أشرنا في المقال السابق إلى الدور الذي لعبته تطورات الحرب الأوكرانية في تطوير سلوك صيني دولي مختلف يتسم بالتخلي عن الحذر وفي هذا المقال نستعرض ملامح هذا السلوك والعوامل الأخرى التي ساهمت في هذا التحول.
وباختصار لا يمكن لمحلل جاد أن يستمر في التعامل مع السلوك الدولي الجديد للصين الذي ظهر في الشهر الأخير بنفس الطريقة التي كان يتعامل بها من قبل. وعليه بالتالي أن لا يتردد في المجازفة بالاستنتاج أن هذا السلوك قد يفتح، أخيرا، فرصا حقيقية لظهور صين جديدة على المسرح الدولي ويفتح معه فرصا حقيقية لأن نشهد ميلاد نظام دولي جديد أو على الأصح لأن نشهد أخيرا صراعا مكشوف بلا هوادة بين الصين والغرب للحصول على عالم جديد متعدد الأقطاب والأجناس بعد نحو خمسة قرون من الهيمنة الغربية البيضاء على العالم.
ما الذي تغير في الشهر الأخير؟
الذي تغير أنه يبدو أن الرئيس الصيني شي بينغ قد قرر أن تكون فترة رئاسته الثالثة التي بدأت هذا الشهر هي الفترة التي يشرع فيها عمليا في تحقيق ما وعد به المؤتمر العام قبل الأخير للحزب الشيوعي الصيني الحاكم قبل٦ أعوام من أن تكون «الصين قوة عظمى رئيسية في العالم وصاحبة المشاركة الأكبر في مصير الحضارة الإنسانية».
ثلاث رسائل وإشارات رمزية أرسلت من بيجينج دفعة واحدة في أقل من شهر عبرت عن هذا التحول: الرسالة الأولى هو اختيار شي بينغ أن يتم الإعلان عن اتفاق إعادة العلاقات الاستثنائي بين السعودية وإيران بوساطة صينية في نفس يوم توليه الرسمي مهام منصبه لفترة ثالثة كرئيس للصين. وهو الاتفاق الصعب الذي إذا نجح خاصة في الوصول لتسوية للحرب في اليمن سيطرح الصين كصانع سلام دولي من جهة ويعيد رسم سيناريوهات الأمن الإقليمي في منطقة غرب آسيا والشرق الأوسط من جهة أخرى.
الرسالة الثانية هي طرح مبادرة صينية لوقف الحرب في أوكرانيا هي المبادرة الأهم منذ اندلاع الحرب قبل عام ونيف. هنا، أيضا، تطرح الصين نفسها كصانع سلام عالمي نجح في عدم التورط المباشر مع هذا الجانب أو ذاك في هذه الحرب التي استدرجت لوحل مستنقعها معظم دول العالم الأخرى.
الرسالة الثالثة والأهم اختياره أن تكون روسيا هي الدولة الأولى التي يزورها بعد توليه فترة الرئاسة الجديدة وما تبناه مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين من مواقف ترفع درجة العلاقة بينهما إلى مستوى غير مسبوق في مواجهة الغرب.
هذه الرسائل عنت تطورين استراتيجيين شديدي الأهمية خاصة إذا واصلت بكين السير فيهما: التطور الاستراتيجي الأول: هو انتقال الصين في علاقاتها مع الولايات المتحدة والناتو ودول المحيط الباسفيكي الحليفة لواشنطن مثل اليابان واستراليا إلى مرحلة إعلان المواجهة الاستراتيجية على النفوذ العالمي وإعادة تشكيل نظام جديد للعلاقات الدولية بعد أن اكتفت في السابق بالتلميح الخجول عبر حصره في صورة تنافس محدود مع الغرب وليس المواجهة العلنية كما هو الآن.
التطور الاستراتيجي الثاني: هو انتقال الصين شبه الصريح من مرحلة الانكفاء الحذر والقنوع باكتساب نفوذ سياسي محدود وغير مباشر عبر الآليات الاقتصادية مع الدول الأخرى إلى مرحلة المزاحمة بالأكتاف والتمدد السياسي على رقع أوسع في خريطة العالم والانتقال إلى وضع المبادئ والوسيط ومقدم المبادرات السياسية لحل صراعات وتوترات عجزت أمريكا وحلفائها عن تسويتها.
إن خبرة التاريخ الصريحة تقول إن إسقاط الامبراطوريات المهيمنة على العالم من قبل قوى جديدة صاعدة لا يتم إلا عبر صراعات دامية غالبا ما تكون حروبا مدمرة كما هو الحال في أوكرانيا الآن.
لقد تكبد العالم الحرب العظمى الأولى المرعبة لكي تسقط تماما إمبراطوريات شاخت مثل الامبراطورية العثمانية والنمساوية - المجرية والروسية.. إلخ. وتكبد حربا عظمى مرعبة ثانية بعد عشرين عاما فقط لكي تسقط تماما الإمبراطوريتين البريطانية والفرنسية اللتين حكمتا معا في فترة ما ما يقرب من ثلث العالم.
وكل من يتصور أننا سنرى هذه المرة نزولا مختلفا وطوعيا للولايات المتحدة والمعسكر الغربي عن أعلى سلم هيمنته على العالم دون أن تراق في ذلك دماء كثيرة ويأخذ في ذلك وقتا طويلا إنما هو متغافل عما أثبته التاريخ من قدرة مذهلة وفائقة للبشرية على إعادة إنتاج خطاياها وكوارثها.
السؤال إذن لماذا حدث هذا التحول الذي يمكن أن يصبح محورا للصراع الدولي في السنوات المقبلة إذا صمدت الصين وواصلت المضي فيه إذ أنها تعرف أن مقاومة الغرب له ومحاولة هزيمته بكل الوسائل الناعمة والخشنة المشروعة وغير المشروعة هي مسألة مؤكدة ومضمونة.
عاملان رئيسيان إضافة إلى بعد الحرب الأوكرانية كانت وراء التحول في الممارسة الخارجية الصينية.. العامل الأول إحكام شي بينغ زعامته على الحزب والدولة والمؤسسة العسكرية الصينية:
من غير شك فإن إدراك القائد السياسي أنه ليس هناك ما يهدد قيادته أو يزاحمه في سلطة صنع القرار داخل بلاده يعطيه تفويضا أكبر في انتهاج استراتيجيات واتخاذ قرارات أكثر جرأة تنطوي على مخاطر أكبر ولكن تنطوي في حال نجاحها إلى مكاسب كبرى.
ولاشك أن فوز بينج بالفترة الرئاسية الثالثة على التوالي وما أظهره مؤتمر الحزب الشيوعي الصيني الأخير من تراجع خفوت أي معارضة حقيقية لزعامته وهيمنته وفريقه الموالي على الدولة والحزب واللجنة العسكرية المتنفذة هيمنة مطلقة إنما يعطيه الثقة والوقت لإعطاء السياسة الخارجية الصينية وقتا أكبر والانتقال بها من حالتها القديمة التي غلب عليها المواربة والكمون والحذر
low profile foreign policy إلي حالة المجاهرة والممارسة النشطة.
العامل الثاني هو رد الفعل على سياسة احتواء الصين من إدارة بايدن: انتهكت إدارة بايدن مبدأ استراتيجيا في نظرية الأمن القومي الأمريكي وهو عدم تحريك نزاعين كبيرين في وقت واحد ففي الوقت الذي صعدت فيه صراعها مع روسيا إلى مستويات تزيد خطورتها حتى عن مستويات تصعيد الحرب الباردة والأزمة الكوبية الشهيرة، وتورطت عسكريا في الحرب الأوكرانية بقوة ولكن بشكل غير مباشر.. فإنها قامت بشكل موازي بسلسلة استفزازات متوالية سياسية وعسكرية للصين شملت زيارات رفيعة المستوي لتايوان وتدريبات ومناورات بحرية وجوية في بحر الصين الجنوبي تهديد بالحرب مع الصين إذا غزت تايوان مع أن الأمريكيين وقعوا على تعهدات منذ عهد نيكسون بقبول وحدة الأراضي الصينية وأن تايوان مثلها مثل هونج كونج جزء لا يتجزأ من أراضي الصين الأم بالإضافة إلى رفع مستوى الصراع النووي مع الصين في المحيط الهادئ بعد تفعيل اتفاق ثلاثي لبناء غواصات نووية استرالية بمساعدة أمريكا وبريطانيا في حلف إيكوس الذي وضع الصين باعتباره التهديد الرئيسي الذي يتشكل لمواجهته. لقد شملت التحركات الاحتوائية الأمريكية عملية تسليط الضوء المتعمد لكل النزاعات القديمة الحدودية بين الصين والدول المجاورة لها وتحريك النار القابع تحت الرماد فيها من جديد مثل النزاعات البحرية على السيادة في بحر الصين الجنوبي مع الفلبين وفيتنام أو النزاعات الحدودية البرية مع الهند.. إلخ. بالإضافة للتهديدات شبه اليومية للصين أنها ستلقى عواقب وخيمة إذا طورت علاقاتها العسكرية مع روسيا وقدمت أي أسلحة لها في الحرب الأوكرانية.
أي أن الصينيين أحسوا بالإهانة في شعورهم القومي من واقع أن الولايات المتحدة تهددهم و تنذرهم وكأنهم جمهورية من جمهوريات الموز اللاتينية في حديقتها الخلفية.
هذا التطويق الجيوسياسي العسكري الأمريكي- الغربي ودعم كل جيران الصين المتنازعين معها تاريخيا بما في ذلك اليابانيون التي لا ينسى الصينيون المذابح والمجازر التي ارتكبوها إبان احتلالهم للصين.. دفع شي بينغ الواثق من سيطرته التامة على مقاليد الحكم إلى التحول إلى سياسة المبادأة والهجوم الدبلوماسي وطرح نفسه كفاعل دولي لقوة عظمى تستخدم وسائل الحوار والوساطة والمنافع المتبادلة وليس وسائل القهر والغزو العسكري التي اقترنت بها باستمرار سلوكيات السياسة الخارجية الأمريكية والتي يعد غزو العراق وما حدث ويحدث في سوريا وليبيا حتى الآن من دمار وانهيار للدولة نماذج صارخة عليه.
حسين عبد الغني إعلامي وكاتب مصري
وباختصار لا يمكن لمحلل جاد أن يستمر في التعامل مع السلوك الدولي الجديد للصين الذي ظهر في الشهر الأخير بنفس الطريقة التي كان يتعامل بها من قبل. وعليه بالتالي أن لا يتردد في المجازفة بالاستنتاج أن هذا السلوك قد يفتح، أخيرا، فرصا حقيقية لظهور صين جديدة على المسرح الدولي ويفتح معه فرصا حقيقية لأن نشهد ميلاد نظام دولي جديد أو على الأصح لأن نشهد أخيرا صراعا مكشوف بلا هوادة بين الصين والغرب للحصول على عالم جديد متعدد الأقطاب والأجناس بعد نحو خمسة قرون من الهيمنة الغربية البيضاء على العالم.
ما الذي تغير في الشهر الأخير؟
الذي تغير أنه يبدو أن الرئيس الصيني شي بينغ قد قرر أن تكون فترة رئاسته الثالثة التي بدأت هذا الشهر هي الفترة التي يشرع فيها عمليا في تحقيق ما وعد به المؤتمر العام قبل الأخير للحزب الشيوعي الصيني الحاكم قبل٦ أعوام من أن تكون «الصين قوة عظمى رئيسية في العالم وصاحبة المشاركة الأكبر في مصير الحضارة الإنسانية».
ثلاث رسائل وإشارات رمزية أرسلت من بيجينج دفعة واحدة في أقل من شهر عبرت عن هذا التحول: الرسالة الأولى هو اختيار شي بينغ أن يتم الإعلان عن اتفاق إعادة العلاقات الاستثنائي بين السعودية وإيران بوساطة صينية في نفس يوم توليه الرسمي مهام منصبه لفترة ثالثة كرئيس للصين. وهو الاتفاق الصعب الذي إذا نجح خاصة في الوصول لتسوية للحرب في اليمن سيطرح الصين كصانع سلام دولي من جهة ويعيد رسم سيناريوهات الأمن الإقليمي في منطقة غرب آسيا والشرق الأوسط من جهة أخرى.
الرسالة الثانية هي طرح مبادرة صينية لوقف الحرب في أوكرانيا هي المبادرة الأهم منذ اندلاع الحرب قبل عام ونيف. هنا، أيضا، تطرح الصين نفسها كصانع سلام عالمي نجح في عدم التورط المباشر مع هذا الجانب أو ذاك في هذه الحرب التي استدرجت لوحل مستنقعها معظم دول العالم الأخرى.
الرسالة الثالثة والأهم اختياره أن تكون روسيا هي الدولة الأولى التي يزورها بعد توليه فترة الرئاسة الجديدة وما تبناه مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين من مواقف ترفع درجة العلاقة بينهما إلى مستوى غير مسبوق في مواجهة الغرب.
هذه الرسائل عنت تطورين استراتيجيين شديدي الأهمية خاصة إذا واصلت بكين السير فيهما: التطور الاستراتيجي الأول: هو انتقال الصين في علاقاتها مع الولايات المتحدة والناتو ودول المحيط الباسفيكي الحليفة لواشنطن مثل اليابان واستراليا إلى مرحلة إعلان المواجهة الاستراتيجية على النفوذ العالمي وإعادة تشكيل نظام جديد للعلاقات الدولية بعد أن اكتفت في السابق بالتلميح الخجول عبر حصره في صورة تنافس محدود مع الغرب وليس المواجهة العلنية كما هو الآن.
التطور الاستراتيجي الثاني: هو انتقال الصين شبه الصريح من مرحلة الانكفاء الحذر والقنوع باكتساب نفوذ سياسي محدود وغير مباشر عبر الآليات الاقتصادية مع الدول الأخرى إلى مرحلة المزاحمة بالأكتاف والتمدد السياسي على رقع أوسع في خريطة العالم والانتقال إلى وضع المبادئ والوسيط ومقدم المبادرات السياسية لحل صراعات وتوترات عجزت أمريكا وحلفائها عن تسويتها.
إن خبرة التاريخ الصريحة تقول إن إسقاط الامبراطوريات المهيمنة على العالم من قبل قوى جديدة صاعدة لا يتم إلا عبر صراعات دامية غالبا ما تكون حروبا مدمرة كما هو الحال في أوكرانيا الآن.
لقد تكبد العالم الحرب العظمى الأولى المرعبة لكي تسقط تماما إمبراطوريات شاخت مثل الامبراطورية العثمانية والنمساوية - المجرية والروسية.. إلخ. وتكبد حربا عظمى مرعبة ثانية بعد عشرين عاما فقط لكي تسقط تماما الإمبراطوريتين البريطانية والفرنسية اللتين حكمتا معا في فترة ما ما يقرب من ثلث العالم.
وكل من يتصور أننا سنرى هذه المرة نزولا مختلفا وطوعيا للولايات المتحدة والمعسكر الغربي عن أعلى سلم هيمنته على العالم دون أن تراق في ذلك دماء كثيرة ويأخذ في ذلك وقتا طويلا إنما هو متغافل عما أثبته التاريخ من قدرة مذهلة وفائقة للبشرية على إعادة إنتاج خطاياها وكوارثها.
السؤال إذن لماذا حدث هذا التحول الذي يمكن أن يصبح محورا للصراع الدولي في السنوات المقبلة إذا صمدت الصين وواصلت المضي فيه إذ أنها تعرف أن مقاومة الغرب له ومحاولة هزيمته بكل الوسائل الناعمة والخشنة المشروعة وغير المشروعة هي مسألة مؤكدة ومضمونة.
عاملان رئيسيان إضافة إلى بعد الحرب الأوكرانية كانت وراء التحول في الممارسة الخارجية الصينية.. العامل الأول إحكام شي بينغ زعامته على الحزب والدولة والمؤسسة العسكرية الصينية:
من غير شك فإن إدراك القائد السياسي أنه ليس هناك ما يهدد قيادته أو يزاحمه في سلطة صنع القرار داخل بلاده يعطيه تفويضا أكبر في انتهاج استراتيجيات واتخاذ قرارات أكثر جرأة تنطوي على مخاطر أكبر ولكن تنطوي في حال نجاحها إلى مكاسب كبرى.
ولاشك أن فوز بينج بالفترة الرئاسية الثالثة على التوالي وما أظهره مؤتمر الحزب الشيوعي الصيني الأخير من تراجع خفوت أي معارضة حقيقية لزعامته وهيمنته وفريقه الموالي على الدولة والحزب واللجنة العسكرية المتنفذة هيمنة مطلقة إنما يعطيه الثقة والوقت لإعطاء السياسة الخارجية الصينية وقتا أكبر والانتقال بها من حالتها القديمة التي غلب عليها المواربة والكمون والحذر
low profile foreign policy إلي حالة المجاهرة والممارسة النشطة.
العامل الثاني هو رد الفعل على سياسة احتواء الصين من إدارة بايدن: انتهكت إدارة بايدن مبدأ استراتيجيا في نظرية الأمن القومي الأمريكي وهو عدم تحريك نزاعين كبيرين في وقت واحد ففي الوقت الذي صعدت فيه صراعها مع روسيا إلى مستويات تزيد خطورتها حتى عن مستويات تصعيد الحرب الباردة والأزمة الكوبية الشهيرة، وتورطت عسكريا في الحرب الأوكرانية بقوة ولكن بشكل غير مباشر.. فإنها قامت بشكل موازي بسلسلة استفزازات متوالية سياسية وعسكرية للصين شملت زيارات رفيعة المستوي لتايوان وتدريبات ومناورات بحرية وجوية في بحر الصين الجنوبي تهديد بالحرب مع الصين إذا غزت تايوان مع أن الأمريكيين وقعوا على تعهدات منذ عهد نيكسون بقبول وحدة الأراضي الصينية وأن تايوان مثلها مثل هونج كونج جزء لا يتجزأ من أراضي الصين الأم بالإضافة إلى رفع مستوى الصراع النووي مع الصين في المحيط الهادئ بعد تفعيل اتفاق ثلاثي لبناء غواصات نووية استرالية بمساعدة أمريكا وبريطانيا في حلف إيكوس الذي وضع الصين باعتباره التهديد الرئيسي الذي يتشكل لمواجهته. لقد شملت التحركات الاحتوائية الأمريكية عملية تسليط الضوء المتعمد لكل النزاعات القديمة الحدودية بين الصين والدول المجاورة لها وتحريك النار القابع تحت الرماد فيها من جديد مثل النزاعات البحرية على السيادة في بحر الصين الجنوبي مع الفلبين وفيتنام أو النزاعات الحدودية البرية مع الهند.. إلخ. بالإضافة للتهديدات شبه اليومية للصين أنها ستلقى عواقب وخيمة إذا طورت علاقاتها العسكرية مع روسيا وقدمت أي أسلحة لها في الحرب الأوكرانية.
أي أن الصينيين أحسوا بالإهانة في شعورهم القومي من واقع أن الولايات المتحدة تهددهم و تنذرهم وكأنهم جمهورية من جمهوريات الموز اللاتينية في حديقتها الخلفية.
هذا التطويق الجيوسياسي العسكري الأمريكي- الغربي ودعم كل جيران الصين المتنازعين معها تاريخيا بما في ذلك اليابانيون التي لا ينسى الصينيون المذابح والمجازر التي ارتكبوها إبان احتلالهم للصين.. دفع شي بينغ الواثق من سيطرته التامة على مقاليد الحكم إلى التحول إلى سياسة المبادأة والهجوم الدبلوماسي وطرح نفسه كفاعل دولي لقوة عظمى تستخدم وسائل الحوار والوساطة والمنافع المتبادلة وليس وسائل القهر والغزو العسكري التي اقترنت بها باستمرار سلوكيات السياسة الخارجية الأمريكية والتي يعد غزو العراق وما حدث ويحدث في سوريا وليبيا حتى الآن من دمار وانهيار للدولة نماذج صارخة عليه.
حسين عبد الغني إعلامي وكاتب مصري