مسعود الحمداني

(1)

مسندم تلتقط أنفاسها، تعيد بوصلة التاريخ إلى وجهتها، تشعل قرائح الشاعر، وتلهم ريشة الفنان، وتصير حورية زرقاء، تمنح اللؤلؤ والمرجان لعاشقيها.

(2)

مسندم تفوح لبانا، تسير نحو شمس الحياة، وترسل قصائدها المفعمة بالحب إلى أحضان الوطن، وتصفو كعين صقر، شاخصة نحو البحر، تنظر موكب الماء والسماء، وتعطر أريجها بالمسك، والرياحين.

(3)

حين يتهادى يخت السلطان، ترقص النوارس طربا، وتنعق الموجات من أسر بحرها، ويبوح الماء بأسراره، يكتب رواية جديدة، يستشعر القادم، ويبارك الخطى، حيث تنفرج أسارير البحر عن موكب مهيب، وفارس نجيب.

(4)

ليس لمسندم غير الفرح، وهي تعيش لحظات من العناق الطويل، ترسم لوحة من شعر، وتكتب قصائد من عطر، وتبوح بأسرارها الأثيرة، حيث ينصب صياد شبكته، و«يندب» جبل صيحته الموغلة في القدم، وتفوح رائحة الحياة من بين الماء والساحل، وتغني غيمات البحر رقصة المطر القادم من كل الوطن.

(5)

ليس في هذا المساء سوى التفاؤل، ليس هناك من عالم سوى هذه القطرات من العشق، تتسلل إلى قلوب العاشقين، وتهتف لذلك الفارس القادم على صهوة الماء، ليعيد تشكيل خارطة المكان، ويسمو بتلك الأرواح العطشى للفرح، والمستقبل.

(6)

في مسندم تهتف الجبال حبا للوطن، تفتح السماء نافذتها لتطل على فضاء الأمل، تصطف القلوب على صعيد واحد، وتنتفض الطيور من أعشاشها، تنفض ريشها، وتطير بعيدا، حاملة أحلامها التي طالما انتظرتها على جزيرة الفيروز.

(7)

هناك..حيث لقاء السلطان المفدى بشعبه الوفي، حيث يكون الولاء في أبهى صوره، والوفاء في أجمل حلله، حيث ينتصب المواطن كرمح شامخ في وجه كل من ينوي المساس بتراب هذا الوطن المقدس.

هناك تتجلى تلك العلاقة الراسخة بين القائد والشعب، لتقول لكل العابثين: «هذا جسد واحد، وطن وسلطان وشعب لا ينكسر أبدا»..هكذا هو الولاء، والوفاء لتراب من ذهب، وقلوب من فضة.

مسعود الحمداني كاتب وشاعر عماني