منذ طفولته وهو يحاول تقليد أبويه، يأكل معهم في نفس المائدة، ويستعد لصلاة الجمعة إلى جانب والده، ويحب عمل الخير، كثيرا ما يتصرف كالكبار وهو الطفل الصغير الذي لم يتجاوز الثامنة من عمره، ويقول إنه يحلم بأن يساعد الآخرين ويمد إليهم يد العون، أمه تراه حنونا طيبا محبا للآخرين، ووالده يقول إنه يعتمد عليه في غيابه برغم حداثة سنه، هذا العام يقرر الصيام، ويحث أصدقاءه لمشاركته الحدث لأول مرة، عوف بن عبد المجيد البلوشي، طالب في الصف الثالث الابتدائي بمدرسة مطرح للتعليم الأساسي.

يقول عوف إن الصيام له أجر كبير وأن المسلمين يصومون شهر رمضان وينقطعون عن الطعام، ويؤدون العبادات وصلاة التراويح، وتعلمت من المدرسة أن الصيام يعلم الإنسان الصبر والتحمل، لذلك أخبرت أمي أنني أريد الصوم، فوافقت وأخبرتني أن أفطر حين أشعر أنني لا أستطيع، ولكنني صمت اليوم كاملا، نعم كنت أشعر بالجوع إلا أنني صبرت، وشعرت بالسعادة تغمرني بعد نهاية أول يوم للصيام، وأردت أن أكرر التجربة، ووالديّ شجعاني على الصيام، لذلك أخبرت زملائي في المدرسة عن صيامي، وبعضهم صائم والبعض الآخر لا، كل واحد منا يحاول أن يقوم بما يقدر عليه.

أثناء الصيام أكون في المدرسة فلا أشعر بالوقت، وحين أعود للمنزل أراجع حفظي للقرآن، وأنا أحفظ جزء عمّ كاملا، مع بعض السور من جزء تبارك، وعادة ما أقرأ القرآن بعد الظهر في المسجد مع أصدقائي، ثم أحاول النوم قليلا.

أما بقية اليوم فأقضيه في مساعدة أهلي بتجهيز مائدة الإفطار وأفعل ما يطلب مني، وأنا أحب تناول الوجبات السريعة مع أن أمي تقول إنه غير صحي، إلا أنها تسمح لي بتناولها كمكافأة لحسن تصرفي، ولكنها لا تسمح لي باللعب في نهار رمضان، وعوضا عن ذلك تسمح لي بمشاهدة الرسوم المتحركة، ويمكنني اللعب بعد الإفطار، مع شرب الكثير من الماء. وأنا أفطر مع عائلتي في المنزل، لأني أحب اجتماع العائلة، والجلوس معا، وأنا سعيد جدا بصيامي، وجهزت ثوب العيد «دشداشة» لونها أبيض.

أنصح كل أصدقائي بألا يخافوا من الصيام، وأن يجربوا يوما واحدا على الأقل، فالتجربة تساعدنا على الاستعداد لهذه العبادة في المستقبل.