تبدأ أهم الاختراعات البشرية بتساؤل متواضع مفاده «لا أعرف، ولكنني أتساءل كيف ولماذا؟»، وهو دافع فطري لا ينتمي لمنطقة جغرافية أو خلفيات عرقية محددة، والفضول هو أساس العلم، هذا المشروع الموّحد الذي يجمعنا لحل مشكلاتنا الإنسانية، ويضمن لنا حياة أطول، وأكثر متعة بفضل تعزيزه لتجاربنا الحسية على اختلافها.

وكما جمعنا العلم ووفر قنوات اتصال آنية وتقنيات وآلات لم تعد حتى بحاجة إلينا لمراقبتها أو تطويرها كما ناقش د. معمر التوبي في مقاله «مستقبل الصناعة في العصر الرقمي» ، فقد نجح كذلك في كشف مدى تقاربنا البيولوجي واتصالنا بكل شي حي على هذا الكوكب، من خلال الأسرار التي تضمرها الأحماض النووية في خلايانا. وفي هذا العدد نقرأ بعمق كيف يمكن لهذه الأجزاء الميكروسكوبية أن تكشف عن الهوية وملامح الوجه والجسد وأن تساهم في حل الجريمة والكشف عن المجرمين، وتمييز جنس بقايا الهياكل العظمية منذ آلاف السنين.

وقبل التعمق لأصغر مكنونات أجسادنا، يأخذكم العدد الثاني من ملحق جريدة عمان العلمي في رحلة للقمر، للتعرف على نشأته وعمره، وهي رحلة استقصائية نتعرف على شروطها وتحدياتها مع المهندسة العمانية بهية الشعيبية.

ولأن أحد دوافع سبر الفضاء تكمن في إيجاد موطن آخر يصلح للعيش في الوقت الذي استهلك فيه البشر الموارد دون اتزان. نعيد التركيز في هذا العدد إلى الأرض الذي يُزعم أنها أنتقلت لعصر جيولوجي جديد «حقبة الأنثروبوسين»، وكيف يمكن للعلم أن يوحدنا مجددًا أو ينقذنا من تأثيرنا السلبي على أرضنا والذي على ما يبدو أن الدجاج قد تكشفه للأجيال القادمة أو الفضائين!