لعل من أكثر الأسئلة التي تصلني من الشباب هي أسئلة الشغف، كيف نجد شغفنا، وكيف نعرف رسالتنا، حتى نستطيع أن نعمل عليها؟ شخصيا قرأت عشرات الكتب في هذا المجال وطبقت العديد من التمارين التي ينصح كتابها بها لأصل لإجابة مقنعة لهذا السؤال، وكنت بالفعل أعتقد مخلصة أنني وجدت الإجابة، لكن مع العمر تتفتح للمرء بعض المعارف سبحان الله، ويتغير الإدراك، وهذا الإدراك جعلني أكتشف أن رسالتي ليست أيا مما وضعته يوما في دفاتر يومياتي، ومخطط أهدافي، رسالتي جاءت معي، إنها الرسالة التي خلقت من أجلها، وقد لخصها الحديث الشريف (اعملوا فكل ميسر لما خلق له)، الرسالة كما أفهمها هي هوايتك التي تحب، والتي أنت مستعد للعمل عليها ليل نهار بدون كلل ولا ملل، هي ذلك العمل الذي تنسى فيه نفسك وأنت منهمك عليه، فلا تشعر بمن دخل عليك ومن خرج.
وكل منا لديه شغف من هذا النوع، لسنا بحاجة للبحث عنه، فنحن نعرفه منذ الطفولة المبكرة، لكن البرمجة المجتمعية جعلتنا نتخلى عنه، خوفا، ورغبة في الانتماء مع القطيع، وسنتخبط بين المهن والوظائف العديدة، وقد ننجح ماديا ومهنيا فيها، لكن يبقى ذلك الفراغ الذي لم تستطع المناصب ولا الحسابات البنكية أن تسده، لأننا انحرفنا عن الرسالة، لأننا اعتقدنا بأن الرسالة أمر صعب جدا، نحتاج لتمارين طويلة للبحث عنها، رغم أنها سهلة وبسيطة وفي متناول اليد دائما فرب العالمين قال لنا (فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى).
وقال لنا أيضا (لَن تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ) والإنفاق هنا بمعناه الواسع، وإن كنا اختصرناه في مفهوم ضيق مادي، ما نحب هو هذا الشغف، الذي بقدر ما ننفق منه مخلصين، سننال البر أضعافا من نجاح دنيوي وفلاح في الآخرة، ما نحب قد يكون التحدث مع الآخرين، سواء عبر الكتابة أو عبر التواصل الشفهي، كما اكتشفت أنا مؤخرا، فبرغم كل محاولاتي في امتهان وظائف حققت فيها نجاحات كبيرة من وجهة نظر المجتمع من حولي، لكن النجاحات المحببة إلى قلبي، والممتعة، والتي أشعر بأنني أصنع من خلالها الفرق هو ما أفعله اليوم، وأنت أيضا قد يكون شغفك في صنع فنجان قهوة، أو خياطة ثوب يبتهج به مرتديه، أو التقاط صورة في مناسبة سعيدة تبقى ذكرى في حياة صاحبها، الرسالة أبسط بكثير مما نعتقد، نحن ولدنا بها، ويسرت لنا، وأدخل رب العزة حبها في قلوبنا، فلا تبحث بعيدا.
حمدة الشامسية كاتبة عمانية في القضايا الاجتماعية
وكل منا لديه شغف من هذا النوع، لسنا بحاجة للبحث عنه، فنحن نعرفه منذ الطفولة المبكرة، لكن البرمجة المجتمعية جعلتنا نتخلى عنه، خوفا، ورغبة في الانتماء مع القطيع، وسنتخبط بين المهن والوظائف العديدة، وقد ننجح ماديا ومهنيا فيها، لكن يبقى ذلك الفراغ الذي لم تستطع المناصب ولا الحسابات البنكية أن تسده، لأننا انحرفنا عن الرسالة، لأننا اعتقدنا بأن الرسالة أمر صعب جدا، نحتاج لتمارين طويلة للبحث عنها، رغم أنها سهلة وبسيطة وفي متناول اليد دائما فرب العالمين قال لنا (فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى).
وقال لنا أيضا (لَن تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ) والإنفاق هنا بمعناه الواسع، وإن كنا اختصرناه في مفهوم ضيق مادي، ما نحب هو هذا الشغف، الذي بقدر ما ننفق منه مخلصين، سننال البر أضعافا من نجاح دنيوي وفلاح في الآخرة، ما نحب قد يكون التحدث مع الآخرين، سواء عبر الكتابة أو عبر التواصل الشفهي، كما اكتشفت أنا مؤخرا، فبرغم كل محاولاتي في امتهان وظائف حققت فيها نجاحات كبيرة من وجهة نظر المجتمع من حولي، لكن النجاحات المحببة إلى قلبي، والممتعة، والتي أشعر بأنني أصنع من خلالها الفرق هو ما أفعله اليوم، وأنت أيضا قد يكون شغفك في صنع فنجان قهوة، أو خياطة ثوب يبتهج به مرتديه، أو التقاط صورة في مناسبة سعيدة تبقى ذكرى في حياة صاحبها، الرسالة أبسط بكثير مما نعتقد، نحن ولدنا بها، ويسرت لنا، وأدخل رب العزة حبها في قلوبنا، فلا تبحث بعيدا.
حمدة الشامسية كاتبة عمانية في القضايا الاجتماعية