تعيش الولايات المتحدة الأمريكية ودولة الاحتلال الإسرائيلي حالة من التخبط في التصريحات على مستوى القيادة العليا تكشف عن حجم المأزق الذي تعيشه إسرائيل ومحاولات الغرب والولايات المتحدة الأمريكية بالذات انتشال إسرائيل ورئيس وزرائها من مأزقهم الكبير.
ففي الوقت الذي يظهر فيه نتانياهو بشكل يومي على قنوات التلفزيون الإسرائيلية ويؤكد أن دولة فلسطينية لا يمكن أن تنشأ وهو موجود في السلطة يصرح الرئيس الأمريكي جو بايدن «بأنه ناقش مسألة حل الدولتين مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، وأن الأخير لم يعترض على هذا الحل». لكن بايدن قال إن «هناك عددا من الأنماط لحل الدولتين، مشيرا إلى أن دولا عدة في الأمم المتحدة ليس لديها قوات مسلحة خاصة بها، وأشار إلى أن هذا الحل ليس مستحيلا بوجود نتانياهو في السلطة».
وأصدر أمس مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي نتانياهو بيانا ردا على تصريحات الرئيس جو بايدن جاء فيه: «في محادثته الليلة الماضية مع الرئيس بايدن، كرر رئيس الوزراء نتانياهو موقفه الثابت لسنوات، والذي أعلنه أيضًا في مؤتمر صحفي في اليوم السابق: بعد القضاء على حماس، يجب أن تظل إسرائيل تسيطر أمنيًا بالكامل على قطاع غزة، لضمان أن غزة لم تعد تشكل تهديدا لإسرائيل، وهذا يتعارض مع مطلب السيادة الفلسطيني».
وعلاوة على تباعد التصريحات حول «مشروع» حل الدولتين المتعثر منذ عام 1999 إلا أن ثمة طرحا جديدا يمكن أن نفهم تفاصيله من كلا التصريحين. فالرئيس الأمريكي جو بايدن يتحدث عن دولة منزوعة السلاح ليس بها أي قوات مسلحة! ورئيس دولة الاحتلال يتحدث عن سيطرة إسرائيلية كاملة على قطاع غزة بعد الحرب ما يعني أن الدولة الفلسطينية في حال إعلانها لن تكون لها سيادة على قطاع غزة! ناهيك أنها لن تكون بها قوات مسلحة، أصلا، تستطيع بها حماية سيادتها.
والذي يمكن فهمه من مجمل هذه التصريحات وغيرها من التصريحات الكثيرة منذ بداية الحرب وربطها بالفلسفة التي يؤمن بها الاحتلال ويدعمه فيها الغرب أن أيا من إسرائيل أو أمريكا أو بريطانيا أو ألمانيا أو فرنسا لا يمكن أن يوافقوا على إنشاء دولة فلسطينية سواء كان بسيادة كاملة أو بسيادة جزئية، ونتانياهو يكرر هذا كل يوم منذ بداية الحرب عندما يقول: أوسلو كانت غلطة كبرى» بل إنه قال مرة إنها «كارثة»!
ومن يقرأ أدبيات الاحتلال وفكره يستطيع أن يخرج بيقين كامل إن فكر إسرائيل لا يمكن أن يؤمن بالسلام لا مع الفلسطينيين ولا مع عموم العرب ولذلك فإن أي ميول إسرائيلية أو غربية تجاه حل الدولتين لم تكن في يوم من الأيام إلا لضمان المواقف العربية في قضايا لا علاقة لها بفلسطين أبدا.. لأن ذهاب اعتراف الاحتلال الإسرائيلي بدولة فلسطينية يعني وفق فكر إسرائيل الديني أو الفكر الصهيوني فقدان إسرائيل لشرعيتها؛ لأن الاحتلال الإسرائيلي يقوم على فكرة إحلال إسرائيل محل فلسطين، وتهجير الفلسطينيين إلى خارج «إسرائيل». وهذا النمط من الاحتلال يسمى الاحتلال «الإحلالي» الذي لا يريد بقاء الفلسطينيين حتى من أجل العمل في الوظائف الدنيا وبأجور رخيصة جدا كما هو الحال عندما كانت الدول الإمبريالية الأوروبية تحتل الكثير من الدول الأفريقية والآسيوية.
ولذلك من المهم يدرك صناع السياسة في العالم العربي الفكر الذي تقوم عليه فكرة «إسرائيل» سواء من منظور «اليهود» أنفسهم لإكمال مشروعهم، أو من منظور الغرب الإمبريالي الذي أنشأ إسرائيل لأسباب وظيفية تخصه هو في المقام الأول.
أما طرح الرئيس الأمريكي جو بايدن مشروع حل الدولتين في هذا التوقيت ما هو إلا خدمة لمشروعه الانتخابي ومحاولة حماية صديقه نتانياهو من مأزقه الكبير على أمل أن يقف كل منهما مع الآخر في محنة الانتخابات القادمة.
ففي الوقت الذي يظهر فيه نتانياهو بشكل يومي على قنوات التلفزيون الإسرائيلية ويؤكد أن دولة فلسطينية لا يمكن أن تنشأ وهو موجود في السلطة يصرح الرئيس الأمريكي جو بايدن «بأنه ناقش مسألة حل الدولتين مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، وأن الأخير لم يعترض على هذا الحل». لكن بايدن قال إن «هناك عددا من الأنماط لحل الدولتين، مشيرا إلى أن دولا عدة في الأمم المتحدة ليس لديها قوات مسلحة خاصة بها، وأشار إلى أن هذا الحل ليس مستحيلا بوجود نتانياهو في السلطة».
وأصدر أمس مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي نتانياهو بيانا ردا على تصريحات الرئيس جو بايدن جاء فيه: «في محادثته الليلة الماضية مع الرئيس بايدن، كرر رئيس الوزراء نتانياهو موقفه الثابت لسنوات، والذي أعلنه أيضًا في مؤتمر صحفي في اليوم السابق: بعد القضاء على حماس، يجب أن تظل إسرائيل تسيطر أمنيًا بالكامل على قطاع غزة، لضمان أن غزة لم تعد تشكل تهديدا لإسرائيل، وهذا يتعارض مع مطلب السيادة الفلسطيني».
وعلاوة على تباعد التصريحات حول «مشروع» حل الدولتين المتعثر منذ عام 1999 إلا أن ثمة طرحا جديدا يمكن أن نفهم تفاصيله من كلا التصريحين. فالرئيس الأمريكي جو بايدن يتحدث عن دولة منزوعة السلاح ليس بها أي قوات مسلحة! ورئيس دولة الاحتلال يتحدث عن سيطرة إسرائيلية كاملة على قطاع غزة بعد الحرب ما يعني أن الدولة الفلسطينية في حال إعلانها لن تكون لها سيادة على قطاع غزة! ناهيك أنها لن تكون بها قوات مسلحة، أصلا، تستطيع بها حماية سيادتها.
والذي يمكن فهمه من مجمل هذه التصريحات وغيرها من التصريحات الكثيرة منذ بداية الحرب وربطها بالفلسفة التي يؤمن بها الاحتلال ويدعمه فيها الغرب أن أيا من إسرائيل أو أمريكا أو بريطانيا أو ألمانيا أو فرنسا لا يمكن أن يوافقوا على إنشاء دولة فلسطينية سواء كان بسيادة كاملة أو بسيادة جزئية، ونتانياهو يكرر هذا كل يوم منذ بداية الحرب عندما يقول: أوسلو كانت غلطة كبرى» بل إنه قال مرة إنها «كارثة»!
ومن يقرأ أدبيات الاحتلال وفكره يستطيع أن يخرج بيقين كامل إن فكر إسرائيل لا يمكن أن يؤمن بالسلام لا مع الفلسطينيين ولا مع عموم العرب ولذلك فإن أي ميول إسرائيلية أو غربية تجاه حل الدولتين لم تكن في يوم من الأيام إلا لضمان المواقف العربية في قضايا لا علاقة لها بفلسطين أبدا.. لأن ذهاب اعتراف الاحتلال الإسرائيلي بدولة فلسطينية يعني وفق فكر إسرائيل الديني أو الفكر الصهيوني فقدان إسرائيل لشرعيتها؛ لأن الاحتلال الإسرائيلي يقوم على فكرة إحلال إسرائيل محل فلسطين، وتهجير الفلسطينيين إلى خارج «إسرائيل». وهذا النمط من الاحتلال يسمى الاحتلال «الإحلالي» الذي لا يريد بقاء الفلسطينيين حتى من أجل العمل في الوظائف الدنيا وبأجور رخيصة جدا كما هو الحال عندما كانت الدول الإمبريالية الأوروبية تحتل الكثير من الدول الأفريقية والآسيوية.
ولذلك من المهم يدرك صناع السياسة في العالم العربي الفكر الذي تقوم عليه فكرة «إسرائيل» سواء من منظور «اليهود» أنفسهم لإكمال مشروعهم، أو من منظور الغرب الإمبريالي الذي أنشأ إسرائيل لأسباب وظيفية تخصه هو في المقام الأول.
أما طرح الرئيس الأمريكي جو بايدن مشروع حل الدولتين في هذا التوقيت ما هو إلا خدمة لمشروعه الانتخابي ومحاولة حماية صديقه نتانياهو من مأزقه الكبير على أمل أن يقف كل منهما مع الآخر في محنة الانتخابات القادمة.