تعيش سلطنة عمان تحولات تاريخية في عهد حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم- حفظه الله ورعاه- في مختلف مسارات المستقبل، ومن بين أبرز تلك التحولات التحول من الإدارة المركزية إلى الإدارة اللامركزية، ورغم أن مثل هذه التحولات التاريخية تحتاج إلى زمن وجهود كبيرة إلا أن الإرادة السياسية تدعم هذه التحولات وتسخر لها كل الإمكانيات من أجل تحقيق هذه الرؤية.

ولا بدّ أن نتفق أن التحقيق الناجح لهذه الرؤية يتوقف في الكثير من جوانبه على التمسك بمبدأ الشفافية والتواصل والمشاركة الفعّالة لجميع فئات المجتمع، العامل المحفز الأساسي لهذه العملية كلها هو الإعلام الذي لعب دورا مهما في مسيرة التنمية وتوثيق التحولات التي حدثت في المحافظات طوال نصف القرن الماضي.

مع اكتساب التحول في سلطنة عمان نحو اللامركزية زخما كبيرا في الوسط الحكومي وكذلك بين الناس لا بد من التأكيد على أهمية تمكين دور «إعلام المحافظات» في إنجاح هذا التحول وكذلك في تحفيز المجتمع للمشاركة في التحول وفي المشاريع التي تتبناها المحافظات والأهم من ذلك جعل المواطن يطلع على كل ما يحدث في المحافظات من مشاريع وعلى فكرة التحول نحو اللامركزية حتى يتحقق إيمانه بالفكرة وجدواها في تسهيل حياته.

وتشهد المحافظات تدفقا متسارعا للمشاريع التنموية وتنافسا جيدا من أبناء المجتمع نحو طرح أفكار مبتكرة لتطوير محافظاتهم وتعزير الاستفادة من ميزة كل محافظة لبناء المشاريع السياحية، والإعلام يمكنه بشكل أساسي عرض وجهات النظر بشكل كافٍ مما يعزز بيئة التنافس الصحية.

لكن لا بد أن يتواكب الإعلام في المحافظات مع التطورات الكبرى التي يشهدها الإعلام في العالم حتى يستطيع الوصول إلى مختلف شرائح المجتمع إضافة إلى أهمية قدرته على الإقناع ومصداقيته ومهنيته وتشكيل رأي عام حول ضرورة انخراط الجميع في التحولات الكبرى التي تشهدها سلطنة عمان. ويمكن للإعلام في هذا السياق أن يلعب دورا مهما في تعزيز الهوية الوطنية وثقافة العمل وتشجيع المؤسسات الصغيرة والمتوسطة والتي تعتبر أساسية للتنمية الشاملة في المحافظات.

والإعلام النابض بالحياة يعتبر أمرا أساسيا لرؤية عمان لمستقبل لامركزي، إنه جسر مهم للوصول للجميع ولإيصال صوت الجميع عبر منابره الحوارية وعبر تعزيز مبدأ الشفافية والمساءلة.