يعاني العالم منذ عقود طويلة من ويلات الإرهاب الذي يهدد الأمن والسلم الدوليين، ويقض مضاجع الدول الكبرى ويحرك جيوشها ويستنفر أساطيلها البرية والبحرية والجوية. ورغم أن الإرهاب ظاهرة شديدة التعقيد، تراكمت أسبابها عبر التاريخ الطويل، إلا أن تفكيك تلك الأسباب يحيلنا إلى الجذور التي تأسست منها وبسببها، وهي للوهلة الأولى جذور سهلة العلاج فيما لو قررت الإرادات البشرية ذلك وفي مقدمتها الإرادة السياسية، خصوصا إرادة الدول الكبرى. ويبدو أن عالم اليوم الذي انكوى كثيرا بنار الإرهاب لا يسير في طريق العلاج، أو لا يرغب فيه لأسباب سياسية، بل يبدو أنه ذاهب في طريق تكريس أسبابه وتعميقها. وهذا في مجمله ينذر بخطر كبير خاصة مع عودة الصراعات العسكرية الكبرى.
إن الكلمة التي ألقتها سلطنة عمان في الأمم المتحدة بمناسبة اعتماد المراجعة الثامنة لاستراتيجية الأمم المتحدة العالمية لمكافحة الإرهاب كلمة مهمة جدا يتجاوز مضمونها حدود المناسبات الدبلوماسية لتصل إلى مستوى تفكيك الإرهاب والغوص العميق لمعرفة أسبابه الجوهرية. وفي الحقيقة هذه ليست المرة الأولى التي تفكك سلطنة عُمان مفهوم الإرهاب وتحدد أسبابه في خطاب أممي، حيث سبق لها في غير مناسبة في الأمم المتحدة أن خاطبت العالم بهذه الأفكار نفسها.
واختصرت كلمة سلطنة عمان الأمر في جمل بسيطة ولكنها عميقة جدا، ومناسبة لمداخل بحث في فهم الظاهرة وبناء استراتيجيات حلها من جذورها.
ومن بين أهم الأفكار التي طرحتها كلمة سلطنة عمان ما نصه: «مكافحة الإرهاب تبدأ من خلال السعي لرفع مشاعر الظلم التي يشعر به بعض الأفراد لعدم تحقيق العدالة الدولية»، ولا يخلو إرهاب فردي من شعور داخلي بالظلم، وهو شعور قد يكون مرتبطا بالتباينات الاجتماعية أو الاقتصادية أو السياسية، أو الافتقار لأي مستوى من مستويات العدالة الدولية، وخاصة فيما يتعلق بمعالجة النزاعات العسكرية أو حق الجماعات في أرضها التاريخية. إن شعور الأفراد بالتهميش أو التجاهل أو الظلم من الأنظمة سواء كانت أنظمة محلية أو دولية، يمكن أن يسهم في تطوير شعورهم بالإحباط والاستياء إلى القيام بدعم أنشطة التطرف والانخراط فيها. ورغم أن هذا ليس مسوغًا للإرهاب أيًا كان مستواه، لكنه في الحقيقة سبب من أسبابه التي لا يمكن تجاهلها.
إن تجربة سلطنة عمان التي تحدثت عنها في كلمتها أمام الأمم المتحدة جديرة بالتأمل، وهي تنطلق من فكرة العدالة واحترام إنسانية الإنسان واحترام مشاعره الدينية، وهذا الالتزام الدائم من عُمان دليل على استمرار الدولة في دعم السلام والأمن وعدم صناعة أي أرضية يمكن أن ينمو عليها الإرهاب.
وفي هذا السياق لا بد من الإشارة إلى نقطة مهمة ومحورية في استراتيجية سلطنة عمان لمكافحة الإرهاب وعدم إعطاء أي مسوغات لظهوره وقد تحدثت عنها الكلمة، وهي تتعلق بدور الإعلام الذي يشكل الرأي العام ويغذيه ويؤججه. لقد اختارت سلطنة عمان على الدوام اتباع سياسة إعلامية وقائية هدفها تحصين المجتمع من أي بذرة من بذور التطرف من خلال ترسيخ قيم التسامح والوحدة والتقارب. ويشمل ذلك، أيضا، سياسة الحياد الإيجابي عند التعامل مع الأخبار، لا سيما تلك المتعلقة بالصراعات الأهلية والطائفية. هذا الموقف، الذي يبدو بسيطًا ولكنه مؤثر بعمق، هو شهادة على حكمة القيادة العمانية، ودليل آخر على أن الإعلام العماني يسير في المسار الصحيح، فليس هناك شيء أهم من أن تكون سببا في بناء وعي مجتمعي معتدل ومتسامح ومتحاب.
وفي الحقيقة فإن كل مؤسسات المجتمع في عُمان عبر تاريخها الطويل عملت على منع ظهور أي سبب من الأسباب التي يمكن أن تسهم في يوم من الأيام في ظهور التعصب والتطرف أو ما يمكن أن يغذي الإيديولوجيات المتطرفة.
إن العالم اليوم إن كان جادا في مكافحة ومحاربة الإرهاب فإن عليه أن يعالج الجذور الحقيقية للإرهاب، بما في ذلك مشاعر الظلم وغياب العدالة الدولية وأن يسعى لإرساء قيم التسامح والتعايش ومكافحة خطابات الكراهية سواء كانت منبثقة عن أسباب دينية أو عرقية أو إيديولوجية.
إن الكلمة التي ألقتها سلطنة عمان في الأمم المتحدة بمناسبة اعتماد المراجعة الثامنة لاستراتيجية الأمم المتحدة العالمية لمكافحة الإرهاب كلمة مهمة جدا يتجاوز مضمونها حدود المناسبات الدبلوماسية لتصل إلى مستوى تفكيك الإرهاب والغوص العميق لمعرفة أسبابه الجوهرية. وفي الحقيقة هذه ليست المرة الأولى التي تفكك سلطنة عُمان مفهوم الإرهاب وتحدد أسبابه في خطاب أممي، حيث سبق لها في غير مناسبة في الأمم المتحدة أن خاطبت العالم بهذه الأفكار نفسها.
واختصرت كلمة سلطنة عمان الأمر في جمل بسيطة ولكنها عميقة جدا، ومناسبة لمداخل بحث في فهم الظاهرة وبناء استراتيجيات حلها من جذورها.
ومن بين أهم الأفكار التي طرحتها كلمة سلطنة عمان ما نصه: «مكافحة الإرهاب تبدأ من خلال السعي لرفع مشاعر الظلم التي يشعر به بعض الأفراد لعدم تحقيق العدالة الدولية»، ولا يخلو إرهاب فردي من شعور داخلي بالظلم، وهو شعور قد يكون مرتبطا بالتباينات الاجتماعية أو الاقتصادية أو السياسية، أو الافتقار لأي مستوى من مستويات العدالة الدولية، وخاصة فيما يتعلق بمعالجة النزاعات العسكرية أو حق الجماعات في أرضها التاريخية. إن شعور الأفراد بالتهميش أو التجاهل أو الظلم من الأنظمة سواء كانت أنظمة محلية أو دولية، يمكن أن يسهم في تطوير شعورهم بالإحباط والاستياء إلى القيام بدعم أنشطة التطرف والانخراط فيها. ورغم أن هذا ليس مسوغًا للإرهاب أيًا كان مستواه، لكنه في الحقيقة سبب من أسبابه التي لا يمكن تجاهلها.
إن تجربة سلطنة عمان التي تحدثت عنها في كلمتها أمام الأمم المتحدة جديرة بالتأمل، وهي تنطلق من فكرة العدالة واحترام إنسانية الإنسان واحترام مشاعره الدينية، وهذا الالتزام الدائم من عُمان دليل على استمرار الدولة في دعم السلام والأمن وعدم صناعة أي أرضية يمكن أن ينمو عليها الإرهاب.
وفي هذا السياق لا بد من الإشارة إلى نقطة مهمة ومحورية في استراتيجية سلطنة عمان لمكافحة الإرهاب وعدم إعطاء أي مسوغات لظهوره وقد تحدثت عنها الكلمة، وهي تتعلق بدور الإعلام الذي يشكل الرأي العام ويغذيه ويؤججه. لقد اختارت سلطنة عمان على الدوام اتباع سياسة إعلامية وقائية هدفها تحصين المجتمع من أي بذرة من بذور التطرف من خلال ترسيخ قيم التسامح والوحدة والتقارب. ويشمل ذلك، أيضا، سياسة الحياد الإيجابي عند التعامل مع الأخبار، لا سيما تلك المتعلقة بالصراعات الأهلية والطائفية. هذا الموقف، الذي يبدو بسيطًا ولكنه مؤثر بعمق، هو شهادة على حكمة القيادة العمانية، ودليل آخر على أن الإعلام العماني يسير في المسار الصحيح، فليس هناك شيء أهم من أن تكون سببا في بناء وعي مجتمعي معتدل ومتسامح ومتحاب.
وفي الحقيقة فإن كل مؤسسات المجتمع في عُمان عبر تاريخها الطويل عملت على منع ظهور أي سبب من الأسباب التي يمكن أن تسهم في يوم من الأيام في ظهور التعصب والتطرف أو ما يمكن أن يغذي الإيديولوجيات المتطرفة.
إن العالم اليوم إن كان جادا في مكافحة ومحاربة الإرهاب فإن عليه أن يعالج الجذور الحقيقية للإرهاب، بما في ذلك مشاعر الظلم وغياب العدالة الدولية وأن يسعى لإرساء قيم التسامح والتعايش ومكافحة خطابات الكراهية سواء كانت منبثقة عن أسباب دينية أو عرقية أو إيديولوجية.