تسهم الفنون التقليدية في إنعاش ودعم الجانب السياحي في مختلف المحافظات، وتعد عصبًا مهمًا في تعزيز الجانب الثقافي، ويجب علينا أن نبرز هذه الفنون سياحيًا، ويوجد العديد من أنواع الفنون الشعبية في سلطنة عمان، التي يمكن أن تكون مشتركة بين المحافظات، أو قد تتميز بها محافظة عن أخرى، إلا أنها تشترك في مكوناتها كحضور النساء، وتأدية الفن التقليدي الشعبي المتمثل في الغناء، والرقص، والتصفيق بأسلوب متفق عليه، وقد يصاحب الفن قرع للطبول.
وتختلف أوقات تقديم هذه الفنون بحسب نوع الفن ومناسبته، ولكن مناسبات الأفراح كالأعراس، والخطبة، والأعياد تنال النصيب الأكبر من هذه الفنون، وتتنوع الفرق الشعبية بين فرق فنون النساء التي يُطلق عليها فرق «الدان دان»، وفرق محافظة ظفار التي تشتهر بفنون «البرعة والهبوت والربوية والشرح»، وفرق البلوش، والفرق التي تختص بتقديم الفنون العمانية المتأثرة بفنون آسيا، وفرق أبناء العجم مثل: «الباكت والسيروان»، وفرق الفنون العمانية الإفريقية، وتقدم الرقص والغناء العماني التقليدي.
الباطنة
تشتهر محافظة شمال الباطنة ومحافظة جنوب الباطنة بالفنون الشعبيّة التي تتميز بفنون البدو وغناء البحر اللذين يحتلان مكانة واسعة من فنون هذه المنطقة، وأهمها فن «الوهابية» وهو فن المُبارزة بالسيف، وهناك فنون شعبية أُخرى كفن «العازي»، وفن «التغرود»، وفن «المكوارة»، وفن «القصافي»، وفن «الرزفة»، وفن «العيالة»، وفن «الونة».
ظفار
تتنوع الفنون الشعبيّة في محافظة ظفار وأشهرها فن «الهبوت»، وهو عبارة عن غناء جماعي لا يُستخدم فيه الآلات الموسيقية، ويحمل فيه المشاركون أسلحتهم من الخناجر والبنادق ويقفزون في الهواء، وهناك فنون شعبية أُخرى مثل: فن «الشبانية»، وفن «الشرح»، وفن «الدان»، وفن «اللانزيه»، وفن «القصبة»، وفن «النانا»، وفن «الزنوج».
الشرقية
تتميز محافظتا الشرقية بالعديد من الفنون الشعبية العمانية، ومن أهمها فن «الرزحة» بكل بأنواعها وأشكالها، وهناك فنون شعبية كثيرة مثل: فن «القصافية»، وفن «العازي»، وفن «التغرود»، وفن» الطارق»، وفن «المديمة»، وفن «الشوبانية»، وفن «التنجيلية»، وفن «تشح تشح»، وفن «التدويرة».
مسندم
وتتميز محافظة مسندم بالعديد من الفنون الشعبية، من أهمها: فن «السحبة»، وفن «العازي»، وفن «النهمة»، وفن «الرميسة»، وفن «المعلاية»، وفن «الجلويح».
الظاهرة
وتشترك الفنون الشعبيّة في محافظة الظاهرة مع محافظتي الباطنة في العديد من الفنون الشعبيّة أهمها: فن «التغرود»، وفن «الزمر»، وفن «تغرود الخيل»، وفن «الوهابية»، وفن «المرداد»، وفنون «الحربيات»، و«التلميس»، وفن «العيالة».
الداخلية والوسطى
تتسم الفنون الشعبية في محافظتي الداخلية والوسطى بتنوع فريد، ومن أهم الفنون الشعبية: فن «الهمبل»، وفن «الرزحة»، وفن «التغرود»، وفن «الونة»، وفن «الدان دان»، وفن «التهلولة».
رموز ثقافية
وحول الفنون الشعبية العمانية وانتشارها بين المحافظات يوضح الموسيقي والباحث في الفنون الموسيقية مسلم بن أحمد الكثيري أن كل محافظات سلطنة عمان لها فنون خاصة بها وفي الوقت نفسه هناك بعض الفنون المشتركة، ففي المحافظات الشمالية نجد فنون «العيالة»، و«الرزحة»، وهي رموز مهمة جدا في الفنون العمانية، كما نجد فن «الرواح» في محافظة مسندم، وفن «الليوا» في سواحل الباطنة، وفي البوادي نجد «الونة»، و«الرزفة»، و«التغرود»، وهي فنون مشتركة في جميع المحافظات، سواء الريفية أم البدوية، كما أن فن «الرزحة»، هو من الفنون الغنائية في كل المحافظات ويقابلها في محافظة ظفار فن «الزامل»، و«الهبوت»، وعلى المستوى الجغرافي فإن الفنون الشعبية تتنوع بين السواحل والجبال والبوادي، بحسب طبيعة المجتمع في هذه البيئات المختلفة.
ونجد «الرزحة»، و«الميدان» تتناسب مع طبيعة محافظتي الشرقية، و«العيالة» في الظاهرة «يتناسب مع بيئتها»، وكذلك الحال مع فن «العازي» الذي تتميز به محافظة الداخلية وهو رمز من رموز الثقافة والفن، وله خصوصية متفردة من التراث العماني، كما نجده منتشرًا في بقية المحافظات.
وتصاحب معظم هذه الفنون آلات موسيقية، وهي مشتركة بين كل المحافظات، وفي محافظة ظفار على مستوى البادية نجد «الهبوت» و«الزوامل»، سواء في البيئة البدوية، أم الريفية، أم الحضرية، وهناك فن «الشرح» وهو مختلف عن فن «الشرح» في المحافظات الشمالية، تصحبه آلات من أهمها «القمبوس»، و«المزهر»، والطبل «المهجر»، وإيقاعات، وتقدمها فرقة محترفة.
ويؤكد الكثيري أنه من الضروري تذكر بأن فنون الغناء في سلطنة عمان، نادرا ما تؤدى دون أن تحضرها المرأة، سواء بالمشاركة الحية، أو الشعرية، وحضورها مهم، حتى أن بعض المحافظات كمحافظتي الشرقية الشمالية والجنوبية، تشارك فيها من وراء حجاب بحضور الشاعرات على سبيل المثال، ومن الصعب عزل المرأة عن الرجال في الفنون وذلك منذ القدم.
فنون المناسبات
وبعد أن تعرفنا على أهم الفنون الشعبية التي تميز كل محافظة بولاياتها المختلفة وتنوع بيئاتها، تتوقف «عمان» مع بعض الفنون المنتشرة بشكل أكبر في المحافظات..
فن الرزحة
الرزحة هي فن تقليدي موسيقي يشاهد في مناسبات اجتماعية ووطنية مختلفة في سلطنة عمان، ويشارك فيها عدد كبير من الرجال الذين يتصفون في صفوف متساوية، ويقومون بأداء حركات تبارز بالسيوف والتروس ومطارحة شعرية تدور حول موضوعات الهجاء والفخر والشجاعة والمديح.
يتم استخدام الطبل العماني في فن الرزحة، حيث يتحرك الطبالون، وهم يقرعون الطبل بين الصفوف بطريقة تتماشى مع الكلمات الملقاة من الرجال في الصفوف.
فن البرعة
يعد فن الرقص بالخنجر في فن البرعة واحدًا من الفنون الشعبية التي يؤديها الفردان، يقوم المؤدي بمسك خنجر بيده اليمنى ودشداشة بيده اليسرى، ثم يتقدم للأمام بقفزات متناسقة وثابتة، ويعود للخلف بالنمط نفسه بالتناغم مع الفرقة الموسيقية.
فن العازي
هو أحد أبرز الفنون الشعبية في سلطنة عمان، وقد تم تسجيله في قائمة التراث الثقافي غير المادي للإنسانية لدى منظمة اليونسكو في ديسمبر 2012، ويعتبر هذا الفن عنصرًا فريدًا لسلطنة عمان.
يتميز فن العازي بأداء فردي يقدمه شاعر ويصاحبه مجموعة من الرجال الذين يقفون خلفه ويشاركونه في الهتافات والكلمات التي ترافق الأداء الشعري، يحمل الشاعر سيفه وترسه، ويقدم كلماته الشعرية من دون تنغيم أو غناء، ويقوم بحركات استعراضية مع سيفه خلال الأداء.
ويعتبر فن العازي جزءا مهما من التراث الثقافي لسلطنة عمان، ويشكل جزءًا من الهوية الوطنية للبلاد، كما أن تسجيله في قائمة التراث الثقافي للإنسانية يعكس القيمة الفنية والثقافية الكبيرة التي يحملها هذا الفن في قلوب العمانيين.
فن العيالة
العيالة هي فن شعبي تقليدي يرتبط بشجاعة الرجال، حيث يقوم المشاركون بتشكيل صفوف متقابلة ويمسك كل منهم بمعصم شخص يجاوره، ويتبادل المشاركون الغناء، ويتناوبون على ترديد شعر مشترك ببطء وإيقاع ثلاثي يستخدم فيه عدة آلات مختلفة تختلف من منطقة إلى أخرى.
ويمتاز فن العيالة بتباين الآلات الموسيقية المستخدمة، قد يشمل استخدام الطبل الكاسر، أو الطبل الرحماني، أو طبل الرنة، إضافة إلى الدف والطاسة، وهذا الفن الشعبي يعكس تراثًا ثقافيًا غنيًا ومتنوعًا، ويعتبر جزءًا مهمًا من التراث العماني المحلي.
فن الربوبة
يعتبر فن الربوبة من الفنون التقليدية التي تتميز بأداء موسيقي راقص ومتناغم، يتم فيه استخدام آلة الربابة التي تعد آلةً وتريةً ذات خيط واحد وقوس من الشعر، وتتطلب دقة في الأداء، ويؤدى هذا النوع من الفن بواسطة مجموعة من الأفراد المصطفين على شكل صفين متقابلين، ويتم فيه الغناء وقرع الطبول، وتتحرك الصفوف باتجاه بعضها البعض، يمر الرجل في الصفوف بين المرأتين، وكذلك تمر المرأة بين رجلين.
فن الهيدان
يعد فن الهيدان من التقاليد الثقافية التي تحتفظ بمكانتها في المجتمع العماني، ويتم أداؤه عادة في حالات الوفاة بعد دفن المتوفى، ويحمل طابع الرثاء والنعي، ويتم في هذا الفن تصفية الفرق حتى الوصول لبيت المتوفى، ويتميز بالرقصات التي تجسد الحزن والفراق، وتستمر المراسم فيه لمدة ثلاثة أيام، حيث يعبر المشاركون فيها عن مشاعر الحزن والفقدان بشكل مؤثر ومعبّر.
فن الهبوت
يشتهر فن الهبوت بكونه فن الرجولة والفروسية، وينتشر في محافظة ظفار، ويتشابه الهبوت مع فن الرزحة المعروف بشكل أوسع في مناطق شمال عُمان، ولكنه يختلف في اللحن، والكلمات، والإيقاع، وفي هذا الفن، يصطف المشاركون في صفوف قصيرة، وهناك أنواع مختلفة من الهبوت مثل هبوت أهل البادية وهبوت أهل المدن، وهبوت البادية وهبوت النجدة الذي يؤديه الأشخاص، وهم متوجهون لنجدة المكلوم أو الملهوف.
وفي فن الهبوت، يحمل كل مشارك سلاحًا مثل: البندقية والخنجر، ويقفز في الهواء أثناء تحريك الخناجر والسيوف، كما يتم ترديد الأشعار والغناء الجماعي من دون استخدام الآلات الموسيقية.
فن الرواح
فن الرواح ينتشر في محافظة مسندم ويختص به بدو الجبال، ويتميز هذا الفن بالرقص على إيقاعات مختلفة من الطبول، التي تتراوح بين الثمانية والعشرة طبول، مثل: الكاسر والرحماني والرنة، والغناء في هذا الفن يتغير باختلاف الوقت من اليوم، حيث يختلف غناء الصباح عن غناء الظهر والعصر.
ويتم أداء فن الرواح في المناسبات الوطنية وحفلات الزواج وأعياد الفطر والأضحى.
فن المديمة
فن المديمة هو فن يستعرض فيه البحارة مهاراتهم في اللعب وفقا للتقاليد والأصول المتوارثة، وينتظم البحارة في دائرة اللعب، حيث يقود ضاربو الطبول، والمسنود، والرحماني، والكاسر، ويرفع «العقيد» صوته بالغناء بلغة مختلطة بين السواحيلية والعربية، ويتبادل البحارة الصفقات بأشكال إيقاعية متداخلة، ويبدأ اللعب عندما يخرج بحار من الصفوف بعد إذن «العقيد» ويقوم بحركات راقصة قبل أن يعود إلى موقعه، ثم يدل «العقيد» بحارًا آخر ليحاول تكرار الحركة الراقصة، ويستمر هذا اللعب حتى ينتهي الفريق أو الجولة.
فن الشوباني
«الشوباني» هو فن بحري يجمع بين العمل والتسلية، وتتم ممارسته من قبل البحارة في الموانئ حيث يصدح طبل بإيقاع سريع ونشط، ويقوم البحارة بالحركة على إيقاع الطبل بحركات مترنحة خفيفة وجميلة أثناء حملهم البضائع من السفينة أو جذوع الأشجار، ويتضمن الفن الشوباني الغناء منفردًا للعقيد بحيث يرد عليه مجموعة البحارة والحضور الذين يحملون غصون الأشجار المزهرة، ويشاركون البحارة في موكب يتجول في مكان الاحتفال قبل المغادرة في مسيرة غنائية راقصة.
فن التشح شح
هو فن من الفنون التي تؤدى عادة في المناسبات السعيدة مثل: الخطبة، والأعراس، واحتفالات مولد الأطفال وغيرها من المناسبات الاجتماعية، عادة ما يقوم بها فرقة محترفة يدعوها صاحب المناسبة، ويتم تكريمهم من قبل المدعوين عادة بوضع المال في إناء معدني يوضع في موقع مركزي بين المدعوين، ويتميز هذا الفن بالغناء والتصفيق واستخدام الطبل، ويكون الغناء في مدح الشخص المحتفى به وإشادة بأصوله الطيبة، ويتم تقديم الغناء في العادة بشعر مثلوث، وقد يكون من نوع المخمس أو المسدوس أو المسبع، ويعود أصل هذا الفن إلى فنون البادية، حيث كانوا يستخدمونه للتعبير عن الحزن والإيقاع البطيء في غناء الذكريات، ثم انتقل إلى الحضر، حيث تغيرت أغراض الغناء المنفرد للرجل وليس للمرأة، خاصة إذا كان الرجل هو الشاعر المبدع لشلة الغناء.
فنون أخرى
وهناك فنون تولدت مع احتكاك عمان بالحضارات المجاورة سواء من خلال التجارة أو الامتداد العماني التاريخي، ولا تزال تمارس حتى يومنا بين العمانيين الذين تعود أصولهم إلى تلك المناطق ومنها فن «الكونزاك»
وهو من فنون البلوش يستخدم فيه بوق الزمر والطبل، وفن «الباكت»، وهو من الفنون التي تختص بها قبيلة «العجم» في ولايتي صحار وصحم، كما أن فن «الليوا» بدأ من أرض الساحل الإفريقي الشرقي الذي يعد امتدادا حضاريا لأرض عمان وهو من الفنون الإفريقية المنشأ التي حملها العمانيون من هناك إلى الوطن الأم. وفن «لارو» رقص البلوش وهو الفن الذي يصحبه غناء باللهجة البلوشية على إيقاع ثلاثي مركب يؤديه طبلا الرحماني والكاسر، وقد يصاحبه زمر مفرد من نوع النغار أو زمر مزدوج من النوع «المقرون»، وأخيرا فن «السيروان» وهو من الفنون الآسيوية «الوافدة» التي يكون فيها الغناء للتسلية دون حركة مصاحبة، وبلغة تختلط فيها الألفاظ الفارسية بالعربية، وتختص قبيلة «العجم» في ولاية صحار بفن «السيروان»، فيما يختص «البلوش» في ولاية بركاء بفن «السيروان».
وتختلف أوقات تقديم هذه الفنون بحسب نوع الفن ومناسبته، ولكن مناسبات الأفراح كالأعراس، والخطبة، والأعياد تنال النصيب الأكبر من هذه الفنون، وتتنوع الفرق الشعبية بين فرق فنون النساء التي يُطلق عليها فرق «الدان دان»، وفرق محافظة ظفار التي تشتهر بفنون «البرعة والهبوت والربوية والشرح»، وفرق البلوش، والفرق التي تختص بتقديم الفنون العمانية المتأثرة بفنون آسيا، وفرق أبناء العجم مثل: «الباكت والسيروان»، وفرق الفنون العمانية الإفريقية، وتقدم الرقص والغناء العماني التقليدي.
الباطنة
تشتهر محافظة شمال الباطنة ومحافظة جنوب الباطنة بالفنون الشعبيّة التي تتميز بفنون البدو وغناء البحر اللذين يحتلان مكانة واسعة من فنون هذه المنطقة، وأهمها فن «الوهابية» وهو فن المُبارزة بالسيف، وهناك فنون شعبية أُخرى كفن «العازي»، وفن «التغرود»، وفن «المكوارة»، وفن «القصافي»، وفن «الرزفة»، وفن «العيالة»، وفن «الونة».
ظفار
تتنوع الفنون الشعبيّة في محافظة ظفار وأشهرها فن «الهبوت»، وهو عبارة عن غناء جماعي لا يُستخدم فيه الآلات الموسيقية، ويحمل فيه المشاركون أسلحتهم من الخناجر والبنادق ويقفزون في الهواء، وهناك فنون شعبية أُخرى مثل: فن «الشبانية»، وفن «الشرح»، وفن «الدان»، وفن «اللانزيه»، وفن «القصبة»، وفن «النانا»، وفن «الزنوج».
الشرقية
تتميز محافظتا الشرقية بالعديد من الفنون الشعبية العمانية، ومن أهمها فن «الرزحة» بكل بأنواعها وأشكالها، وهناك فنون شعبية كثيرة مثل: فن «القصافية»، وفن «العازي»، وفن «التغرود»، وفن» الطارق»، وفن «المديمة»، وفن «الشوبانية»، وفن «التنجيلية»، وفن «تشح تشح»، وفن «التدويرة».
مسندم
وتتميز محافظة مسندم بالعديد من الفنون الشعبية، من أهمها: فن «السحبة»، وفن «العازي»، وفن «النهمة»، وفن «الرميسة»، وفن «المعلاية»، وفن «الجلويح».
الظاهرة
وتشترك الفنون الشعبيّة في محافظة الظاهرة مع محافظتي الباطنة في العديد من الفنون الشعبيّة أهمها: فن «التغرود»، وفن «الزمر»، وفن «تغرود الخيل»، وفن «الوهابية»، وفن «المرداد»، وفنون «الحربيات»، و«التلميس»، وفن «العيالة».
الداخلية والوسطى
تتسم الفنون الشعبية في محافظتي الداخلية والوسطى بتنوع فريد، ومن أهم الفنون الشعبية: فن «الهمبل»، وفن «الرزحة»، وفن «التغرود»، وفن «الونة»، وفن «الدان دان»، وفن «التهلولة».
رموز ثقافية
وحول الفنون الشعبية العمانية وانتشارها بين المحافظات يوضح الموسيقي والباحث في الفنون الموسيقية مسلم بن أحمد الكثيري أن كل محافظات سلطنة عمان لها فنون خاصة بها وفي الوقت نفسه هناك بعض الفنون المشتركة، ففي المحافظات الشمالية نجد فنون «العيالة»، و«الرزحة»، وهي رموز مهمة جدا في الفنون العمانية، كما نجد فن «الرواح» في محافظة مسندم، وفن «الليوا» في سواحل الباطنة، وفي البوادي نجد «الونة»، و«الرزفة»، و«التغرود»، وهي فنون مشتركة في جميع المحافظات، سواء الريفية أم البدوية، كما أن فن «الرزحة»، هو من الفنون الغنائية في كل المحافظات ويقابلها في محافظة ظفار فن «الزامل»، و«الهبوت»، وعلى المستوى الجغرافي فإن الفنون الشعبية تتنوع بين السواحل والجبال والبوادي، بحسب طبيعة المجتمع في هذه البيئات المختلفة.
ونجد «الرزحة»، و«الميدان» تتناسب مع طبيعة محافظتي الشرقية، و«العيالة» في الظاهرة «يتناسب مع بيئتها»، وكذلك الحال مع فن «العازي» الذي تتميز به محافظة الداخلية وهو رمز من رموز الثقافة والفن، وله خصوصية متفردة من التراث العماني، كما نجده منتشرًا في بقية المحافظات.
وتصاحب معظم هذه الفنون آلات موسيقية، وهي مشتركة بين كل المحافظات، وفي محافظة ظفار على مستوى البادية نجد «الهبوت» و«الزوامل»، سواء في البيئة البدوية، أم الريفية، أم الحضرية، وهناك فن «الشرح» وهو مختلف عن فن «الشرح» في المحافظات الشمالية، تصحبه آلات من أهمها «القمبوس»، و«المزهر»، والطبل «المهجر»، وإيقاعات، وتقدمها فرقة محترفة.
ويؤكد الكثيري أنه من الضروري تذكر بأن فنون الغناء في سلطنة عمان، نادرا ما تؤدى دون أن تحضرها المرأة، سواء بالمشاركة الحية، أو الشعرية، وحضورها مهم، حتى أن بعض المحافظات كمحافظتي الشرقية الشمالية والجنوبية، تشارك فيها من وراء حجاب بحضور الشاعرات على سبيل المثال، ومن الصعب عزل المرأة عن الرجال في الفنون وذلك منذ القدم.
فنون المناسبات
وبعد أن تعرفنا على أهم الفنون الشعبية التي تميز كل محافظة بولاياتها المختلفة وتنوع بيئاتها، تتوقف «عمان» مع بعض الفنون المنتشرة بشكل أكبر في المحافظات..
فن الرزحة
الرزحة هي فن تقليدي موسيقي يشاهد في مناسبات اجتماعية ووطنية مختلفة في سلطنة عمان، ويشارك فيها عدد كبير من الرجال الذين يتصفون في صفوف متساوية، ويقومون بأداء حركات تبارز بالسيوف والتروس ومطارحة شعرية تدور حول موضوعات الهجاء والفخر والشجاعة والمديح.
يتم استخدام الطبل العماني في فن الرزحة، حيث يتحرك الطبالون، وهم يقرعون الطبل بين الصفوف بطريقة تتماشى مع الكلمات الملقاة من الرجال في الصفوف.
فن البرعة
يعد فن الرقص بالخنجر في فن البرعة واحدًا من الفنون الشعبية التي يؤديها الفردان، يقوم المؤدي بمسك خنجر بيده اليمنى ودشداشة بيده اليسرى، ثم يتقدم للأمام بقفزات متناسقة وثابتة، ويعود للخلف بالنمط نفسه بالتناغم مع الفرقة الموسيقية.
فن العازي
هو أحد أبرز الفنون الشعبية في سلطنة عمان، وقد تم تسجيله في قائمة التراث الثقافي غير المادي للإنسانية لدى منظمة اليونسكو في ديسمبر 2012، ويعتبر هذا الفن عنصرًا فريدًا لسلطنة عمان.
يتميز فن العازي بأداء فردي يقدمه شاعر ويصاحبه مجموعة من الرجال الذين يقفون خلفه ويشاركونه في الهتافات والكلمات التي ترافق الأداء الشعري، يحمل الشاعر سيفه وترسه، ويقدم كلماته الشعرية من دون تنغيم أو غناء، ويقوم بحركات استعراضية مع سيفه خلال الأداء.
ويعتبر فن العازي جزءا مهما من التراث الثقافي لسلطنة عمان، ويشكل جزءًا من الهوية الوطنية للبلاد، كما أن تسجيله في قائمة التراث الثقافي للإنسانية يعكس القيمة الفنية والثقافية الكبيرة التي يحملها هذا الفن في قلوب العمانيين.
فن العيالة
العيالة هي فن شعبي تقليدي يرتبط بشجاعة الرجال، حيث يقوم المشاركون بتشكيل صفوف متقابلة ويمسك كل منهم بمعصم شخص يجاوره، ويتبادل المشاركون الغناء، ويتناوبون على ترديد شعر مشترك ببطء وإيقاع ثلاثي يستخدم فيه عدة آلات مختلفة تختلف من منطقة إلى أخرى.
ويمتاز فن العيالة بتباين الآلات الموسيقية المستخدمة، قد يشمل استخدام الطبل الكاسر، أو الطبل الرحماني، أو طبل الرنة، إضافة إلى الدف والطاسة، وهذا الفن الشعبي يعكس تراثًا ثقافيًا غنيًا ومتنوعًا، ويعتبر جزءًا مهمًا من التراث العماني المحلي.
فن الربوبة
يعتبر فن الربوبة من الفنون التقليدية التي تتميز بأداء موسيقي راقص ومتناغم، يتم فيه استخدام آلة الربابة التي تعد آلةً وتريةً ذات خيط واحد وقوس من الشعر، وتتطلب دقة في الأداء، ويؤدى هذا النوع من الفن بواسطة مجموعة من الأفراد المصطفين على شكل صفين متقابلين، ويتم فيه الغناء وقرع الطبول، وتتحرك الصفوف باتجاه بعضها البعض، يمر الرجل في الصفوف بين المرأتين، وكذلك تمر المرأة بين رجلين.
فن الهيدان
يعد فن الهيدان من التقاليد الثقافية التي تحتفظ بمكانتها في المجتمع العماني، ويتم أداؤه عادة في حالات الوفاة بعد دفن المتوفى، ويحمل طابع الرثاء والنعي، ويتم في هذا الفن تصفية الفرق حتى الوصول لبيت المتوفى، ويتميز بالرقصات التي تجسد الحزن والفراق، وتستمر المراسم فيه لمدة ثلاثة أيام، حيث يعبر المشاركون فيها عن مشاعر الحزن والفقدان بشكل مؤثر ومعبّر.
فن الهبوت
يشتهر فن الهبوت بكونه فن الرجولة والفروسية، وينتشر في محافظة ظفار، ويتشابه الهبوت مع فن الرزحة المعروف بشكل أوسع في مناطق شمال عُمان، ولكنه يختلف في اللحن، والكلمات، والإيقاع، وفي هذا الفن، يصطف المشاركون في صفوف قصيرة، وهناك أنواع مختلفة من الهبوت مثل هبوت أهل البادية وهبوت أهل المدن، وهبوت البادية وهبوت النجدة الذي يؤديه الأشخاص، وهم متوجهون لنجدة المكلوم أو الملهوف.
وفي فن الهبوت، يحمل كل مشارك سلاحًا مثل: البندقية والخنجر، ويقفز في الهواء أثناء تحريك الخناجر والسيوف، كما يتم ترديد الأشعار والغناء الجماعي من دون استخدام الآلات الموسيقية.
فن الرواح
فن الرواح ينتشر في محافظة مسندم ويختص به بدو الجبال، ويتميز هذا الفن بالرقص على إيقاعات مختلفة من الطبول، التي تتراوح بين الثمانية والعشرة طبول، مثل: الكاسر والرحماني والرنة، والغناء في هذا الفن يتغير باختلاف الوقت من اليوم، حيث يختلف غناء الصباح عن غناء الظهر والعصر.
ويتم أداء فن الرواح في المناسبات الوطنية وحفلات الزواج وأعياد الفطر والأضحى.
فن المديمة
فن المديمة هو فن يستعرض فيه البحارة مهاراتهم في اللعب وفقا للتقاليد والأصول المتوارثة، وينتظم البحارة في دائرة اللعب، حيث يقود ضاربو الطبول، والمسنود، والرحماني، والكاسر، ويرفع «العقيد» صوته بالغناء بلغة مختلطة بين السواحيلية والعربية، ويتبادل البحارة الصفقات بأشكال إيقاعية متداخلة، ويبدأ اللعب عندما يخرج بحار من الصفوف بعد إذن «العقيد» ويقوم بحركات راقصة قبل أن يعود إلى موقعه، ثم يدل «العقيد» بحارًا آخر ليحاول تكرار الحركة الراقصة، ويستمر هذا اللعب حتى ينتهي الفريق أو الجولة.
فن الشوباني
«الشوباني» هو فن بحري يجمع بين العمل والتسلية، وتتم ممارسته من قبل البحارة في الموانئ حيث يصدح طبل بإيقاع سريع ونشط، ويقوم البحارة بالحركة على إيقاع الطبل بحركات مترنحة خفيفة وجميلة أثناء حملهم البضائع من السفينة أو جذوع الأشجار، ويتضمن الفن الشوباني الغناء منفردًا للعقيد بحيث يرد عليه مجموعة البحارة والحضور الذين يحملون غصون الأشجار المزهرة، ويشاركون البحارة في موكب يتجول في مكان الاحتفال قبل المغادرة في مسيرة غنائية راقصة.
فن التشح شح
هو فن من الفنون التي تؤدى عادة في المناسبات السعيدة مثل: الخطبة، والأعراس، واحتفالات مولد الأطفال وغيرها من المناسبات الاجتماعية، عادة ما يقوم بها فرقة محترفة يدعوها صاحب المناسبة، ويتم تكريمهم من قبل المدعوين عادة بوضع المال في إناء معدني يوضع في موقع مركزي بين المدعوين، ويتميز هذا الفن بالغناء والتصفيق واستخدام الطبل، ويكون الغناء في مدح الشخص المحتفى به وإشادة بأصوله الطيبة، ويتم تقديم الغناء في العادة بشعر مثلوث، وقد يكون من نوع المخمس أو المسدوس أو المسبع، ويعود أصل هذا الفن إلى فنون البادية، حيث كانوا يستخدمونه للتعبير عن الحزن والإيقاع البطيء في غناء الذكريات، ثم انتقل إلى الحضر، حيث تغيرت أغراض الغناء المنفرد للرجل وليس للمرأة، خاصة إذا كان الرجل هو الشاعر المبدع لشلة الغناء.
فنون أخرى
وهناك فنون تولدت مع احتكاك عمان بالحضارات المجاورة سواء من خلال التجارة أو الامتداد العماني التاريخي، ولا تزال تمارس حتى يومنا بين العمانيين الذين تعود أصولهم إلى تلك المناطق ومنها فن «الكونزاك»
وهو من فنون البلوش يستخدم فيه بوق الزمر والطبل، وفن «الباكت»، وهو من الفنون التي تختص بها قبيلة «العجم» في ولايتي صحار وصحم، كما أن فن «الليوا» بدأ من أرض الساحل الإفريقي الشرقي الذي يعد امتدادا حضاريا لأرض عمان وهو من الفنون الإفريقية المنشأ التي حملها العمانيون من هناك إلى الوطن الأم. وفن «لارو» رقص البلوش وهو الفن الذي يصحبه غناء باللهجة البلوشية على إيقاع ثلاثي مركب يؤديه طبلا الرحماني والكاسر، وقد يصاحبه زمر مفرد من نوع النغار أو زمر مزدوج من النوع «المقرون»، وأخيرا فن «السيروان» وهو من الفنون الآسيوية «الوافدة» التي يكون فيها الغناء للتسلية دون حركة مصاحبة، وبلغة تختلط فيها الألفاظ الفارسية بالعربية، وتختص قبيلة «العجم» في ولاية صحار بفن «السيروان»، فيما يختص «البلوش» في ولاية بركاء بفن «السيروان».