لا أعرف تفاصيل العلاقات بين عمان وروسيا من الناحية التاريخية، ولكنني اطلعت قبل سنوات على كتاب بعنوان «سفن روسية في الخليج العربي». الكتاب عبارة عن تحليل لوثائق من أرشيف الدولة المركزي للأسطول البحري الروسي، ويغطي الفترة بين عامي 1899 و1903. صدر الكتاب عن دار التقدم في موسكو عام 1990، وترجمه إلى اللغة العربية سليم توما.
يتناول هذا المقاول بإيجاز شديد جانبا من العلاقات الاقتصادية بين عمان وروسيا خلال العقود الثلاثة الأخيرة وأهمية تطويرها في ظل نظام عالمي جديد آخذ في التشكل، وهو نظام يراد له أن يكون نظاما متعدد الأقطاب ليحل محل النظام الدولي أحادي القطب الذي ساد العالم منذ العقد الأخير من القرن الماضي. ولكن قبل ذلك سأتناول جانبا مما جاء في الكتاب المشار إليه أعلاه، للتدليل على أن علاقات عمان وروسيا ليست وليدة فترة ما بعد الحرب الباردة، وإنما هي علاقات لها جذورها، سواء في التواصل الحضاري العربي مع منطقة نهر الفولغا وانتشار الإسلام فيها، أو في التواصل التجاري الذي بدأ في أوائل القرن السادس عشر، ثم في وجود السفن الحربية الروسية في بحر عمان والخليج العربي في نهاية القرن القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين. يقول المستعرب الروسي المعروف، فيتالي نعومكين، في مقدمة الكتاب، إن روسيا قامت بعدة محاولات للحصول على مرفأ في الخليج، وكان ذلك أحد أهداف ظهور سفن روسية في هذه المنطقة، ولكنه لم يقيّض لها ذلك. ويضيف نعومكين إن حكام بلدان الخليج العربي كانوا في تلك الفترة يدركون الخطر الناجم عن الوجود الأجنبي في المنطقة، لذلك كان بعضهم يناور للحفاظ ولو على الحد الأدنى من الاستقلال الوطني. وفي ظل ذلك الوضع قامت بعض السفن الروسية بزيارة عدد من موانئ الخليج العربي لفترة قصيرة بين عامي 1899 و1903. إلا أن بريطانيا تمكنت مع بدايات القرن العشرين من اعتبار الخليج العربي «بحيرة بريطانية». يستند الكتاب إلى وثائق للأسطول الحربي الروسي تحتوي على تفاصيل عن الرحلة الأولى للسفينة الروسية «كورنيلف» خلال شهر مايو من عام 1901 التي شملت زيارة ميناء مسقط وعدد من الموانئ الأخرى على ضفتي الخليج العربي. وأشارت الوثائق إلى أن سلطان عمان رحّب خلال تلك الزيارة للسفينة بإقامة الخط الملاحي الروسي. كذلك تحدث الكتاب عن رحلة للطراد الروسي «فارياغ»، التي كانت مسقط أولى محطاته. وأوضح أن قائد الطراد قابل السلطان فيصل بن تركي، الذي زار الطراد وأثار إعجابه، وأنه أثناء الزيارة استمع السلطان فيصل إلى النشيد الوطني الروسي باهتمام وإعجاب. وتحدث الكتاب كذلك عن زيارة قام بها عالم حيوان روسي يُدعى بوغويافلنسكي، الذي أوفدته إلى المنطقة جمعية هواة العلوم الطبيعة والأنثروبولوجيا والإثنوغرافيا التابعة لجامعة موسكو، وأنه تم استقبال العالِم الروسي في مسقط بحفاوة، وذلك في شهر يوليو من عام 1902. كذلك تحدث الكتاب عن زيارة قام بها الطراد الروسي «بوريارين» في فبراير من عام 1903 وأن قائد الطراد زار السلطان فيصل الذي أحسن وفادته، مشيرا إلى أن عمان كانت في تلك المرحلة تمر بظروف مالية صعبة. وفي الكتاب تفاصيل كثيرة لا يتسع المجال لذكرها في هذا المقال، ولكنها تعطي دلالة على الأهمية التي أولتها روسيا للمنطقة، وكذلك عن الدور المحوري المهم لعمان على مَرّ العصور.
شهدت العلاقات الدولية في فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية درجة عالية من الاستقطاب الذي كان يحركه صراع عقدي (أيديولوجي) وتنافس على المصالح الاستراتيجية والاقتصادية بين المعسكر الغربي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية والمعسكر الشرقي بقيادة الاتحاد السوفييتي. وقد حال الصراع والتنافس دون إقامة علاقات طبيعية بين عمان والاتحاد السوفييتي وذلك حتى سبتمبر من عام 1985، حين بدأت حدة الصراع الأيديولوجي في التراجع وأعلن الجانبان عن إقامة علاقات دبلوماسية بينهما. وبالرغم من مرور سنوات طويلة على إقامة العلاقات الدبلوماسية فإن العلاقات الاقتصادية بين عمان وروسيا لا تزال محصورة في تجارة بعض السلع مثل القمح وبعض المنتجات الصناعية التي يتبادلها الجانبان. أما في مجال الاستثمار فإن أهم الاستثمارات المشتركة بين الجانبين كان استثمار عمان في مجمع نفطي وخط أنابيب لنقل النفط والغاز عبر بحر قزوين بين كازاخستان وروسيا. ومنذ البداية كان مشروع خط أنابيب بحر قزوين ملتبسًا وعانى من صعوبات كثيرة، إلا أن عمان تمكنت بعد سنوات من الخروج منه بأقل الخسائر أو ربما ببعض الربح. لم تعمل عمان على الاستفادة من الحرب في أوكرانيا والظروف الاقتصادية الحالية التي تمر بها روسيا كما فعلت بعض الدول التي استقطبت رؤوس أموال ومستثمرين روسا يحاولون الحصول على ملجأ لاستثماراتهم من العقوبات الغربية. ومن الواضح أن ذلك يعود إلى أن عمان تبني علاقاتها مع الدول الأخرى على أساس واضح من القيم والشفافية، بعيدا عن الانتهازية والمصالح الآنية.
قبل أيام تناقلت وسائل الإعلام أن جلالة السلطان المعظم تلقى اتصالا هاتفيا من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. وقد وصف بعض المسؤولين الروس والمحللين السياسيين والإعلاميين ذلك الاتصال بأنه «تاريخي»، لأنه يحدث لأول مرة منذ إقامة العلاقات الدبلوماسية بين الجانبين. وقد جاء في بعض وسائل الإعلام أن الزعيمين ناقشا خلال المكالمة عدة مواضيع منها تعزيز التعاون في مجال النقل وخدمات التدبير (اللوجستية). وذكرت وسائل إعلام أخرى أن الرئيس الروسي ربما سعى خلال المكالمة إلى التعرف إلى إمكانية انضمام عمان إلى مبادرة روسية إيرانية في مجال النقل، «الممر شمال- جنوب». الجدير بالإشارة إليه أن موضوع النقل والتجارة بين روسيا وإيران كان مطروحا للنقاش والتدارس بين الجانبين منذ نهايات القرن التاسع عشر، بما في ذلك مقترح لشق قناة تربط بين بحر عمان أو الخليج العربي وبحر قزوين. وبغض النظر عن فحوى المكالمة وما دار فيها بين جلالة السلطان والرئيس الروسي، إلا أنها أتت في الوقت الذي يحتدم الصراع فيه بين الغرب وروسيا لتدل بوضوح على أن الرئيس بوتين يدرك أهمية الموقع الجغرافي والدور التاريخي لعمان في العلاقات الدولية، وأنه يعوّل على رؤية قيادة عمان وقدرتها على الإسهام في بناء علاقات دولية يسودها الأمن والسلم والتعاون بين الدول والشعوب، وهو أمرٌ أساسي في صياغة النظام الدولي الجديد التي تعمل روسيا والصين ودول أخرى على بنائه.
وعودة إلى موضوع المبادرة الروسية الإيرانية في مجال النقل، المعروفة بالممر شمال-جنوب، فإن تنفيذها سيحتاج إلى إقامة مشاريع هائلة في المنطقة، مثل حفر قناة تربط بين بحر عمان وبحر قزوين أو بناء سكة حديد وإنشاء خطوط ملاحية، وسيفتح هذا الممر المجال واسعا للتجارة إلى قلب آسيا الوسطى وجنوب روسيا والقوقاز، وذلك من خلال موانئ الدول المطلة على بحر قزوين، وهي إيران وروسيا وتركمانستان وكازاخستان وأذربيجان. وقد تستفيد منه كذلك دول أخرى مقفلة landlocked مثل أوزبكستان وأرمينا. ومن غير المستبعد أن يكون للصين دور في تنفيذ المبادرة المذكورة من خلال مبادرتها المعروفة بمبادرة «الطريق والحزام»، الأمر الذي سيعطي زخما وجدوى اقتصادية لمشاريعها. وبغض النظر عما إذا كانت المبادرة تتضمن شق قناة أو مدّ سكة حديد، فإن مما لا شك فيه أنه يمكن لعمان الاستفادة منه استفادة كبيرة، لا سيما في قطاع التدبير (اللوجستي) وقطاعي التجارة والصناعة. لذلك فإنه من المهم من النواحي الاقتصادية والاستراتيجية تأييد المبادرة الروسية الإيرانية المشار إليها، والمشاركة في مشاريعها بما يخدم المصالح الوطنية على المدى الطويل، بغض النظر عن التوترات التي تشهدها العلاقات الدولية في الوقت الحاضر، إذ إنه من المؤكد أن العلاقات الدولية لن تبقى كما كانت عليه في العقود الماضية، والنظام العالمي متعدد الأقطاب قادم لا محالة.
د. عبدالملك بن عبدالله الهِنائي باحث في الاقتصاد السياسي و قضايا التنمية
يتناول هذا المقاول بإيجاز شديد جانبا من العلاقات الاقتصادية بين عمان وروسيا خلال العقود الثلاثة الأخيرة وأهمية تطويرها في ظل نظام عالمي جديد آخذ في التشكل، وهو نظام يراد له أن يكون نظاما متعدد الأقطاب ليحل محل النظام الدولي أحادي القطب الذي ساد العالم منذ العقد الأخير من القرن الماضي. ولكن قبل ذلك سأتناول جانبا مما جاء في الكتاب المشار إليه أعلاه، للتدليل على أن علاقات عمان وروسيا ليست وليدة فترة ما بعد الحرب الباردة، وإنما هي علاقات لها جذورها، سواء في التواصل الحضاري العربي مع منطقة نهر الفولغا وانتشار الإسلام فيها، أو في التواصل التجاري الذي بدأ في أوائل القرن السادس عشر، ثم في وجود السفن الحربية الروسية في بحر عمان والخليج العربي في نهاية القرن القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين. يقول المستعرب الروسي المعروف، فيتالي نعومكين، في مقدمة الكتاب، إن روسيا قامت بعدة محاولات للحصول على مرفأ في الخليج، وكان ذلك أحد أهداف ظهور سفن روسية في هذه المنطقة، ولكنه لم يقيّض لها ذلك. ويضيف نعومكين إن حكام بلدان الخليج العربي كانوا في تلك الفترة يدركون الخطر الناجم عن الوجود الأجنبي في المنطقة، لذلك كان بعضهم يناور للحفاظ ولو على الحد الأدنى من الاستقلال الوطني. وفي ظل ذلك الوضع قامت بعض السفن الروسية بزيارة عدد من موانئ الخليج العربي لفترة قصيرة بين عامي 1899 و1903. إلا أن بريطانيا تمكنت مع بدايات القرن العشرين من اعتبار الخليج العربي «بحيرة بريطانية». يستند الكتاب إلى وثائق للأسطول الحربي الروسي تحتوي على تفاصيل عن الرحلة الأولى للسفينة الروسية «كورنيلف» خلال شهر مايو من عام 1901 التي شملت زيارة ميناء مسقط وعدد من الموانئ الأخرى على ضفتي الخليج العربي. وأشارت الوثائق إلى أن سلطان عمان رحّب خلال تلك الزيارة للسفينة بإقامة الخط الملاحي الروسي. كذلك تحدث الكتاب عن رحلة للطراد الروسي «فارياغ»، التي كانت مسقط أولى محطاته. وأوضح أن قائد الطراد قابل السلطان فيصل بن تركي، الذي زار الطراد وأثار إعجابه، وأنه أثناء الزيارة استمع السلطان فيصل إلى النشيد الوطني الروسي باهتمام وإعجاب. وتحدث الكتاب كذلك عن زيارة قام بها عالم حيوان روسي يُدعى بوغويافلنسكي، الذي أوفدته إلى المنطقة جمعية هواة العلوم الطبيعة والأنثروبولوجيا والإثنوغرافيا التابعة لجامعة موسكو، وأنه تم استقبال العالِم الروسي في مسقط بحفاوة، وذلك في شهر يوليو من عام 1902. كذلك تحدث الكتاب عن زيارة قام بها الطراد الروسي «بوريارين» في فبراير من عام 1903 وأن قائد الطراد زار السلطان فيصل الذي أحسن وفادته، مشيرا إلى أن عمان كانت في تلك المرحلة تمر بظروف مالية صعبة. وفي الكتاب تفاصيل كثيرة لا يتسع المجال لذكرها في هذا المقال، ولكنها تعطي دلالة على الأهمية التي أولتها روسيا للمنطقة، وكذلك عن الدور المحوري المهم لعمان على مَرّ العصور.
شهدت العلاقات الدولية في فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية درجة عالية من الاستقطاب الذي كان يحركه صراع عقدي (أيديولوجي) وتنافس على المصالح الاستراتيجية والاقتصادية بين المعسكر الغربي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية والمعسكر الشرقي بقيادة الاتحاد السوفييتي. وقد حال الصراع والتنافس دون إقامة علاقات طبيعية بين عمان والاتحاد السوفييتي وذلك حتى سبتمبر من عام 1985، حين بدأت حدة الصراع الأيديولوجي في التراجع وأعلن الجانبان عن إقامة علاقات دبلوماسية بينهما. وبالرغم من مرور سنوات طويلة على إقامة العلاقات الدبلوماسية فإن العلاقات الاقتصادية بين عمان وروسيا لا تزال محصورة في تجارة بعض السلع مثل القمح وبعض المنتجات الصناعية التي يتبادلها الجانبان. أما في مجال الاستثمار فإن أهم الاستثمارات المشتركة بين الجانبين كان استثمار عمان في مجمع نفطي وخط أنابيب لنقل النفط والغاز عبر بحر قزوين بين كازاخستان وروسيا. ومنذ البداية كان مشروع خط أنابيب بحر قزوين ملتبسًا وعانى من صعوبات كثيرة، إلا أن عمان تمكنت بعد سنوات من الخروج منه بأقل الخسائر أو ربما ببعض الربح. لم تعمل عمان على الاستفادة من الحرب في أوكرانيا والظروف الاقتصادية الحالية التي تمر بها روسيا كما فعلت بعض الدول التي استقطبت رؤوس أموال ومستثمرين روسا يحاولون الحصول على ملجأ لاستثماراتهم من العقوبات الغربية. ومن الواضح أن ذلك يعود إلى أن عمان تبني علاقاتها مع الدول الأخرى على أساس واضح من القيم والشفافية، بعيدا عن الانتهازية والمصالح الآنية.
قبل أيام تناقلت وسائل الإعلام أن جلالة السلطان المعظم تلقى اتصالا هاتفيا من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. وقد وصف بعض المسؤولين الروس والمحللين السياسيين والإعلاميين ذلك الاتصال بأنه «تاريخي»، لأنه يحدث لأول مرة منذ إقامة العلاقات الدبلوماسية بين الجانبين. وقد جاء في بعض وسائل الإعلام أن الزعيمين ناقشا خلال المكالمة عدة مواضيع منها تعزيز التعاون في مجال النقل وخدمات التدبير (اللوجستية). وذكرت وسائل إعلام أخرى أن الرئيس الروسي ربما سعى خلال المكالمة إلى التعرف إلى إمكانية انضمام عمان إلى مبادرة روسية إيرانية في مجال النقل، «الممر شمال- جنوب». الجدير بالإشارة إليه أن موضوع النقل والتجارة بين روسيا وإيران كان مطروحا للنقاش والتدارس بين الجانبين منذ نهايات القرن التاسع عشر، بما في ذلك مقترح لشق قناة تربط بين بحر عمان أو الخليج العربي وبحر قزوين. وبغض النظر عن فحوى المكالمة وما دار فيها بين جلالة السلطان والرئيس الروسي، إلا أنها أتت في الوقت الذي يحتدم الصراع فيه بين الغرب وروسيا لتدل بوضوح على أن الرئيس بوتين يدرك أهمية الموقع الجغرافي والدور التاريخي لعمان في العلاقات الدولية، وأنه يعوّل على رؤية قيادة عمان وقدرتها على الإسهام في بناء علاقات دولية يسودها الأمن والسلم والتعاون بين الدول والشعوب، وهو أمرٌ أساسي في صياغة النظام الدولي الجديد التي تعمل روسيا والصين ودول أخرى على بنائه.
وعودة إلى موضوع المبادرة الروسية الإيرانية في مجال النقل، المعروفة بالممر شمال-جنوب، فإن تنفيذها سيحتاج إلى إقامة مشاريع هائلة في المنطقة، مثل حفر قناة تربط بين بحر عمان وبحر قزوين أو بناء سكة حديد وإنشاء خطوط ملاحية، وسيفتح هذا الممر المجال واسعا للتجارة إلى قلب آسيا الوسطى وجنوب روسيا والقوقاز، وذلك من خلال موانئ الدول المطلة على بحر قزوين، وهي إيران وروسيا وتركمانستان وكازاخستان وأذربيجان. وقد تستفيد منه كذلك دول أخرى مقفلة landlocked مثل أوزبكستان وأرمينا. ومن غير المستبعد أن يكون للصين دور في تنفيذ المبادرة المذكورة من خلال مبادرتها المعروفة بمبادرة «الطريق والحزام»، الأمر الذي سيعطي زخما وجدوى اقتصادية لمشاريعها. وبغض النظر عما إذا كانت المبادرة تتضمن شق قناة أو مدّ سكة حديد، فإن مما لا شك فيه أنه يمكن لعمان الاستفادة منه استفادة كبيرة، لا سيما في قطاع التدبير (اللوجستي) وقطاعي التجارة والصناعة. لذلك فإنه من المهم من النواحي الاقتصادية والاستراتيجية تأييد المبادرة الروسية الإيرانية المشار إليها، والمشاركة في مشاريعها بما يخدم المصالح الوطنية على المدى الطويل، بغض النظر عن التوترات التي تشهدها العلاقات الدولية في الوقت الحاضر، إذ إنه من المؤكد أن العلاقات الدولية لن تبقى كما كانت عليه في العقود الماضية، والنظام العالمي متعدد الأقطاب قادم لا محالة.
د. عبدالملك بن عبدالله الهِنائي باحث في الاقتصاد السياسي و قضايا التنمية