ـ ما سر تكرار قوله تعالى "فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ" في سورة الرحمن؟
المقصود من تكرير قوله تبارك وتعالى "فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ" هو ذات ما يقصد به في لغة العرب من التكرير وهو التوكيد، أي توكيد المعنى وتحقيقه لدى السامع المخاطب، والتقرير ويراد به تثبيت هذا المعنى وإيصال المقصود إلى المتلقي بتثبت وإقرار، ولهذا فإن سورة الرحمن وردت فيها "فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ" إحدى وثلاثين مرة، وتأتي بعد تعداد نعم، فالآلاء هي النعم التي يبسطها الله تبارك وتعالى على الثقلين من الإنس والجن، فكلما ذكر لهم نعمة أكد عليهم أهمية أداء حق هذه النعمة، وحذرهم من جحود أو كفر حقوق هذه النعمة، كما ذكر شيء من النعم، فإنه يؤكد لهم هذا المعنى ويقرره لديهم.
وهناك معنى آخر ذكره علماء البلاغة، وهو يعرف عندهم بالإشباع والبلاغة، ويقصد من ذلك إشباع المعنى بحيث يستحضر المتلقي الخطاب صورة صورة فلا يأخذ الصورة المجملة من النعم والآلاء أو أن يأخذ دلالاتها الإجمالية، والترتيب هو أن الآيات الثماني الأولى كلها تتعلق بنعم الله عز وجل في الخلق والكون وفيها ترغيب وفيها بسط لقدرته جل وعلا في الكون، فقد يستحضر هذا المعنى الإجمالي، وتأتي بعد ذلك 7 آيات تتعلق بالوعيد، والتحذير من العذاب فقد يأخذ فقط هذا المعنى الإجمالي، فتأتي بعد ذلك ثمان فثمان وكلها تتعلق بنعيم أهل الجنة، والجنتين الأوليين والأخروين، فقد يأخذ فقط هذا المعنى الإجمالي، ولكن المراد هو إشباع المعنى بحيث يتمثل كل ما خوطب به سورة سورة، وهو ما يعرف في اللغة المعاصرة بتفكيك السورة، فيقف عندها سورة سورة ليبلغه معناها، ويشبع هذه السورة حقها من الفهم والتدبر وإدراك الأسرار والمعاني، فيراد أن يبلغه المعنى وافيا، وأن يؤدى هذا المعنى بتمام صورته، وأن يتذكره ويتمثله بحيث يحدث ذلك أثره في نفسه، والله تعالى أعلم.
ـ يلحظ أحيانا أن البعض يتهاون في أداء تحية المسجد، فما هو فضل هذه الصلاة وأهميتها؟
إن من آداب دخول المسجد أن لا يقعد الداخل حتى يصلي ركعتين، هذه الصلاة التي تعرف بتحية المسجد هي في الحقيقة صلاة ركعتين يراد بهما الوصول إلى تحقيق آداب المسجد بأن لا يقعد حتى يأتي بهما، فسميا بتبع الغرض منهما بتحية المسجد، لكن توفية هذا الحق لأي بيت من بيوت الله تعالى يمكن أن تتحقق بأداء أي ركعتين، كأن يصلي سنة الفجر على سبيل المثال إن كان في وقت الفجر وقد دخل الوقت، أو أن يصلي سنة قبلية في الظهر أو في العصر، الحاصل أنه لا ينبغي له أن يقعد في المسجد قبل أن يأتي بركعتين، فإن كانت الركعتان لصلاة يوافقهما كالسنن المذكورة سابقا، وإن كان يريد أن يتنفل بركعتين فحسن، لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم أرشد بإغلاظ إلى صلاة الركعتين، فقد دخل سليك الغطفاني المسجد، ورسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب يوم الجمعة فقعد، فقال: أصليت، قال لا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا دخل أحدكم المسجد فلا يقعد حتى يصلي ركعتين، فدل ذلك على أنه لا ينبغي للمسلم أن يدخل المسجد حتى يأتي بركعتين بالصفة المتقدمة، فإن كان ذلك في ضيق وقت، فليتجوز في الركعتين، وهذا أرشد إليه الرسول صلى الله عليه وسلم قال: فليتجوز فيهما، إن كان الوقت يتسع لركعتين خفيفتين فليفعل، ومن باب أولى إن كان في الوقت سعة، أما إن كان لا يتمكن من أداء الركعتين لضيق الوقت، فهذا لا ينبغي له أن يقعد بل ينتظر الإقامة. لكن لا حاجة إلى أن يبالغ الناس في هاتين الركعتين من حيث الأداء إذ كما تقدم يمكن أن يتحقق المطلوب بركعتين خفيفتين يقرأ فيهما سورة الفاتحة، أو يقرأ آية قصيرة ويقتصر في التسابيح على ثلاث فإن ذلك لن يأخذ من وقته ويكون قد حاز فضلا عظيما وامتثل هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم وأدى حقوق المسجد عليه والله تعالى أعلم.
ـ نسعى إلى بناء المجالس العامة وهي تضم أنشطة اجتماعية وثقافية وندعو الناس إلى التبرع، ولكن نجد إحجاما على اعتبار أن التبرع للمجلس ليس كالتبرع للمسجد، والناس تقصد بأموالها الأجر والثواب، فهل التبرع للمجالس العامة له أجر يؤجر عليه الإنسان، ويطمئن أن أمواله ستكون وقفا لله سبحانه وتعالى؟
نعم. لأن هذه المجالس العامة هي من المنافع العامة ومن المصالح التي تخدم المجتمع كله فينتفع منها الفقراء والمساكين وينتفع منها الموسرون والأغنياء وذوو الوجاهات لأنها ملتقى لأهل البلدة في أفراحهم وفي أتراحهم، وهذا من الصدقات الجارية، ولأن في تشييدها تنزيها لبيوت الله تبارك وتعالى عما يليق بها لأن بعض الناس حينما لا تكون عندهم مجالس عامة فإنهم يعمدون إلى المساجد في أتراحهم وفي أفراحهم أيضا، وقد يحصل فيها ما لا يليق ببيوت الله تبارك وتعالى من القدسية ومن الحقوق اللائقة بالمساجد فأغنت هذه المجالس العامة عن مثل هذا الذي فيه قدر من الامتهان لبيوت الله تبارك وتعالى، كما أنها في واقعنا اليوم هي مكان لتعزيز الترابط والتعاطف والتراحم والتواد بين المسلمين، فإنهم يتفقدون أحوال بعضهم البعض فيها، ويلتقون فيها ويتذاكرون ما يهم مجتمعهم وما يعن لهم من أمور فيها مصالح ومنافع لهم، أو من المنافع العامة والمرافق التي يحتاجون إليها، ويتشاورون فيها، أو فيما يتعلق ببعض المشكلات التي يمكن أن تطرأ ويتعود فيها الناشئة على الخصال الكريمة من توقير الكبير، ومن مراعاة الآداب والأعراف المتوارثة الحسنة الجميلة، ويشغلون عن الملاهي التي لا تنفعهم من عوالم الترفيه التي تبعدهم عن معاني القيم والأخلاق الحسنة المتوارثة وعن أعرافنا وتقاليدنا وآدابنا المحمودة، لأن هذه لا تحصل من خلال من ينصرف إلى هذه الأجهزة حتى ولو شاهدوها ولو على سبيل المثال، وقليل من يصنع ذلك، فهي تحتاج إلى دربة وتوجيه وممارسة، ونحن لدينا من الأعراف الحسنة التي لها امتداد في هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم.
المقصود من تكرير قوله تبارك وتعالى "فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ" هو ذات ما يقصد به في لغة العرب من التكرير وهو التوكيد، أي توكيد المعنى وتحقيقه لدى السامع المخاطب، والتقرير ويراد به تثبيت هذا المعنى وإيصال المقصود إلى المتلقي بتثبت وإقرار، ولهذا فإن سورة الرحمن وردت فيها "فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ" إحدى وثلاثين مرة، وتأتي بعد تعداد نعم، فالآلاء هي النعم التي يبسطها الله تبارك وتعالى على الثقلين من الإنس والجن، فكلما ذكر لهم نعمة أكد عليهم أهمية أداء حق هذه النعمة، وحذرهم من جحود أو كفر حقوق هذه النعمة، كما ذكر شيء من النعم، فإنه يؤكد لهم هذا المعنى ويقرره لديهم.
وهناك معنى آخر ذكره علماء البلاغة، وهو يعرف عندهم بالإشباع والبلاغة، ويقصد من ذلك إشباع المعنى بحيث يستحضر المتلقي الخطاب صورة صورة فلا يأخذ الصورة المجملة من النعم والآلاء أو أن يأخذ دلالاتها الإجمالية، والترتيب هو أن الآيات الثماني الأولى كلها تتعلق بنعم الله عز وجل في الخلق والكون وفيها ترغيب وفيها بسط لقدرته جل وعلا في الكون، فقد يستحضر هذا المعنى الإجمالي، وتأتي بعد ذلك 7 آيات تتعلق بالوعيد، والتحذير من العذاب فقد يأخذ فقط هذا المعنى الإجمالي، فتأتي بعد ذلك ثمان فثمان وكلها تتعلق بنعيم أهل الجنة، والجنتين الأوليين والأخروين، فقد يأخذ فقط هذا المعنى الإجمالي، ولكن المراد هو إشباع المعنى بحيث يتمثل كل ما خوطب به سورة سورة، وهو ما يعرف في اللغة المعاصرة بتفكيك السورة، فيقف عندها سورة سورة ليبلغه معناها، ويشبع هذه السورة حقها من الفهم والتدبر وإدراك الأسرار والمعاني، فيراد أن يبلغه المعنى وافيا، وأن يؤدى هذا المعنى بتمام صورته، وأن يتذكره ويتمثله بحيث يحدث ذلك أثره في نفسه، والله تعالى أعلم.
ـ يلحظ أحيانا أن البعض يتهاون في أداء تحية المسجد، فما هو فضل هذه الصلاة وأهميتها؟
إن من آداب دخول المسجد أن لا يقعد الداخل حتى يصلي ركعتين، هذه الصلاة التي تعرف بتحية المسجد هي في الحقيقة صلاة ركعتين يراد بهما الوصول إلى تحقيق آداب المسجد بأن لا يقعد حتى يأتي بهما، فسميا بتبع الغرض منهما بتحية المسجد، لكن توفية هذا الحق لأي بيت من بيوت الله تعالى يمكن أن تتحقق بأداء أي ركعتين، كأن يصلي سنة الفجر على سبيل المثال إن كان في وقت الفجر وقد دخل الوقت، أو أن يصلي سنة قبلية في الظهر أو في العصر، الحاصل أنه لا ينبغي له أن يقعد في المسجد قبل أن يأتي بركعتين، فإن كانت الركعتان لصلاة يوافقهما كالسنن المذكورة سابقا، وإن كان يريد أن يتنفل بركعتين فحسن، لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم أرشد بإغلاظ إلى صلاة الركعتين، فقد دخل سليك الغطفاني المسجد، ورسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب يوم الجمعة فقعد، فقال: أصليت، قال لا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا دخل أحدكم المسجد فلا يقعد حتى يصلي ركعتين، فدل ذلك على أنه لا ينبغي للمسلم أن يدخل المسجد حتى يأتي بركعتين بالصفة المتقدمة، فإن كان ذلك في ضيق وقت، فليتجوز في الركعتين، وهذا أرشد إليه الرسول صلى الله عليه وسلم قال: فليتجوز فيهما، إن كان الوقت يتسع لركعتين خفيفتين فليفعل، ومن باب أولى إن كان في الوقت سعة، أما إن كان لا يتمكن من أداء الركعتين لضيق الوقت، فهذا لا ينبغي له أن يقعد بل ينتظر الإقامة. لكن لا حاجة إلى أن يبالغ الناس في هاتين الركعتين من حيث الأداء إذ كما تقدم يمكن أن يتحقق المطلوب بركعتين خفيفتين يقرأ فيهما سورة الفاتحة، أو يقرأ آية قصيرة ويقتصر في التسابيح على ثلاث فإن ذلك لن يأخذ من وقته ويكون قد حاز فضلا عظيما وامتثل هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم وأدى حقوق المسجد عليه والله تعالى أعلم.
ـ نسعى إلى بناء المجالس العامة وهي تضم أنشطة اجتماعية وثقافية وندعو الناس إلى التبرع، ولكن نجد إحجاما على اعتبار أن التبرع للمجلس ليس كالتبرع للمسجد، والناس تقصد بأموالها الأجر والثواب، فهل التبرع للمجالس العامة له أجر يؤجر عليه الإنسان، ويطمئن أن أمواله ستكون وقفا لله سبحانه وتعالى؟
نعم. لأن هذه المجالس العامة هي من المنافع العامة ومن المصالح التي تخدم المجتمع كله فينتفع منها الفقراء والمساكين وينتفع منها الموسرون والأغنياء وذوو الوجاهات لأنها ملتقى لأهل البلدة في أفراحهم وفي أتراحهم، وهذا من الصدقات الجارية، ولأن في تشييدها تنزيها لبيوت الله تبارك وتعالى عما يليق بها لأن بعض الناس حينما لا تكون عندهم مجالس عامة فإنهم يعمدون إلى المساجد في أتراحهم وفي أفراحهم أيضا، وقد يحصل فيها ما لا يليق ببيوت الله تبارك وتعالى من القدسية ومن الحقوق اللائقة بالمساجد فأغنت هذه المجالس العامة عن مثل هذا الذي فيه قدر من الامتهان لبيوت الله تبارك وتعالى، كما أنها في واقعنا اليوم هي مكان لتعزيز الترابط والتعاطف والتراحم والتواد بين المسلمين، فإنهم يتفقدون أحوال بعضهم البعض فيها، ويلتقون فيها ويتذاكرون ما يهم مجتمعهم وما يعن لهم من أمور فيها مصالح ومنافع لهم، أو من المنافع العامة والمرافق التي يحتاجون إليها، ويتشاورون فيها، أو فيما يتعلق ببعض المشكلات التي يمكن أن تطرأ ويتعود فيها الناشئة على الخصال الكريمة من توقير الكبير، ومن مراعاة الآداب والأعراف المتوارثة الحسنة الجميلة، ويشغلون عن الملاهي التي لا تنفعهم من عوالم الترفيه التي تبعدهم عن معاني القيم والأخلاق الحسنة المتوارثة وعن أعرافنا وتقاليدنا وآدابنا المحمودة، لأن هذه لا تحصل من خلال من ينصرف إلى هذه الأجهزة حتى ولو شاهدوها ولو على سبيل المثال، وقليل من يصنع ذلك، فهي تحتاج إلى دربة وتوجيه وممارسة، ونحن لدينا من الأعراف الحسنة التي لها امتداد في هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم.