«إنا كل شيء خلقناه بقدر»، القمر ٤٩، فانتظمت من حولنا الحياة والقوانين الكونية، لتكون الحياة البشرية على النحو الذي نراه الآن، فمهما بدا التغيير شاسعاً؛ إلا أنه يظل وفق النواميس الكونية التي جُبل عليها الكون، وكما خلقه الله له وكما قدّر له أن يكون، ليكون فئة من البشر من ذوي الإعاقة بنقصان في الإمكانيات السائدة، وبمقدرات بشرية تبدو أقل من الحدّ الطبيعي لما هو مألوف، من توازن في القدرات البشرية باختلافها عن بقيّة الناس.
وذلك الخلل في التوازن له من المقاييس الإلهية لأن تكون نسبة من البشر باعتلالات وتدنِّ في القدرات لتحقيق التوازن الكوني البشري، وكما عبّر عن ذلك مصطفى صادق الرفاعي في كتابه وحي القلم: « الكمال ما هو إلا مجموعة من النقائص «، ليكون بذلك الوجود مكتملا بهم، في تدابير تفوق استيعاب البعض لأنها شأن إلهي بحت، إلا أن قراءة الفكر عبر الزمان قد كشفت لنا حقيقة أننا في إطار بيولوجي متوازن نآزر بعضنا البعض.
فما ذلك السرّ يا ترى الذي يجعل من فئة ذوي الإعاقة محاطين بهالة تستوجب العناية البالغة كشأن بعيد عن مجرد كونه تعاطفا خلقيا، وتكريما إنسانيا من لدن البشر؟ ليكون للأمر أبعاده الأعمق باعتبارهم مسألة كونية، التي نتتبّعها بالتوازي مع خط مسار مشاريع التمكين المتنامية والمتزايدة بشكل ملحوظ، لسبر أغوار حاجات البشرية الدفينة، لأن تكون في ظل منظومة كونية متوازنة.
فليس بأمر رعايتهم يتجلّى الخلق الإنساني؛ بقدر ما يكون استجلابا لتلك البركة والهالة المحيطة بهم، التي تجعل طريق العناية بهم طريقا سالكا ليس بكرم يستجدي اللطف من بشريتنا؛ بل هو نابع في حقيقته من حاجات بشريّة، واستجابات عميقة في داخلنا و بنزعة نحو الارتقاء الإنساني، لتلك الطاقات التي توزعت بين الناس على نحو عادل.
ليكون بذلك خلف تدنّي القدرات الجسدية والعقليّة واعتلالات وظائفها طاقة من نور، نستمد منها بركة الهالة الروحيّة المحاطون بها، والتي لا يعلم الكثيرون منا أننا قد استنقص مقدارها فينا؛ إلا بالعمل الدؤوب لإشعال جذوة العلاقة بيننا وبين الخالق، في حين أن نفوسهم قد فاضت بتلك المشاعر الإلهية كتعويض لكل نقائص القدرات من حولهم.
ليكونوا بذلك متفوقين علينا بمراحل شاسعة تبعد سنين ضوئية، وليس فقط قيد أنملة لقدراتهم الدفينة الكامنة، التي لا تُرى بالعين ولا بقدرات الحواس المحدودة، إننا نشعر بذلك عبر تجلّيات إنسانية.
ومن زاوية وجودية فليس محض كرم أخلاقي بحت العناية بهم، وليس محض تعبير أدبي لاستجداء العطف الجماهيري، بل إن وجودنا على نحو متوازن مرتبط بهم شئت تصديق ذلك أم أبيت، فللأمر في باطنه «عدل كيميائي وكيمياء الكون» كتعبير مقتبس من كتاب تأملات فلسفية، لذلك فإن أمر تمكينهم في المجتمع وتمكين المجتمع بأمر العناية بهم من الضرورات لتحقيق توازن نفسي في المجتمع ليستقيم أمره، وكما يقول الحكيم أمنموبي: «لا تسخر من أعمى ولا تهزأ من قزم، ولا تحتقر الرجل الأعرج ولا تعبس في وجوههم، فالإنسان صنع من طين وقش، والله خالقه، وهو القادر على أن يهدم ويبني كل يوم».
فتعددت تصنيفاتهم لتتنافس الدول على بلورة مسمّى أكثر رقيا يصفهم، فقيل أصحاب همم، وذوي احتياجات خاصة، أو ذوي الإعاقة» إلا أن ذلك لا يعدو كونه زخرفة لفظية لا تصل إلى جوهر الأمر ومكنونه، والذي يتربّع عرش المعنى، والغاية الأهم وهي تمكينهم في المجتمع وتمكين المجتمع بهم، وأصبح هناك علم قائم بذاته وتخصصات بتفرّعات تزيد من تلك الجذور النابتة للأشجار المعمّرة محققة بذلك ما يفوق أيضا التفرعات اليانعة الخضراء نحو تمكينه، والذي يسير ويتنامى على نحو يمكن من خلاله قراءة الماضي واستقراء المستقبل، عبر تداعٍ حرّ للنتائج وعلى نحو قدري، فما كان تجريبيا في الماضي أصبح واقعا اليوم، وتصورات الغد ستسحب البساط من خطوات الحاضر البطيئة لتصحبنا إلى التنقلات الكبرى.
وليس المقال معنيا بأمر فهرسة أنواع فئات ذوي الإعاقة، وأدلجة المشهد معرفيا وتبيان تخصصاتها، في خضمّ التطور المعرفي والثورة المعرفيّة، التي تتيح لك الوصول إلى المعلومة بنقرة زر من آلة تشابه آلة الزمن، تنقلك عبر أزمان المعلومة ومكانها، وليس في المقال وزاويته متّسع لتبيان العلاجات التي توصّل إليها العلم مؤخرا والتي تنامت عبر الأزمان، بدون دحض ونقض لبعضها وقبول لغيرها.
ولا يمكن للسطور أن تتعثّر في أرجاء التعليمات والإرشادات، والتي يمكن من الأساس أن نستقيها من مصدرها، إلا أن له مسارا محددا لكنّه سالك بتدابير إلهية، كما اقتضت العناية الإلهية الاعتناء بهم، وتمكين قلوبنا من أمر العناية بهم.
فهذا المقال يتتبّع التمكين، قارئ له على النحو الذي يُجلي عنه غبار الهدر، ويزيح عنه ثقل الحجر القابع في طريقه، بداية من أمر تقبلهم والذي يجبرنا العودة وإن كان على نحو تخيّلي لزمن سُلب منهم أحقّية العيش، والتواجد الكريم بين أنحاء البشرية السليمة، لنقل بؤرة الحدث إلى حيث الزمن الذي يتقهقر فيه التمكين والدمج نحو العدم، إلى أزمان راودها بصيص أمل في إمكانية تقبّلهم، ولسان حالهم يقول لا بأس بتواجدهم المشروط بيننا، ليتحول البصيص ويسطع في الآفاق لتتجلّى حقوقه واضحة ومعنْونَة عبر لجان حقوق الإنسان، لدمجهم في المجتمع فتتّسع دائرته ليشمل نطاق التعليم، لتكون لهم مقاعد خاصة تتزايد مع مرور السنين، وتنامي الخبرات التي تؤمن يقينا بضرورة تواجدهم الحقيقي في تلك الأماكن التي تحتويهم، لتبزغ بعدها شمس التمكين، ينطلق من ذلك اليقين لتكون له مساراته القدريّة، ونصيبه من التدابير الإلهية والتي تجعل من طريقه وإن كان تماوجيا إلا أنه سالك إلى حيث محطّات وصوله النهائية.
ليُقام مؤخرا ملتقى التمكين لذوي الإعاقة بعنوان « الملتقى الأول لذوي الإعاقة الدمج والتمكين «، ولأتواجد لأقرأ المشهد بكلّيته، لتضمين المعنى في نصّ التمكين، كان ملتقى يضمّ عددا من المؤسسات الداعمة، والتي تحمل مبادرات ومشاريع باختلاف مشاربها وتوجهاتها، تحمل عاتق التمكين على كاهلها، متراوحة ما بين قوانين العمل التي تنصّ على نسبة في التوظيف، ومؤسسات تعليمية فتحت أبوابها لاستقطاب ذوي الإعاقة لإكمال مرحلتهم الجامعيّة، آخذين بالاعتبار كافة أساليب التهيئة الممكنة، بداية من التصميم الهندسي للمبنى والذي يوائم احتياجاتهم، إلى أمر المناهج المعدّة لتتلاءم وتتناسب مع أوجه القصور في قدراتهم.
وتتّسع دائرة المؤسسات المعنيّة بشؤونهم، وتلك البرامج والمشاريع التي تندرج تحت المبادرة التي تتبنّى أعمالهم، وحرفيّتهم التي تفتح لهم آفاق العمل الحرّ، أو كما يأمل ذلك التمكين في محطاته القادمة.
عبّر الدكتور ناصر العوفي عن شأن التمكين بقوله في كتابه «فرح لم يكتمل»، ليطمئن الحال بعد ذلك بلا شك حيث المؤشرات وبحدس استقرائي وعبر أفق منظور، نقول بأن لذلك التمكين أبعاده النفسية والاجتماعية، وإن كان لم يكتمل بتتويجه على عرش منصات العمل المتاحة، ولأن طريقهم سالك بتدابير إلهية اعتنت بأمرهم منذ بدء الخلق، فإنه رغم الصعوبات والعقبات لا شيء بوسعك أن تفعله إن كان الطريق سالكا من الأساس، فستتّسع دائرة التمكين وسيكتمل المسير إلى حيث توفير فرص العمل، عبر ديمومة واستمراريّة التساؤلات المطروحة حول التمكين، ليصل بقدراته على النحو الذي يفوق الحدّ الأدنى والصناعات البسيطة، والذي يكلّل بالنجاح مع وجود برامج مكثّفة تستعين بالخبراء، وتستقطب الدعم بأنواعه، في حين فتحت التقانة وعصر الثورة المعرفيّة فرصة ذهبية للتعلّم الذاتي، والبرامج التي لا تأبه بشأن إعاقتهم في بيئات جاذبة للتعلّم، وليسير تمكين ذوي الإعاقة في مجتمعاتهم بالتوازي مع ذلك التمكين، لنحذو حذوَ ليس فقط الدول الرائدة في برامج التمكين فحسب، بل إلى قمة ما سيصل إليه شأن تمكين ذوي الإعاقة وفي أوج تجلّياته.
لنعود مجددا وختاما إلى حيث كانت نقطة البدء، والتي تتّخذ من التمكين طريقا لنور القلب، وكما يقول كارل يونغ «الطريق الحقيقي لا يتّجه إلى الأعلى، بل إلى الأعماق»، لأقول آن للفرح أن يكتمل.
فوزية الفهدية كاتبة وقاصة عمانية
وذلك الخلل في التوازن له من المقاييس الإلهية لأن تكون نسبة من البشر باعتلالات وتدنِّ في القدرات لتحقيق التوازن الكوني البشري، وكما عبّر عن ذلك مصطفى صادق الرفاعي في كتابه وحي القلم: « الكمال ما هو إلا مجموعة من النقائص «، ليكون بذلك الوجود مكتملا بهم، في تدابير تفوق استيعاب البعض لأنها شأن إلهي بحت، إلا أن قراءة الفكر عبر الزمان قد كشفت لنا حقيقة أننا في إطار بيولوجي متوازن نآزر بعضنا البعض.
فما ذلك السرّ يا ترى الذي يجعل من فئة ذوي الإعاقة محاطين بهالة تستوجب العناية البالغة كشأن بعيد عن مجرد كونه تعاطفا خلقيا، وتكريما إنسانيا من لدن البشر؟ ليكون للأمر أبعاده الأعمق باعتبارهم مسألة كونية، التي نتتبّعها بالتوازي مع خط مسار مشاريع التمكين المتنامية والمتزايدة بشكل ملحوظ، لسبر أغوار حاجات البشرية الدفينة، لأن تكون في ظل منظومة كونية متوازنة.
فليس بأمر رعايتهم يتجلّى الخلق الإنساني؛ بقدر ما يكون استجلابا لتلك البركة والهالة المحيطة بهم، التي تجعل طريق العناية بهم طريقا سالكا ليس بكرم يستجدي اللطف من بشريتنا؛ بل هو نابع في حقيقته من حاجات بشريّة، واستجابات عميقة في داخلنا و بنزعة نحو الارتقاء الإنساني، لتلك الطاقات التي توزعت بين الناس على نحو عادل.
ليكون بذلك خلف تدنّي القدرات الجسدية والعقليّة واعتلالات وظائفها طاقة من نور، نستمد منها بركة الهالة الروحيّة المحاطون بها، والتي لا يعلم الكثيرون منا أننا قد استنقص مقدارها فينا؛ إلا بالعمل الدؤوب لإشعال جذوة العلاقة بيننا وبين الخالق، في حين أن نفوسهم قد فاضت بتلك المشاعر الإلهية كتعويض لكل نقائص القدرات من حولهم.
ليكونوا بذلك متفوقين علينا بمراحل شاسعة تبعد سنين ضوئية، وليس فقط قيد أنملة لقدراتهم الدفينة الكامنة، التي لا تُرى بالعين ولا بقدرات الحواس المحدودة، إننا نشعر بذلك عبر تجلّيات إنسانية.
ومن زاوية وجودية فليس محض كرم أخلاقي بحت العناية بهم، وليس محض تعبير أدبي لاستجداء العطف الجماهيري، بل إن وجودنا على نحو متوازن مرتبط بهم شئت تصديق ذلك أم أبيت، فللأمر في باطنه «عدل كيميائي وكيمياء الكون» كتعبير مقتبس من كتاب تأملات فلسفية، لذلك فإن أمر تمكينهم في المجتمع وتمكين المجتمع بأمر العناية بهم من الضرورات لتحقيق توازن نفسي في المجتمع ليستقيم أمره، وكما يقول الحكيم أمنموبي: «لا تسخر من أعمى ولا تهزأ من قزم، ولا تحتقر الرجل الأعرج ولا تعبس في وجوههم، فالإنسان صنع من طين وقش، والله خالقه، وهو القادر على أن يهدم ويبني كل يوم».
فتعددت تصنيفاتهم لتتنافس الدول على بلورة مسمّى أكثر رقيا يصفهم، فقيل أصحاب همم، وذوي احتياجات خاصة، أو ذوي الإعاقة» إلا أن ذلك لا يعدو كونه زخرفة لفظية لا تصل إلى جوهر الأمر ومكنونه، والذي يتربّع عرش المعنى، والغاية الأهم وهي تمكينهم في المجتمع وتمكين المجتمع بهم، وأصبح هناك علم قائم بذاته وتخصصات بتفرّعات تزيد من تلك الجذور النابتة للأشجار المعمّرة محققة بذلك ما يفوق أيضا التفرعات اليانعة الخضراء نحو تمكينه، والذي يسير ويتنامى على نحو يمكن من خلاله قراءة الماضي واستقراء المستقبل، عبر تداعٍ حرّ للنتائج وعلى نحو قدري، فما كان تجريبيا في الماضي أصبح واقعا اليوم، وتصورات الغد ستسحب البساط من خطوات الحاضر البطيئة لتصحبنا إلى التنقلات الكبرى.
وليس المقال معنيا بأمر فهرسة أنواع فئات ذوي الإعاقة، وأدلجة المشهد معرفيا وتبيان تخصصاتها، في خضمّ التطور المعرفي والثورة المعرفيّة، التي تتيح لك الوصول إلى المعلومة بنقرة زر من آلة تشابه آلة الزمن، تنقلك عبر أزمان المعلومة ومكانها، وليس في المقال وزاويته متّسع لتبيان العلاجات التي توصّل إليها العلم مؤخرا والتي تنامت عبر الأزمان، بدون دحض ونقض لبعضها وقبول لغيرها.
ولا يمكن للسطور أن تتعثّر في أرجاء التعليمات والإرشادات، والتي يمكن من الأساس أن نستقيها من مصدرها، إلا أن له مسارا محددا لكنّه سالك بتدابير إلهية، كما اقتضت العناية الإلهية الاعتناء بهم، وتمكين قلوبنا من أمر العناية بهم.
فهذا المقال يتتبّع التمكين، قارئ له على النحو الذي يُجلي عنه غبار الهدر، ويزيح عنه ثقل الحجر القابع في طريقه، بداية من أمر تقبلهم والذي يجبرنا العودة وإن كان على نحو تخيّلي لزمن سُلب منهم أحقّية العيش، والتواجد الكريم بين أنحاء البشرية السليمة، لنقل بؤرة الحدث إلى حيث الزمن الذي يتقهقر فيه التمكين والدمج نحو العدم، إلى أزمان راودها بصيص أمل في إمكانية تقبّلهم، ولسان حالهم يقول لا بأس بتواجدهم المشروط بيننا، ليتحول البصيص ويسطع في الآفاق لتتجلّى حقوقه واضحة ومعنْونَة عبر لجان حقوق الإنسان، لدمجهم في المجتمع فتتّسع دائرته ليشمل نطاق التعليم، لتكون لهم مقاعد خاصة تتزايد مع مرور السنين، وتنامي الخبرات التي تؤمن يقينا بضرورة تواجدهم الحقيقي في تلك الأماكن التي تحتويهم، لتبزغ بعدها شمس التمكين، ينطلق من ذلك اليقين لتكون له مساراته القدريّة، ونصيبه من التدابير الإلهية والتي تجعل من طريقه وإن كان تماوجيا إلا أنه سالك إلى حيث محطّات وصوله النهائية.
ليُقام مؤخرا ملتقى التمكين لذوي الإعاقة بعنوان « الملتقى الأول لذوي الإعاقة الدمج والتمكين «، ولأتواجد لأقرأ المشهد بكلّيته، لتضمين المعنى في نصّ التمكين، كان ملتقى يضمّ عددا من المؤسسات الداعمة، والتي تحمل مبادرات ومشاريع باختلاف مشاربها وتوجهاتها، تحمل عاتق التمكين على كاهلها، متراوحة ما بين قوانين العمل التي تنصّ على نسبة في التوظيف، ومؤسسات تعليمية فتحت أبوابها لاستقطاب ذوي الإعاقة لإكمال مرحلتهم الجامعيّة، آخذين بالاعتبار كافة أساليب التهيئة الممكنة، بداية من التصميم الهندسي للمبنى والذي يوائم احتياجاتهم، إلى أمر المناهج المعدّة لتتلاءم وتتناسب مع أوجه القصور في قدراتهم.
وتتّسع دائرة المؤسسات المعنيّة بشؤونهم، وتلك البرامج والمشاريع التي تندرج تحت المبادرة التي تتبنّى أعمالهم، وحرفيّتهم التي تفتح لهم آفاق العمل الحرّ، أو كما يأمل ذلك التمكين في محطاته القادمة.
عبّر الدكتور ناصر العوفي عن شأن التمكين بقوله في كتابه «فرح لم يكتمل»، ليطمئن الحال بعد ذلك بلا شك حيث المؤشرات وبحدس استقرائي وعبر أفق منظور، نقول بأن لذلك التمكين أبعاده النفسية والاجتماعية، وإن كان لم يكتمل بتتويجه على عرش منصات العمل المتاحة، ولأن طريقهم سالك بتدابير إلهية اعتنت بأمرهم منذ بدء الخلق، فإنه رغم الصعوبات والعقبات لا شيء بوسعك أن تفعله إن كان الطريق سالكا من الأساس، فستتّسع دائرة التمكين وسيكتمل المسير إلى حيث توفير فرص العمل، عبر ديمومة واستمراريّة التساؤلات المطروحة حول التمكين، ليصل بقدراته على النحو الذي يفوق الحدّ الأدنى والصناعات البسيطة، والذي يكلّل بالنجاح مع وجود برامج مكثّفة تستعين بالخبراء، وتستقطب الدعم بأنواعه، في حين فتحت التقانة وعصر الثورة المعرفيّة فرصة ذهبية للتعلّم الذاتي، والبرامج التي لا تأبه بشأن إعاقتهم في بيئات جاذبة للتعلّم، وليسير تمكين ذوي الإعاقة في مجتمعاتهم بالتوازي مع ذلك التمكين، لنحذو حذوَ ليس فقط الدول الرائدة في برامج التمكين فحسب، بل إلى قمة ما سيصل إليه شأن تمكين ذوي الإعاقة وفي أوج تجلّياته.
لنعود مجددا وختاما إلى حيث كانت نقطة البدء، والتي تتّخذ من التمكين طريقا لنور القلب، وكما يقول كارل يونغ «الطريق الحقيقي لا يتّجه إلى الأعلى، بل إلى الأعماق»، لأقول آن للفرح أن يكتمل.
فوزية الفهدية كاتبة وقاصة عمانية