لا تترك سلطنة عمان مناسبة إقليمية أو دولية إلا وتؤكد فيها للعالم أهمية الحوار في الوصول إلى توافقات سياسية وحل الخلافات العالقة بين الدول. إن هذا الأمر ينطلق من المبادئ التي تؤمن بها سلطنة عمان وتبني على أساسها علاقاتها مع دول العالم.

وتجلّى اليوم هذا الأمر في كلمة سلطنة عمان في الجمعية العامة للأمم المتحدة التي أكدت فيها التزامها التام بتعزيز قيم التعاون الدولي وقيم السلام والوئام.

كما أكدت سلطنة عمان تمسكها بمبادئ العدالة والإنصاف واحترام ميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي، وهذا الإيمان الراسخ بسيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية هو ما يجعل الدبلوماسية العمانية محل احترام عالمي ويجعل العالم يثق بالسياسة العمانية.

وأكدت كلمة سلطنة عمان حرصها الدائم على الدعوة إلى الحوار باعتباره مبدأ أساسيا في حل النزاعات وإرساء الوئام بين الأمم. وهذا النهج ليس دليلا على سياستها الخارجية فحسب، بل إنه أيضا انعكاس لرؤيتها الأوسع لعالم يسوده الرخاء والاستقرار والأمن والسلام.

وشددت سلطنة عمان في كلمتها على الضرورة الملحّة لحل القضايا العالقة، مع وضع القضية الفلسطينية في مقدمة هذه القضايا. وتظل عُمان، دائما، مؤيدا قويا للعدالة والحقيقة، وتدين الظلم المستمر وانتهاكات القانون الدولي التي يعاني منها الشعب الفلسطيني منذ أكثر من سبعين عاما.

كما سلّطت كلمة عُمان على تداعيات الأزمة الروسية الأوكرانية، وتصويرها على أنها تهديد خطير للسلام العالمي والتعاون الدولي والنظام العالمي. ودعت الكلمة إلى الحوار والمفاوضات السلمية على أساس مبادئ «لا ضرر ولا ضرار» والسيادة وحسن الجوار للتخفيف من الأزمة وتداعياتها على سلاسل إمدادات الطاقة والغذاء على مستوى العالم.

كما أكدت الكلمة على الجهود التي تبذلها سلطنة عمان في تحقيق الاستدامة البيئية ومكافحة تغيُّر المناخ عبر التزامها بتنفيذ الخطط وفقًا لاستراتيجية حياد الكربون 2050. وتطمح إلى تحفيز الاستثمار في مشاريع الطاقة المتجددة، مع التأكيد على أهمية التعاون الدولي في البحث والابتكار والتصنيع لمكافحة آثار تغيُّر المناخ والأوبئة.

علاوة على ذلك، تعمل سلطنة عمان بشكل حثيث على ترسيخ حقوق الإنسان والالتزام بالمواثيق والاتفاقيات الدولية. وهي تسعى جاهدة إلى إنشاء مجتمع دولي تحظى فيه كرامة الإنسان وحقوقه وقيمه الدينية والثقافية بالاحترام والدعم.

وكانت إدانة عُمان لأي شكل من أشكال العنف والكراهية والتمييز على أساس الدين أو العرق شديدة الوضوح في الكلمة التي ألقتها أمام الجمعية العامة، وحثّت المجتمع الدولي على سن تشريعات واضحة لتجريم مثل هذه الأفعال التي تهدد السلام الاجتماعي والاستقرار والأمن القومي للدول والمجتمعات.

إن سلطنة عمان، من خلال نهجها المتميز في الحوار والمصالحة السلمية، تواصل إضاءة الطريق نحو نظام عالمي متناغم. إن التزامها الثابت بالعدالة وحقوق الإنسان والاستدامة البيئية والتعاون الدولي أمر يستحق النظر من المجتمع الدولي والسير على هذا النهج الذي من شأنه أن يجنب العالم الكثير من الصراعات والأخطار، وهو ما يعكس تطلعاتها إلى عالم يسوده السلام والرخاء.