«نعتقد أن هناك لونًا، ونعتقد أن هناك حلوًا، ونعتقد أن هناك مرًا، لكن في الحقيقة هناك ذرات وفراغ»، هذه المقولة للفيلسوف اليوناني «ديمقريطس» تلميذ الفيلسوف ليوكيبوس الذي صاغ النظرية الذرية للكون كافية لتفسير عنوان مقالنا هذا، حيث إننا ببساطة نعيش في عالم من التفاعلات الكيميائية، نكون نتيجةً لبعضها وندير بعضها الآخر، دون دراية منا في الكثير من الأحيان.

إعداد الطعام كما نعرف ما هو إلا مجموعة من التفاعلات، نديرها بأوزان وكميات معينة داخل ظروف حرارية محددة، بل أن مزاجنا خلال إعدادنا لهذه الوجبة ما هو إلا نتيجة رسائل بايوكيميائية في أجسادنا، فالشعور بالإجهاد سببه تراكم مركبات الكورتيزول، أما السعادة فترجع لارتفاع الإندورفين والدوبامين والسيروتونين والأوكسيتوسي. وأكثر من ذلك، وكما يقول العالم الأمريكي لينوس كارل باولنغ: «كل جانب من جوانب العالم اليوم - حتى السياسة والعلاقات الدولية - يتأثر بالكيمياء».

وفي العدد التاسع من ملحق جريدة عمان العلمي، نسلط الضوء على بعض هذه التفاعلات التي تحدث بسببنا، والذي يحولك انتباهك لها ببساطة «لعالم»، كما نعرج على الكيمياء الداخلية لك والتي تسبب الخوف على سبيل المثال. أما عن المركبات من حولنا، فنناقش تأثير الهيدروجين -كوقود- على مستقبل الصناعات والتحديات التي تواجهه، وتأثيره على البيئة، وندخل معكم في وجهة نظر معاكسة، تفيد أننا قد نكون أول جيل ينقل الأرض لوضع أفضل مما وجدناها عليه.

نتطرق كذلك في عددنا هذا إلى التفاعلات التي يمكن أن تحدث خارجة عن سيطرتنا، في داخل الآلات وأدمغة الذكاء الاصطناعي، والتي قد تساعد في إنشاء حروب مدمرة، كما يعتقد البعض، أو قد تفضي إلى «لاشيء»، كما ستقرأ في الصفحات المقبلة. إضافة إلى عناوين منوعة أخرى في الفضاء والصحة العامة وأكثر من ذلك، قراءة ماتعة..