قبل أيام مر علي هذا العنوان أثناء تصفحي لإحدى شبكات التواصل الاجتماعي، لفت انتباهي العنوان كثيرا، وشرعت في قراءة المقال، الذي مضت كاتبته للقول بأن الأغنياء لا يحلمون، هم يضعون أهدافا ويخططون، إذ لا وجود للأمنيات والأحلام في حياتهم. لهذا يقع الفقراء دائما ضحية الاحتيال المالي، لأنه من السهل بيع الحلم للفقير، وهي أحلام كثيرة لا شك، وكل حلم هو فرصة استثمارية للمؤسسات المالية، فكم من الأموال مكدسة في المصارف على أمل حصول مودعها على (الجائزة الكبرى)، وكم من حالم بالمليون خسر كل ما يملك نتيجة وقوعه ضحية لعملية احتيال باسم الاستثمار.لا يمر علي أسبوع دون أن يصلني سؤال عن فرصة استثمارية مغرية، تشم رائحة الاحتيال فيها عن بعد، تعد بعوائد مالية عالية ومضمونة، وأنت نائم، نعرف جميعا القاعدة الاقتصادية الأهم في علم الاقتصاد والتي مفادها أنه لا يوجد غداء بالمجان، لاشيء في الواقع تحصل عليه بالمجان، أنت حتى لو دعيت لوجبة غداء عند أحدهم، أنت في الغالب لن تذهب بيد خالية، كما أنك ستقطع مسافة إلى مكان الدعوة وتنفق مالا، كما ستفقد ما يسمى في الاستثمار الفرصة البديلة، بمعنى أن ذلك الوقت كان من الممكن استثماره فيما يعود عليك بالنفع. المؤلم في الموضوع أن أكثر من يقع ضحية لهذه العروض (المغرية) هم الفقراء، ذوو الأحلام الكبيرة، وحتى القروض المصرفية أكثر الذين يحملون أعباءها الفقراء ممن يحلمون ببيوت كبيرة، وسيارات تفوق طاقتهم، ولا بأس بعدها أن يقضي المرء منهم عمره يدفع ثمنها، أضعافا مضاعفة. فالبيت الذي بني بقرض سيحتاج إلى صيانة وتوسعة بعد عدة سنوات، سيتم بالطبع تمديد القرض من أجلها، والسيارة التي استهلكت ستحتاج إلى استبدال، كما سيحتاج الأبناء سيارات تقلهم إلى جامعاتهم، وهكذا يعيش هؤلاء، حيث ينمون ثروة الأثرياء طوال حياتهم، بسبب أحلامهم الكبيرة وأمنياتهم في الكسب وهم نيام، مما يؤدي بهم إلى أن يسرقوا في عز النهار ، بسبب الجري وراء الثراء السريع، والعائد المضمون، فيقعون صيدا سهلا لمتصيدي الفقراء.

حمدة الشامسية كاتبة عمانية في القضايا الاجتماعية