السينما في سلطنة عمان كانت في عهد سابق موطنا للشبهات، ودُورها لا يدخلها إلا العاصون لأمر العادات والتقاليد، أن تعلق ملصقا لفيلم ما أو لممثل مشهور فقد دخلت في قفص الاتهام، ولم تكن دور السينما إلا قليلة ونادرة، ومتمركزة في محافظة مسقط أو بعض الولايات الكبرى، ولا يدخلها إلا من كان خارجا عن أمر المعتقدات المجتمعية.
بدأت تزحف المعرفة بالسينما في عُمان شيئا فشيئا، لا سيما حين صارت لدور السينما أماكنها المعروفة والمرموقة، وصارت الأفلام جزءا من ثقافة كل مجتمع، وخرج الأمر من إطار أن تكون العاصمة وكبار الولايات هي المحتضنة لدور السينما، بل اتسعت رقعتها وتجاوزت حدود المكان، بل عبرت إلى البيوت وتوغلت في كل أسرة، وصارت إحدى اللبنات الأساسية في نظام الثقافة العامة.
ولم يكتف بمتابعة الأفلام من خلال ما تقدمه السينما العالمية، بل بدأ الاشتغال عليها محليا، وبدأت الملتقيات والمهرجانات بعرض تلك الأفلام، أو بتخصيص مسابقات خاصة بالأفلام، ومن كون السينما شيئا دخيلا، إلى أن أصبحت مقدمة من قبل كاتب ومخرج وممثل وطاقم عماني متكامل، صارت قضايا المجتمع مطروحة في سيناريو فيلمي، والبيئة العمانية تجوب الأقطار من خلال عرضها أفلاما عمانية تشارك في مسابقات خارجية، تجذب من خلالها المهتمين بالسينما من مختلف دول العالم.
عدد كبير من المهرجانات أقيمت في سلطنة عمان، ولعلّ مهرجان مسقط السينمائي الدولي هو أهمها وأبرزها، إلا أن كل ما أقيم من مهرجانات لم يكن يتجاوز العاصمة مسقط، وظل اللقاء بين السينمائيين من داخل عمان وخارجها لا يتجاوز حدود مسقط، إلا أن الجمعية العمانية للسينما أرادت ألا تحصر السينما في حيز العاصمة فقط، بل يتعداه إلى كل المحافظات، وإشراك المهتمين من مختلف الولايات في صنع حدث سينمائي جاذب للجمهور، فجاء الإعلان بإقامة مهرجانات عمانية سينمائية دولية، في عدد من المحافظات، وكأن رحلة السينما لا تعرف حيزا واحدا، وليست حكرا على فئة معينة تقطن في العاصمة أو قريبا منها، بل جاءت السينما -التي كانت ذات يوم شبهة- وتوغلت في معظم الولايات، وأصبح لكل محافظة مهرجانها الخاص حاملا اسم تلك المحافظة، إبرازا للمحافظة ومنجزاتها، وتقريبا لها للجمهور المشارك من عُمان وخارجها لصنع مادة فيلمية تكون المحافظة محتضنة لها، واستطاعت هذه المهرجانات أن تجعل السينما في عُمان صداحة في مختلف المحافظات، بصوتها وقصصها ورسائلها وعدسات مصوريها، وعلا صوت التصفيق تشجيعا لكل فيلم فائز، وعند انتهاء عرض كل عمل سينمائي، بعد أن كانت السينما تعيش في الظلام والخفاء، صارت حاضرة بكل مقوماتها الفنية.
ولعلنا نستعرض المثال الأخير لمهرجانات السينما في المحافظات العمانية، حيث أسدل مؤخرا الستار على مهرجان الداخلية السينمائي الدولي، الذي أقيم في نسخته الثانية بتنظيم من الجمعية العمانية للسينما
ومكتب محافظ الداخلية، وذلك باستراحة الهوتة بالجبل الشرقي بولاية الحمراء.
كان الافتتاح في الهواء الطلق والساحة المفتوحة في ارتفاع جبلي يتيح لصوت السينما أن تعبر كل بيت في المحافظة، ولم تكتم الأصوات أو تخفى المادة المعروضة، بل على العكس تماما، كان صوت التشجيع وتكريم المشاركين صدّاحا، وعلى مدى أربعة أيام كانت الفعاليات الفنية والسينمائية المتنوعة، وعرض 46 فيلما عربيا وعالميا، ضمن المشاركات في المهرجان، لها جمهورها وحضورها المحب للسينما.
وضمن المسابقات التي أقيمت خلال المهرجان تم تكريم الفائزين في الختام، حيث توّج في
مسابقة أفلام التحريك الدولية -والتي شاركت فيها 9 أفلام- المخرج عدي عبدالكاظم من جمهورية العراق بالمركز الأول عن فيلم «تخطيط»، أما المركز الثاني فكان من نصيب المخرج إياد عبد الحسين من جمهورية العراق عن فيلم «حلم على حائد» وحصل فيلم «التميز» على المركز الثالث للمخرج محمد الحبسي من سلطنة عمان، أما في مسابقة أفلام التحريك العمانية، فتنافست فيها 5 أفلام وأسفرت عن حصول فيلم «عالم آخر» للمخرجة ابتسام الحومانية على المركز الأول، وجاء فيلم «السماء البنفسجية» للمخرجة ليماء السيفية ثانيا، بينما حصل فيلم «الابتزاز» للمخرجة نسيبة العبرية على المركز الثالث. وفي مسابقة أفلام فئة ثيمة المهرجان والتي شاركت فيها 6 أفلام، حصل فيها فيلم «الجبل الأخضر هبة الرحمن» للمخرج حسان المياحي على المركز الأول وحل فيلم «جامع إزكي القديم» للمخرج عبدالرحمن الدرمكي ثانيا، أما فيلم «المكاسرة» للمخرجة دليلة الدرعية فتوج بالمركز الثالث، وفي مسابقة الأفلام الروائية الدولية والتي تنافس فيها 21 فيلما، فقد تمكن فيلم «16 مللي» للمخرج عبدالله جاد من جمهورية مصر العربية من الحصول على المركز الأول، أما المركز الثاني فكان من نصيب المخرج Khaled Ferzjazadah من الجمهورية الإسلامية الإيرانية عن فيلم «The eye of the bread» بينما جاء فيلم «آخر الوعود» للمخرج علي عبد الستار من العراق ثالثا، وفي مسابقة الأفلام الروائية العمانية، فقد تنافست فيها 7 أفلام وحصل فيها فيلم «أرواح ملتهبة» للمخرج يعقوب الخنجري على المركز الأول وجاء المخرج هيثم المسلمي ثانيا عن فيلمه «ديانة الماء» وجاء ثالثا فيلم «عكاز» للمخرج سالم الحسني، بينما تنافست في مسابقة الأفلام الوثائقية الدولية 10 أفلام وتوج فيها المخرج العماني عبدالله الرئيسي أولا عن فيلم «جنة الطيور» وحصل فيلم «AZEETA» لمخرجه جمال باشا من الجزائر على المركز الثاني، أما المركز الثالث فكان من نصيب فيلم «بعد الموت» لمحمود جـقـماقـي من سوريا وحصل فيلم «العزيزة» للمخرج بلال أرباب من جمهورية السودان على جائزة لجنة التحكيم، أما مسابقة الأفلام الوثائقية العمانية فقد حصل على المركز الأول فهد الميمني عن فيلمه «لن تغوص وحيدا» وجاء ثانيا فيلم «المنيور» للمخرج محمد العجمي.
تجدر الإشارة إلى أن المهرجانات في المحافظات انطلقت بمهرجان الداخلية في نسخته الأولى في يونيو 2022، تلاه مهرجان الظاهرة السينمائي الدولي الأول في أكتوبر 2022، ثم مهرجان الباطنة السينمائي الدولي في نوفمبر 2022، ومهرجان الشرقية السينمائي الأول في يناير 2023، ومع ختام النسخة الثانية من مهرجان الداخلية السينمائي الدولي، يبدأ التحضير لانطلاق النسخة الثانية من مهرجان الباطنة السينمائي الدولي.
بدأت تزحف المعرفة بالسينما في عُمان شيئا فشيئا، لا سيما حين صارت لدور السينما أماكنها المعروفة والمرموقة، وصارت الأفلام جزءا من ثقافة كل مجتمع، وخرج الأمر من إطار أن تكون العاصمة وكبار الولايات هي المحتضنة لدور السينما، بل اتسعت رقعتها وتجاوزت حدود المكان، بل عبرت إلى البيوت وتوغلت في كل أسرة، وصارت إحدى اللبنات الأساسية في نظام الثقافة العامة.
ولم يكتف بمتابعة الأفلام من خلال ما تقدمه السينما العالمية، بل بدأ الاشتغال عليها محليا، وبدأت الملتقيات والمهرجانات بعرض تلك الأفلام، أو بتخصيص مسابقات خاصة بالأفلام، ومن كون السينما شيئا دخيلا، إلى أن أصبحت مقدمة من قبل كاتب ومخرج وممثل وطاقم عماني متكامل، صارت قضايا المجتمع مطروحة في سيناريو فيلمي، والبيئة العمانية تجوب الأقطار من خلال عرضها أفلاما عمانية تشارك في مسابقات خارجية، تجذب من خلالها المهتمين بالسينما من مختلف دول العالم.
عدد كبير من المهرجانات أقيمت في سلطنة عمان، ولعلّ مهرجان مسقط السينمائي الدولي هو أهمها وأبرزها، إلا أن كل ما أقيم من مهرجانات لم يكن يتجاوز العاصمة مسقط، وظل اللقاء بين السينمائيين من داخل عمان وخارجها لا يتجاوز حدود مسقط، إلا أن الجمعية العمانية للسينما أرادت ألا تحصر السينما في حيز العاصمة فقط، بل يتعداه إلى كل المحافظات، وإشراك المهتمين من مختلف الولايات في صنع حدث سينمائي جاذب للجمهور، فجاء الإعلان بإقامة مهرجانات عمانية سينمائية دولية، في عدد من المحافظات، وكأن رحلة السينما لا تعرف حيزا واحدا، وليست حكرا على فئة معينة تقطن في العاصمة أو قريبا منها، بل جاءت السينما -التي كانت ذات يوم شبهة- وتوغلت في معظم الولايات، وأصبح لكل محافظة مهرجانها الخاص حاملا اسم تلك المحافظة، إبرازا للمحافظة ومنجزاتها، وتقريبا لها للجمهور المشارك من عُمان وخارجها لصنع مادة فيلمية تكون المحافظة محتضنة لها، واستطاعت هذه المهرجانات أن تجعل السينما في عُمان صداحة في مختلف المحافظات، بصوتها وقصصها ورسائلها وعدسات مصوريها، وعلا صوت التصفيق تشجيعا لكل فيلم فائز، وعند انتهاء عرض كل عمل سينمائي، بعد أن كانت السينما تعيش في الظلام والخفاء، صارت حاضرة بكل مقوماتها الفنية.
ولعلنا نستعرض المثال الأخير لمهرجانات السينما في المحافظات العمانية، حيث أسدل مؤخرا الستار على مهرجان الداخلية السينمائي الدولي، الذي أقيم في نسخته الثانية بتنظيم من الجمعية العمانية للسينما
ومكتب محافظ الداخلية، وذلك باستراحة الهوتة بالجبل الشرقي بولاية الحمراء.
كان الافتتاح في الهواء الطلق والساحة المفتوحة في ارتفاع جبلي يتيح لصوت السينما أن تعبر كل بيت في المحافظة، ولم تكتم الأصوات أو تخفى المادة المعروضة، بل على العكس تماما، كان صوت التشجيع وتكريم المشاركين صدّاحا، وعلى مدى أربعة أيام كانت الفعاليات الفنية والسينمائية المتنوعة، وعرض 46 فيلما عربيا وعالميا، ضمن المشاركات في المهرجان، لها جمهورها وحضورها المحب للسينما.
وضمن المسابقات التي أقيمت خلال المهرجان تم تكريم الفائزين في الختام، حيث توّج في
مسابقة أفلام التحريك الدولية -والتي شاركت فيها 9 أفلام- المخرج عدي عبدالكاظم من جمهورية العراق بالمركز الأول عن فيلم «تخطيط»، أما المركز الثاني فكان من نصيب المخرج إياد عبد الحسين من جمهورية العراق عن فيلم «حلم على حائد» وحصل فيلم «التميز» على المركز الثالث للمخرج محمد الحبسي من سلطنة عمان، أما في مسابقة أفلام التحريك العمانية، فتنافست فيها 5 أفلام وأسفرت عن حصول فيلم «عالم آخر» للمخرجة ابتسام الحومانية على المركز الأول، وجاء فيلم «السماء البنفسجية» للمخرجة ليماء السيفية ثانيا، بينما حصل فيلم «الابتزاز» للمخرجة نسيبة العبرية على المركز الثالث. وفي مسابقة أفلام فئة ثيمة المهرجان والتي شاركت فيها 6 أفلام، حصل فيها فيلم «الجبل الأخضر هبة الرحمن» للمخرج حسان المياحي على المركز الأول وحل فيلم «جامع إزكي القديم» للمخرج عبدالرحمن الدرمكي ثانيا، أما فيلم «المكاسرة» للمخرجة دليلة الدرعية فتوج بالمركز الثالث، وفي مسابقة الأفلام الروائية الدولية والتي تنافس فيها 21 فيلما، فقد تمكن فيلم «16 مللي» للمخرج عبدالله جاد من جمهورية مصر العربية من الحصول على المركز الأول، أما المركز الثاني فكان من نصيب المخرج Khaled Ferzjazadah من الجمهورية الإسلامية الإيرانية عن فيلم «The eye of the bread» بينما جاء فيلم «آخر الوعود» للمخرج علي عبد الستار من العراق ثالثا، وفي مسابقة الأفلام الروائية العمانية، فقد تنافست فيها 7 أفلام وحصل فيها فيلم «أرواح ملتهبة» للمخرج يعقوب الخنجري على المركز الأول وجاء المخرج هيثم المسلمي ثانيا عن فيلمه «ديانة الماء» وجاء ثالثا فيلم «عكاز» للمخرج سالم الحسني، بينما تنافست في مسابقة الأفلام الوثائقية الدولية 10 أفلام وتوج فيها المخرج العماني عبدالله الرئيسي أولا عن فيلم «جنة الطيور» وحصل فيلم «AZEETA» لمخرجه جمال باشا من الجزائر على المركز الثاني، أما المركز الثالث فكان من نصيب فيلم «بعد الموت» لمحمود جـقـماقـي من سوريا وحصل فيلم «العزيزة» للمخرج بلال أرباب من جمهورية السودان على جائزة لجنة التحكيم، أما مسابقة الأفلام الوثائقية العمانية فقد حصل على المركز الأول فهد الميمني عن فيلمه «لن تغوص وحيدا» وجاء ثانيا فيلم «المنيور» للمخرج محمد العجمي.
تجدر الإشارة إلى أن المهرجانات في المحافظات انطلقت بمهرجان الداخلية في نسخته الأولى في يونيو 2022، تلاه مهرجان الظاهرة السينمائي الدولي الأول في أكتوبر 2022، ثم مهرجان الباطنة السينمائي الدولي في نوفمبر 2022، ومهرجان الشرقية السينمائي الأول في يناير 2023، ومع ختام النسخة الثانية من مهرجان الداخلية السينمائي الدولي، يبدأ التحضير لانطلاق النسخة الثانية من مهرجان الباطنة السينمائي الدولي.