قانون «قناة الجزيرة» الذي أقره الكنيست الإسرائيلي مطلع الشهر الجاري والذي يمنح وزير الاتصالات الإسرائيلي سلطة إغلاق عمليات أي قناة أجنبية تضر بالأمن القومي الإسرائيلي ليس الوحيد في تعامل الغرب مع وسائل الإعلام التي تخالف سرديتها، يحدث ذلك دائما في تغطية جميع وسائل الإعلام الغربية للحرب على فلسطين طوال العقود الماضية، وحدث ذلك في جميع الحروب التي خاضتها أمريكا على سبيل المثال، وما فلت من الرقيب العسكري ونشر في الصحف الأمريكية أحدث هزة كبرى.
إن المثال الأكثر وضوحا لفهم مصطلح «حرية الإعلام» أو «حرية المعرفة» يتضح في تعامل الدول الغربية مع الحرب الروسية الأوكرانية التي لم يسمح الغرب فيها إلا بسرديته وحده حولها، وهي سردية عسكرية أمنية في الغالب.
ويتذكر العالم قرار الاتحاد الأوروبي في مارس 2022 عندما أصدر قرارا حظر بموجبه بث قناتي «روسيا اليوم» و«سبوتنيك» الروسيتَين في جميع دول الاتحاد الأوروبي وأغلق مكاتب القناتين بحجة نشرهما معلومات مضللة، كما أغلق حساباتهما على ومنصات التواصل الاجتماعي، وتم حجب موقعي القناتين على شبكة الإنترنت، بل تمادى الاتحاد الأوروبي وطلب من شركة جوجل حجب اسم القناتين تماما من جميع عمليات البحث! وأصبح المواطن في الاتحاد الأوروبي غير قادر على معرفة ما يحدث في أوكرانيا إلا عبر السردية الأوروبية الرسمية.
وعلينا أن نلاحظ أن هذا حدث في دول أوروبية «ديمقراطية» وليس في دول شمولية أو دكتاتورية كما يحلو لتقارير الغرب أن تصف دول العالم الثالث!
وهذه الحرب بين السرديات الإعلامية برزت خلال الحرب التي يشنها جيش الاحتلال الإسرائيلي على غزة منذ أكتوبر الماضي. ورغم أن وسائل التواصل الاجتماعي استطاعت أن تحدث اختراقا كبيرا في التغطية المستقلة فإن الكثير من وسائل الإعلام الكبرى وافقت على أن يقوم الجيش الإسرائيلي بمراجعة أخبارها وتقاريرها قبل بثها كما قالت CNN ذلك صراحة؛ معللة أن الأمر يتعلق بتدقيق المعلومات في منطقة استقطاب وصراع حساس!
لقد هدفت إسرائيل منذ بداية هذه الحرب إلى محاربة الصحافة حتى تستطيع ارتكاب مجازرها المروعة دون أن يفضحها أحد ولذلك قتلت حتى الآن أكثر من 140 صحفيا.. وعندما لم يجد القتل نفعا أصدرت هذا القانون الذي يسمى قانون «قناة الجزيرة» حيث تكاد الجزيرة تعمل وحدها الآن على فضح جرائم الاحتلال ومجازره المروعة.
ورغم الاحتجاجات العالمية المتزايدة على مجازر إسرائيل في قطاع غزة والتي تجاوزت كل توصيفات «جرائم الحرب» والتي كانت تنقل على الهواء مباشرة أو يتم توثيقها إعلاميا وتكشف أمام العالم أجمع، فإن إسرائيل المتغطرسة بالقوة والمدفوعة بمنظر الدماء التي سفكتها في غزة لا تعير أي اهتمام لأحد أبدا.. لكنّها تعرف خطر الصحافة وخطر ما توثقه ضدها سواء في إعادة بناء الوعي الشعبي في العالم أو عندما تقاد ذليلة إلى محاكم جرائم الحرب العالمية؛ ولذلك تمعن في قتل الصحفيين وفي اختراع قوانين جديدة تقيّد حرية الصحافة بل وتخنقها إلى الأبد.
إن المثال الأكثر وضوحا لفهم مصطلح «حرية الإعلام» أو «حرية المعرفة» يتضح في تعامل الدول الغربية مع الحرب الروسية الأوكرانية التي لم يسمح الغرب فيها إلا بسرديته وحده حولها، وهي سردية عسكرية أمنية في الغالب.
ويتذكر العالم قرار الاتحاد الأوروبي في مارس 2022 عندما أصدر قرارا حظر بموجبه بث قناتي «روسيا اليوم» و«سبوتنيك» الروسيتَين في جميع دول الاتحاد الأوروبي وأغلق مكاتب القناتين بحجة نشرهما معلومات مضللة، كما أغلق حساباتهما على ومنصات التواصل الاجتماعي، وتم حجب موقعي القناتين على شبكة الإنترنت، بل تمادى الاتحاد الأوروبي وطلب من شركة جوجل حجب اسم القناتين تماما من جميع عمليات البحث! وأصبح المواطن في الاتحاد الأوروبي غير قادر على معرفة ما يحدث في أوكرانيا إلا عبر السردية الأوروبية الرسمية.
وعلينا أن نلاحظ أن هذا حدث في دول أوروبية «ديمقراطية» وليس في دول شمولية أو دكتاتورية كما يحلو لتقارير الغرب أن تصف دول العالم الثالث!
وهذه الحرب بين السرديات الإعلامية برزت خلال الحرب التي يشنها جيش الاحتلال الإسرائيلي على غزة منذ أكتوبر الماضي. ورغم أن وسائل التواصل الاجتماعي استطاعت أن تحدث اختراقا كبيرا في التغطية المستقلة فإن الكثير من وسائل الإعلام الكبرى وافقت على أن يقوم الجيش الإسرائيلي بمراجعة أخبارها وتقاريرها قبل بثها كما قالت CNN ذلك صراحة؛ معللة أن الأمر يتعلق بتدقيق المعلومات في منطقة استقطاب وصراع حساس!
لقد هدفت إسرائيل منذ بداية هذه الحرب إلى محاربة الصحافة حتى تستطيع ارتكاب مجازرها المروعة دون أن يفضحها أحد ولذلك قتلت حتى الآن أكثر من 140 صحفيا.. وعندما لم يجد القتل نفعا أصدرت هذا القانون الذي يسمى قانون «قناة الجزيرة» حيث تكاد الجزيرة تعمل وحدها الآن على فضح جرائم الاحتلال ومجازره المروعة.
ورغم الاحتجاجات العالمية المتزايدة على مجازر إسرائيل في قطاع غزة والتي تجاوزت كل توصيفات «جرائم الحرب» والتي كانت تنقل على الهواء مباشرة أو يتم توثيقها إعلاميا وتكشف أمام العالم أجمع، فإن إسرائيل المتغطرسة بالقوة والمدفوعة بمنظر الدماء التي سفكتها في غزة لا تعير أي اهتمام لأحد أبدا.. لكنّها تعرف خطر الصحافة وخطر ما توثقه ضدها سواء في إعادة بناء الوعي الشعبي في العالم أو عندما تقاد ذليلة إلى محاكم جرائم الحرب العالمية؛ ولذلك تمعن في قتل الصحفيين وفي اختراع قوانين جديدة تقيّد حرية الصحافة بل وتخنقها إلى الأبد.