ضمن برنامج تطوير الذات لـ(توما) التي تعمل في منزلي، اشتريت لها دفتر ملاحظات جميلا، وأعطيتها كتاب (السحر) لروندا بايرن مؤلفة كتاب السر، وطلبت منها قراءة فصل كل يوم قبل أن تخلد للنوم وعمل التطبيقات، ولأن الكتاب يدور حول عبادة الشكر، فهو يتطلب أن نسرد مجموعة من النعم التي نستشعرها خلال اليوم، وأخبرتها بأنني سأقيم عملها في نهاية العام.

جاءتني قبل أيام من نهاية العام تطلب تأجيل موعد التقييم كونها قد بدأت التطبيق بعد الموعد بعدة أيام، معللة ذلك بالعارض الصحي الذي تعرض زوجي له في اليوم الذي كان من المفترض أن تبدأ التمرين فيه، ولكنها على حد تعبيرها لم تجد ما يستحق الامتنان وهي ترى رب عملها بتلك الحالة، كانت غاضبة ومتألمة للدرجة التي لم تستطع أن ترى في حياتها إلا مرض رب عملها وحالة القلق الذي كانت تعيشه، كانت غاضبة على الخالق جلت قدرته لما فعله فيه، فلم تجد له في لحظة الغضب تلك نعمة تستحق الشكر.

تركتها حتى هدأت ثم بدأت أشرح لها الهدف من عبادة الشكر علما أنها غير مسلمة لكنها من أهل الكتاب، على الرغم من عنف مشاعر توما نحن جميعا عندما فكرت في الأمر نتعامل مع الكريم المنان بهذا الشكل وإن اختلفت الطريقة، فننسى في خضم المحنة التي نتعرض لها، كل النعم التي يغمرنا بها تبارك وتعالى حتى قبل أن نولد.

حدث صغير في يومنا قادر على أن يتلف بهجة اليوم بكامله، خلاف بسيط على نهاية رحلة جميلة ومثالية مع الأسرة يمكن أن يفسد بهجة تلك الرحلة، (ما عندي) كلمة نرددها كثيرا لو انخفض رصيد البنك عن المبلغ الذي نشعر معه بالراحة، متجاهلين الثلاجة التي تعج بأنواع الطعام المختلفة، وخزانات الملابس التي تكاد تلفظ ما بداخلها، لكننا نردد رغم هذا (ما عندي).

لا ندرك بأن (ما عندي) من الأساس هي نتيجة غياب عبادة الشكر، نعم الله سبحانه تغمرنا حتى قبل أن نخلق، لكنها تحتاج لقلب شاكر أواب لاستشعارها، ودون استشعار النعم من حولنا لن نعرف للسعادة طعما.

حمدة الشامسية كاتبة عمانية في القضايا الاجتماعية