أشرق القمرُ الأزرق العملاق في سماءِ سلطنة عمان يوم الخميس الذي صادف الـ31 من شهر أغسطس، في ظاهرة جذبت انتباه الجميع، خاصة وأنها لن تتكرر مرةً أخرى إلا في عام 2037م، وكونها ظاهرة نادرة٬ هو أصل جملة «مرة في القمر الأزرق» والتي تستخدم للإشارة إلى الشيء نادر الحدوث.

فما هي هذه الظاهرة؟

يدور القمر حول الكرةِ الأرضية بسبب تأثره بأكثر من جاذبية، منها جاذبية الكرة الأرضية، و جاذبية الشمس و الكواكب الأخرى المجاورة له، وتكون حركتهُ عكس عقارب الساعة. ويُنهي القمر دورته كُل 27.322 يوما تقريبًا.

وعند دوران القمر حول الأرض في كل شهر، يصل القمر إلى أقرب نقطة له من الأرض، و التي تُعرَف بـ «نقطة الحضيض»، و عندما يلتقي البدر بـ«نقطةِ الحضيض»، ينشَأ ما نسميه «القمر العملاق»؛ حيث يبدو القمر أكثرَ سطوعًا بنسبة 14% عن المعتاد، ويكون على بعدِ 363.300 كم من الأرض.

لماذا أسموه «الأزرق العملاق»؟

يُستخدم مصطلح «القمر الأزرق» عند اكتمال القمر ليُصبح بدرًا مرتين في الشهر الميلادي، حيثُ إن أول اكتمال لهُ حصلَ في شهرِ أغسطس، بالتحديد في الأول من أغسطس، و انتهى الشهر الميلادي بثاني بدرٍ له.

وتحدثُ ظاهرة «القمر الأزرق» كل سنتين إلى ثلاث سنوات عندما يُكملُ القمر دورته التي تُستَكملُ بـ 29 يومًا ونصف. نتيجةً لهذه الفجوة؛ يكتملُ القمر ليُشكِل بدرًا مرتينِ في الشهر الميلادي، وبالعادة، تحدثُ هذه الظاهرة عندما يكتملُ القمرُ في الأول أو الثاني من الشهر الميلادي، و يتلوهُ اكتمال دورة القمر بدرًا في نهايةِ الشهر نفسِه.

ولنضع في عين الاعتبار أنها ظاهرة لن تحدُث مرةً أخرى إلا بعد أربع عشرة سنةٍ، تحديدًا في 2037، في كلٍ من الشهرينِ يناير ومارس. ومن النِقاط التي يجب توضيحها أيضا، أن ليس كُل قمرٍ مكتملٍ، هو قمرٌ عملاق، وليس كل قمرٍ عملاقٍ، هوَ قمرٌ أزرق. إلا أن نسبة 25% فقط من القمر المتكمل يكونُ قمرًا عملاقًا و 3% فقط من القمر المكتملِ هو قمرٌ أزرق.

عضو في الجمعية الفلكية العمانية