الإشادة التي تلقاها فريق كرة القدم بنادي السيب الليلة قبل الماضية بعد مباراة المحرق البحريني رغم خسارته فرصة التأهل للمرحلة الثانية من منافسات كأس الملك سلمان للأندية العربية، أكدت أن الجمهور العماني لديه شغف كبير لهذه اللعبة الشعبية ويستمتع بها وهو بذلك يثبت نظرية أن للبيئة المحيطة بالفرد دورا كبيرا في اكتساب القيم، ومنها قيمة التفوق على الآخر كما أثبتته العلوم الإنسانية.

ما أظهره فريق كرة القدم بنادي السيب من مستوى فني راق في مباراة المحرق يؤكد أن كرة القدم العمانية بخير وباستطاعتها أن تؤكد علو كعبها لو توفرت لها العوامل المساعدة من أجل تطويرها والارتقاء بها وفق الأسس الحديثة في عالم كرة القدم.

وإذا كان فريق كرة القدم بنادي السيب قد جلب الفرحة والسعادة للكرة العمانية عندما أحرز كأس الاتحاد الآسيوي لأول مرة في تاريخ الأندية العمانية، إلا أن هذا الفوز كانت له ضريبة، وضريبته كانت عالية جدا دفع ثمنها هذا الموسم، حين أصبح موسما للنسيان بعد أن فقد فرصة الاحتفاظ بالكأس، وبات من الصعب جدا المحافظة على درع الدوري.

وهناك عوامل كثيرة ساعدت في فقدان السيب للألقاب حتى المتعة الكروية التي كان يقدمها في الموسم الماضي، غابت هذا الموسم باستثناء مباراة المحرق الليلة قبل الماضية، وهذا يعود لأسباب كثيرة أبرزها وضع اللاعبين أنفسهم (المجهدين بدنيا)، حيث لم يتوقف الفريق عن المباريات والمشاركات منذ مايو الماضي، وفي ظل ضغط المباريات في المسابقات المحلية، فإن اللاعبين يخوضون مباراة رسمية كل ثلاثة أيام، وهذا بكل تأكيد ولّد ضغطا هائلا على اللاعبين خاصة أن اللاعب العماني (هاوٍ) وليس محترفا حتى يمكنه أن يتعامل مع مثل هذه الظروف الصعبة.

إن الدروس المستفادة مما قدمه السيب خلال الفترة الماضية يؤكد حقيقة مهمة أن جماهير السيب تعيش واقعا ليس من السهل التعامل معه، واقعا يتم فيه تعميم فكرة التفوق على الآخرين وهو المعني الوحيد للفوز في الرياضة.

وصحيح أن الفوز والتفوق شيء إيجابي ويجلب السعادة والرضا، والخسارة شيء سلبي يجلب الحزن والإحباط ونقد الآخرين لكن علينا أن نفهم قيمة الفوز والخسارة في الرياضة ونتقبلها بروح رياضية.