اكتشف «سانتياجو» بطل رواية الخيميائي أن الكون من حوله عبارة عن مدرسة كبيرة جدا، وعندما وصل إلى صحراء الفيوم في مصر اكتشف أنه بصدد تعلم أكبر دروس حياته على الإطلاق، التي لن يتعلمها مثل رفيقه الإنجليزي من الكتب، ولكن من الصحراء ومن كل ما يحيط به، تماما كما كانت أغنامه التي كان يجوب بها مراعي الأندلس تعلمه، للدرجة التي أدرك أن حتى حبة الرمل في الصحراء تختزل قوة العالم كما وضعها الكاتب باولو كويلو في هذه الرواية التي لا أمل من قراءتها ومناقشتها.
شخصيا تعلمت درس اليوم من جهاز صنع القهوة، الذي وقفت أمامه طويلا بانتظار اللحظة المرتقبة، التي تخرج منها قطرات القهوة، لتداعب كل حواسي، وتملأ رائحتها المكان، إلا أن انتظاري طال، وعلى الفور ذهب ظني إلى الكبسولات التي أجربها للمرة الأولى، بسبب مقاطعة الشركة المصنعة، كونها ليست أصلية، فبقيت أجرب الكبسولة تلو الكبسولة دون أية نتيجة، وعندما يئست أبعدت الجهاز عني، فوقعت عيني على خزان الماء الذي كان خاليا، وما إن أعدت تعبئته حتى خرجت قطرات القهوة الذهبية جميلة، رقراقة ومنعشة.
تذكرت مقولة ألبرت آينشتاين «الجنون هو أن تفعل الأمر ذاته مرة تلو أخرى، متوقعا نتيجة مختلفة» وكنت فعلا مجنونة وأنا ألقي باللوم على كبسولات القهوة دون أن أفكر للحظة أن السبب قد يكون مختلفا، أمر نكرره كثيرا أحيانا، عندما نبحث على سبيل المثال عن ضالة، في ذات المكان الذي بحثنا فيه مرارا وتكرارا، أو عندما نحاول تحقيق هدف ما بذات الطريقة في كل مرة، رغم أن التجربة أثبتت لنا عدم نجاح المحاولة.
نستسلم كثيرا أحيانا عن السعي نحو أهدافنا، معللين الأمر بأننا جربنا، وفعلنا كل ما بوسعنا دون فائدة تذكر، والحقيقة أننا نجرب ذات الطريقة الفاشلة مرة تلو أخرى، ونستمر في محاولة فتح الباب بمفتاح ليس له، كما يضعها الفيلسوف الروسي فاديم زيلاند.
نظرة واحدة لخزان الماء كانت كفيلة بأن تخبرني أن المشكلة ليست في الكبسولات، وإنما في عدم وجود الماء اللازم لصنع القهوة. الباب الذي يتعذر فتحه قد لا يكون بابك فلا تكثر الطرق.
حمدة الشامسية كاتبة عمانية في القضايا الاجتماعية
شخصيا تعلمت درس اليوم من جهاز صنع القهوة، الذي وقفت أمامه طويلا بانتظار اللحظة المرتقبة، التي تخرج منها قطرات القهوة، لتداعب كل حواسي، وتملأ رائحتها المكان، إلا أن انتظاري طال، وعلى الفور ذهب ظني إلى الكبسولات التي أجربها للمرة الأولى، بسبب مقاطعة الشركة المصنعة، كونها ليست أصلية، فبقيت أجرب الكبسولة تلو الكبسولة دون أية نتيجة، وعندما يئست أبعدت الجهاز عني، فوقعت عيني على خزان الماء الذي كان خاليا، وما إن أعدت تعبئته حتى خرجت قطرات القهوة الذهبية جميلة، رقراقة ومنعشة.
تذكرت مقولة ألبرت آينشتاين «الجنون هو أن تفعل الأمر ذاته مرة تلو أخرى، متوقعا نتيجة مختلفة» وكنت فعلا مجنونة وأنا ألقي باللوم على كبسولات القهوة دون أن أفكر للحظة أن السبب قد يكون مختلفا، أمر نكرره كثيرا أحيانا، عندما نبحث على سبيل المثال عن ضالة، في ذات المكان الذي بحثنا فيه مرارا وتكرارا، أو عندما نحاول تحقيق هدف ما بذات الطريقة في كل مرة، رغم أن التجربة أثبتت لنا عدم نجاح المحاولة.
نستسلم كثيرا أحيانا عن السعي نحو أهدافنا، معللين الأمر بأننا جربنا، وفعلنا كل ما بوسعنا دون فائدة تذكر، والحقيقة أننا نجرب ذات الطريقة الفاشلة مرة تلو أخرى، ونستمر في محاولة فتح الباب بمفتاح ليس له، كما يضعها الفيلسوف الروسي فاديم زيلاند.
نظرة واحدة لخزان الماء كانت كفيلة بأن تخبرني أن المشكلة ليست في الكبسولات، وإنما في عدم وجود الماء اللازم لصنع القهوة. الباب الذي يتعذر فتحه قد لا يكون بابك فلا تكثر الطرق.
حمدة الشامسية كاتبة عمانية في القضايا الاجتماعية