمتابعة جهات الاختصاص حول وضع حلول للمشكلة ولكن كانت هناك وعود دون تنفيذ وقمنا بحفر آبار وسحب المياه منها بشكل شبه يومي ونطالب أن يتم سحب المياه من المواقع في جهات مختلفة أو تنفيذ تصريف صحي للمنازل المقابلة لهذا الموقع من الجانبين حيث توجد منازل على ارتفاع خمسة عشر مترا وأيضا متأثرة، والأمر المستغرب أن الجهات المختصة التي زارت وعاينت لم تقم بإيجاد حل للمشكلة بل ظلت كما هي رغم متابعتنا لهم باستمرار ونبقى بوعود دون تنفيذ». موضحا أن المسؤولية تقع على عاتق الجهات التي خططت هذا المخطط والتي لم تبادر بإيجاد الحلول للمشكلة حتى تهدمت الكثير من الجدران وأصبحت غير مؤهلة للسكن ونطالب بالتعويض لأن تشييد هذه المباني كلفتنا مبالغ كثيرة وأصبحنا عاجزين عن بناء منزل آخر أو صيانته بسبب كثرة الصيانة الدورية التي نقوم بها بين الحين والآخر بسبب المشكلة.
من جهته قال سالم بن عبدالله الحبسي: «المشكلة بدأت في الظهور منذ أكثر من عشر سنوات ثم أخذت بالتفاقم أكثر وأكثر وبشكل واضح ولم يكن لدينا حل إلا اقتراح البلدية بحفر آبار وشفط المياه بشكل سريع ولكن هذا لم يحل المشكلة لتدفق المياه في مساحة واسعة من الأحياء السكنية حيث تظهر المياه من تحت جدران المنازل وأسفل السيراميك، مما قد يتسبب في تهالك القواعد، وتلافيا لهذه المشكلة التي أتعبتنا كثيرا قمنا بمخاطبة وزارة الزراعة والثروة السمكية وموارد المياه التي وجهت للبلدية بالإسراع في كشف المشكلة الأساسية وإيجاد حلول جذرية لها ووجهت الجهات المعنية بحفر آبار وشفط المياه المترسبة في الأسفل وإلى الآن لا تزال المياه تظهر وتخرج من تحت الجدران ونطالب من هذا المنبر بعمل دراسة واسعة وشاملة وحفر آبار كثيرة وشفطها بمعدات كبيرة وسريعة ومعرفة مصادر هذه المياه». مؤكدا أن تأخر الجهات المختصة في الاستجابة وإيجاد حلول سريعة منذ سنوات أدى إلى تفاقم المشكلة وانتشارها في المنطقة بشكل كبير جدا ونتمنى تدخل الجهات المختصة بشكل مباشر وأكبر لتحديد أصل المشكلة ثم تحديد ما إذا كانت المنطقة صالحة للسكن أم لا؟ وعلى ضوء ذلك يرفع تقرير مفصل حول التعويضات الممكنة للسكان نتيجة ذلك التباطؤ واتخاذ القرارات المناسبة وإيجاد الحلول والتأخر في بحث المشكلة. وأردف علي بن محمد الشبيبي قائلا: «ما ذكره الإخوة يعد مكملا لما أعانيه بسبب مشكلة المياه المالحة التي لا يعرف مصدرها، وقمت بتغيير سيراميك المنزل ثلاث مرات وذلك كلفني كثيرا لحماية المنزل وأصبحت المياه تظهر من عند الباب الرئيسي للمنزل وحتى الآن وهي عين تجري مالحة أملح من البحر ورائحتها أشبه بالكبريت والجدران حالتها توضحها الصور من جميع الاتجاهات والحل لهذه المشكلة من وجهة نظري هو التشخيص ومعرفة سبب المشكلة ثم إقامة صرف صحي للمربع السكني المتأثر بهذه المياه لأن الوضع الحالي لا يحتمل والمساكن تأثرت كثيرا وإن ظل الحال كما هو فإن المنازل ستتهاوى».