الطوفان كما في القاموس المحيط للعلّامة اللغوي مجد الدين محمد بن يعقوب الفيروزآبادي «المطر الغالب، والماء الغالب يَغشى كل شيء.. ومن كل شيءٍ؛ ما كان كثيرا مُطيفا بالجماعة». لم تمر الأحداث الأخيرة على البشرية كما حصل مع الأحداث السابقة له، وأحد أهم أسباب ذلك هو مواقع التواصل الاجتماعي التي أتاحت للصوت الحقيقي وغير المؤدلج بالحديث. وإذا نظرنا إلى التسمية وأثرها «طوفان الأقصى» فسنجد أنها في السياق الصحيح والمسار الصحيح كذلك، فهو طوفان جرف خرافات وأكاذيب ظلت ترددها الأفواه الصهيونية لعقود وكادت تصبح حقائق مسلما بها لولا أن تداركها أبطال المقاومة وصححوا مفاهيم جيران فلسطين قبل الغرب البعيد، وهنا أعني الشعب الغربي لا حكوماته.
لم تحصل هزة كهذه منذ سنوات طويلة، منذ اجتياح العراق والعدوان الأمريكي عليها، أما نشوء داعش فكان كثير من الناس حتى البسطاء منهم يدركون أنها صنيعة استخباراتية بحتة. جاء طوفان الأقصى كالسيل الجارف فقصف أكذوبة الجيش الذي لا يقهر، الاستخبارات الأقوى في العالم؛ وفي المقابل أعاد تصحيح مفاهيم اقتربت من الزوال جرَّاء الطوفان الآخر، العولمة والأمركة. فعاد معنى الوطن وقداسته بعدما كاد مفهوم الوطن يقترب من كونه مصدر الدخل، ومتى ما انتفى ذلك المصدر فقد الوطن قيمته، فنجد الغزَّاوي الذي تم تجريده من كل شيء، كل شيء بالمعنى الحقيقي لا المجازي للكلمة، نجده متمسكا بأرضه لا يتزحزح عنها!، ونجد الطفل يذود عن أهله وبيته بأقصى ما يملك، الحجارة!، ونجد أن هؤلاء الناس جميعا -أهل غزة- يُحيُون كل يوم فينا معاني الكرامة والأنفة والصبر والذود عن الوطن وقدسيته في قلوبهم.
كما أن هذا الطوفان علمنا بأن الاعتماد على من نسميهم «أصدقاء» وقت السلم، لا يُعوَّل عليهم في أوقات الشدة. من لا يمد لك يدا وأنت توشك على الغرق، فلا فائدة من مدها وأنت تتماثل للشفاء والنجاة. كما أنها علمتنا أن بعض المساعدات التي تبدو خيرية إنسانية؛ لا يكون تحتها إلا اللؤم والمِنَّة وأهداف خبيثة لا يتوقعها إنسان من أهل اللسان المشترك والدين المشترك والوطن القومي الكبير!
إن مواقف سلطنة عُمان بدءًا من جلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم -حفظه الله ورعاه- وكلمته في افتتاح دور الانعقاد السّنوي الأول للدورة الثامنة لمجلس عُمان بمبنى المجلس بمحافظة مسقط، ومواقف وزارة الخارجية مع الوعي المجتمعي الكامل مع القضية الفلسطينية؛ لهو شيءٌ يثلج الصدر ويرفع مؤونة التحفظ من البوح بالحق ونصرة العدل لا كما يحدث في بلدان أخرى نعوّل عليها كشعوب عربية يجمعها اللسان والدين، وإن هذا النهج الرشيد سيبني خيرية الجيل المقبل لعُمان؛ لأن النشء الذي يتربى على قدسية الوطن والحفاظ عليه وتنمية مكتسباته والذود عن حياضه إن طرأ طارئ؛ لن يتأثر بالأبواق التي ترميه بالتطرف والعمالة وغيرها من الصفات والتهم التي عرّتها عملية طوفان الأقصى مؤخرًا. فلا يمكن بحال أن يعتبر المقاوم المناضل إرهابًيا! ولا يمكن بحال أن لإنسان يناصر الحق والعدل بصدق بأن ينظر إلى مذهب إنسان ويجعله القضية الرئيسية في الوقت الذي يتعرض فيه للإبادة!.
إن هذه المواقف المشرفة للحكومة تجاه القضية الفلسطينية، تستدعي أن نجدد المطالبة الصادقة بتشكيل لجنة من ثلة المثقفين العمانيين بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم ووزارة التعليم العالي لمراجعة وغربلة المناهج الدراسية وتطعيمها بما يسهم في بناء جيل جديد يعي ماضيه وعراقته ويبني عليه غدا أجمل وأبهى لعُمان. جيل لا يتأثر بطوفان الأمركة والعولمة في سياقيهما السلبي والنفعي، جيل يحقق رؤية عمان ويعمل عليها بصدق وإخلاص وتفانٍ. متمثلين بذلك قول المتوكل الليثي:
لَسنا وَإِن أَحسابُنا كَرُمَت
مِمَّن عَلى الأَحسابِ يَتَّكِلُ
نَبني كَما كانَت أَوائِلُنا
تَبني وَنَفعَلُ مِثلَما فَعَلوا
لم تحصل هزة كهذه منذ سنوات طويلة، منذ اجتياح العراق والعدوان الأمريكي عليها، أما نشوء داعش فكان كثير من الناس حتى البسطاء منهم يدركون أنها صنيعة استخباراتية بحتة. جاء طوفان الأقصى كالسيل الجارف فقصف أكذوبة الجيش الذي لا يقهر، الاستخبارات الأقوى في العالم؛ وفي المقابل أعاد تصحيح مفاهيم اقتربت من الزوال جرَّاء الطوفان الآخر، العولمة والأمركة. فعاد معنى الوطن وقداسته بعدما كاد مفهوم الوطن يقترب من كونه مصدر الدخل، ومتى ما انتفى ذلك المصدر فقد الوطن قيمته، فنجد الغزَّاوي الذي تم تجريده من كل شيء، كل شيء بالمعنى الحقيقي لا المجازي للكلمة، نجده متمسكا بأرضه لا يتزحزح عنها!، ونجد الطفل يذود عن أهله وبيته بأقصى ما يملك، الحجارة!، ونجد أن هؤلاء الناس جميعا -أهل غزة- يُحيُون كل يوم فينا معاني الكرامة والأنفة والصبر والذود عن الوطن وقدسيته في قلوبهم.
كما أن هذا الطوفان علمنا بأن الاعتماد على من نسميهم «أصدقاء» وقت السلم، لا يُعوَّل عليهم في أوقات الشدة. من لا يمد لك يدا وأنت توشك على الغرق، فلا فائدة من مدها وأنت تتماثل للشفاء والنجاة. كما أنها علمتنا أن بعض المساعدات التي تبدو خيرية إنسانية؛ لا يكون تحتها إلا اللؤم والمِنَّة وأهداف خبيثة لا يتوقعها إنسان من أهل اللسان المشترك والدين المشترك والوطن القومي الكبير!
إن مواقف سلطنة عُمان بدءًا من جلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم -حفظه الله ورعاه- وكلمته في افتتاح دور الانعقاد السّنوي الأول للدورة الثامنة لمجلس عُمان بمبنى المجلس بمحافظة مسقط، ومواقف وزارة الخارجية مع الوعي المجتمعي الكامل مع القضية الفلسطينية؛ لهو شيءٌ يثلج الصدر ويرفع مؤونة التحفظ من البوح بالحق ونصرة العدل لا كما يحدث في بلدان أخرى نعوّل عليها كشعوب عربية يجمعها اللسان والدين، وإن هذا النهج الرشيد سيبني خيرية الجيل المقبل لعُمان؛ لأن النشء الذي يتربى على قدسية الوطن والحفاظ عليه وتنمية مكتسباته والذود عن حياضه إن طرأ طارئ؛ لن يتأثر بالأبواق التي ترميه بالتطرف والعمالة وغيرها من الصفات والتهم التي عرّتها عملية طوفان الأقصى مؤخرًا. فلا يمكن بحال أن يعتبر المقاوم المناضل إرهابًيا! ولا يمكن بحال أن لإنسان يناصر الحق والعدل بصدق بأن ينظر إلى مذهب إنسان ويجعله القضية الرئيسية في الوقت الذي يتعرض فيه للإبادة!.
إن هذه المواقف المشرفة للحكومة تجاه القضية الفلسطينية، تستدعي أن نجدد المطالبة الصادقة بتشكيل لجنة من ثلة المثقفين العمانيين بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم ووزارة التعليم العالي لمراجعة وغربلة المناهج الدراسية وتطعيمها بما يسهم في بناء جيل جديد يعي ماضيه وعراقته ويبني عليه غدا أجمل وأبهى لعُمان. جيل لا يتأثر بطوفان الأمركة والعولمة في سياقيهما السلبي والنفعي، جيل يحقق رؤية عمان ويعمل عليها بصدق وإخلاص وتفانٍ. متمثلين بذلك قول المتوكل الليثي:
لَسنا وَإِن أَحسابُنا كَرُمَت
مِمَّن عَلى الأَحسابِ يَتَّكِلُ
نَبني كَما كانَت أَوائِلُنا
تَبني وَنَفعَلُ مِثلَما فَعَلوا