انتقل موضوع الصحة النفسية في حياة الناس في العقود الأخيرة من الظل حيث كان إلى الواجهة، وأصبح موضوعا من الصعب تجاوزه أو إنكاره في سياق الحديث عن رفاهية الإنسان واستقراره. ولا شك أن الاهتمام بالنفس واستقرارها بات اليوم في ظل المتغيرات التي نعيشها في عالمنا ضرورة ملحة لا يمكن الاستغناء عنها.
تشير الأرقام التي نشرتها منظمة الصحة العالمية إلى أن الاكتئاب سيكون السبب الرئيسي لعبء المرض بحلول عام ٢٠٣٠، وهذا ليس مفاجئا عندما نفكر بعمق في حجم الضغوط المتزايدة التي تتعرض لها المجتمعات الحديثة. وهذا الضغط لا يقتصر فقط على تحدي التوفيق بين الحياة العملية والحياة الأسرية لكنه يتجاوز ذلك إلى إدارة الأعباء المالية وكذلك التعقيدات التي أوجدتها وسائل التواصل الاجتماعي في التأثير على الاستقرار النفسي وتشويش الوعي.. وهذا كله يؤدي في الغالب إلى الشعور بالقلق والعزلة والضغط الشديد.
وتؤثر الحالة النفسية للإنسان كثيرا في كيفية تعامله مع مختلف التحديات التي تواجهه واستقراره الاجتماعي وقدرته على تجاوز مختلف التحديات التي تواجهه في حياته اليومية، وفي مختلف مسارات استقراره الحياتي، وتواصله مع الآخرين.
والمؤكد وفق الدراسات العلمية أن السلامة النفسية واستقرارها لا يقل أهمية بأي حال من الأحوال عن الصحة البدنية.. ومثلما ليس لأي منا أن يتجاهل السعال المستمر أو كسر العظام يجب ألا نتجاهل مشاعر الحزن المستمر أو القلق أو التغيرات التي تصيب الحالة المزاجية، ويمكن أن تكون عواقب تهميش الصحة النفسية مدمرة، إن لم تكن أكثر، من العديد من الأمراض الجسدية. بالإضافة إلى التأثير على حياة الأفراد، يمكن أن يؤدي ضعف الصحة النفسية إلى انخفاض الإنتاجية، وتوتر العلاقات، وتصاعد ضغوطات الحياة.
ومن إيجابيات المرحلة الزمنية التي نعيشها أن فهم الصحة النفسية تطور بشكل كبير وهذا التطور في التفكير يدل على الاعتراف الجماعي بأهميته. ومن المهم جدا أن يتم تكريس هذا الفهم والوعي ليس فقط عند الأفراد ولكن من المهم أن يكون موجودا في فهم المؤسسات، وفي مقدمة ذلك مؤسسة التربية والتعليم، وأن تكون دراسة الصحة النفسية ضمن المواد الأساسية في المناهج الدراسية منذ فترة مبكرة، ويكون جنبا إلى جنب مع تعليم الذكاء العاطفي. وهذا الوعي المبكر بموضوع الصحة النفسية من شأنه أن يسهم في تخفيف/ تغيير النظرة المجتمعية إلى العلاجات النفسية ما يجعل من يحتاج إلى العلاج النفسي لا يتأخر عنه لأسباب مجتمعية.
لكن الحديث عن الصحة النفسية لا يجب أن يحيلنا إلى فكرة التسليم بهشاشة أنفسنا أمام أي تحد مهما كان بسيطا.. فالأصل أن يواجه الإنسان في مسيرة حياته الكثير من التحديات بصمود وعزيمة وصبر لتجاوزها حتى لو انعكست على داخله النفسي، فليس كل متغير في النفس الإنسانية هو اضطراب نفسي.
تشير الأرقام التي نشرتها منظمة الصحة العالمية إلى أن الاكتئاب سيكون السبب الرئيسي لعبء المرض بحلول عام ٢٠٣٠، وهذا ليس مفاجئا عندما نفكر بعمق في حجم الضغوط المتزايدة التي تتعرض لها المجتمعات الحديثة. وهذا الضغط لا يقتصر فقط على تحدي التوفيق بين الحياة العملية والحياة الأسرية لكنه يتجاوز ذلك إلى إدارة الأعباء المالية وكذلك التعقيدات التي أوجدتها وسائل التواصل الاجتماعي في التأثير على الاستقرار النفسي وتشويش الوعي.. وهذا كله يؤدي في الغالب إلى الشعور بالقلق والعزلة والضغط الشديد.
وتؤثر الحالة النفسية للإنسان كثيرا في كيفية تعامله مع مختلف التحديات التي تواجهه واستقراره الاجتماعي وقدرته على تجاوز مختلف التحديات التي تواجهه في حياته اليومية، وفي مختلف مسارات استقراره الحياتي، وتواصله مع الآخرين.
والمؤكد وفق الدراسات العلمية أن السلامة النفسية واستقرارها لا يقل أهمية بأي حال من الأحوال عن الصحة البدنية.. ومثلما ليس لأي منا أن يتجاهل السعال المستمر أو كسر العظام يجب ألا نتجاهل مشاعر الحزن المستمر أو القلق أو التغيرات التي تصيب الحالة المزاجية، ويمكن أن تكون عواقب تهميش الصحة النفسية مدمرة، إن لم تكن أكثر، من العديد من الأمراض الجسدية. بالإضافة إلى التأثير على حياة الأفراد، يمكن أن يؤدي ضعف الصحة النفسية إلى انخفاض الإنتاجية، وتوتر العلاقات، وتصاعد ضغوطات الحياة.
ومن إيجابيات المرحلة الزمنية التي نعيشها أن فهم الصحة النفسية تطور بشكل كبير وهذا التطور في التفكير يدل على الاعتراف الجماعي بأهميته. ومن المهم جدا أن يتم تكريس هذا الفهم والوعي ليس فقط عند الأفراد ولكن من المهم أن يكون موجودا في فهم المؤسسات، وفي مقدمة ذلك مؤسسة التربية والتعليم، وأن تكون دراسة الصحة النفسية ضمن المواد الأساسية في المناهج الدراسية منذ فترة مبكرة، ويكون جنبا إلى جنب مع تعليم الذكاء العاطفي. وهذا الوعي المبكر بموضوع الصحة النفسية من شأنه أن يسهم في تخفيف/ تغيير النظرة المجتمعية إلى العلاجات النفسية ما يجعل من يحتاج إلى العلاج النفسي لا يتأخر عنه لأسباب مجتمعية.
لكن الحديث عن الصحة النفسية لا يجب أن يحيلنا إلى فكرة التسليم بهشاشة أنفسنا أمام أي تحد مهما كان بسيطا.. فالأصل أن يواجه الإنسان في مسيرة حياته الكثير من التحديات بصمود وعزيمة وصبر لتجاوزها حتى لو انعكست على داخله النفسي، فليس كل متغير في النفس الإنسانية هو اضطراب نفسي.