واكبت المرأة العمانية في سلطنة عمان على مدى عقود مراحل تطور النهضة المباركة بكافة تفاصيلها، ووقفت نساء عمان الماجدات على قاعدة متينة من الدعم والتمكين والاحترام والتقدير، على كافة المستويات، بداية من اهتمام وعناية وثقة القيادة والجهات الحكومية ومؤسسات المجتمع المدني ووصولا للمجتمع العماني بشكل عام، إيمانا بأهمية دورها في المجتمع وإسهاماتها الاجتماعية والسياسية والاقتصادية.

وعندما يحتفل العالم في الثامن من مارس من كل عام بيوم المرأة العالمي، فإن المرأة العمانية تقف بين نساء العالم شامخة معتزة بمجدها وكرامتها وهويتها العمانية الأصيلة، ومتفاخرة بما حظيت به من اهتمام وتقدير يؤكد مكانتها المرموقة في المجتمع، ودورها المحوري جنبا إلى جنب مع الرجل في شتى المجالات.

إن ما حققته المرأة العمانية على مدى عقود يقف اليوم شاهدا على ما وصلت إليه المرأة في سلطنة عمان من مكانة تتناسب ودورها العظيم في الحياة، وفي ظل العهد الزاهر لحضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم ـ حفظه الله ورعاه ـ واصلت القيادة الحكيمة إعطاء المرأة مزيدا من الأدوار المهمة في عدد من الجوانب، حيث حظيت المرأة بحقيبتين وزاريتين ومقاعد في مجلسي الدولة والشورى، والمجالس البلدية، إضافة إلى حضورها في السلك الدبلوماسي، كتأكيد على مكانتها وثقة القيادة بعطائها وفكرها ودورها الذي لا يقل أهمية عن أخيها الرجل.

كما عزز اهتمام السيدة الجليلة حرم جلالة السلطان بالمرأة وعنايتها بها وتشجيعها على بذل المزيد، من عزيمة المرأة العمانية، وغرس الثقة في دورها ومكانتها، ما جدد عزائم ماجدات عمان للبذل في رحاب خدمة الوطن والمساهمة بتحقيق مزيد من المنجزات .

إن حضور المرأة العمانية في كل المجالات، لم يثنها عن أداء دورها العظيم في تنشئة الأجيال وتربيتها، باعتبارها العنصر الأهم في تكوين الأسرة، وعندما خاضت المرأة العمانية تجارب ناجحة في العديد من المجالات، أثبتت أنها لن تتخلى عن دورها في تربية أجيال قادرة على إكمال دورة الحياة ، في تأكيد على أن عمل المرأة وأدوارها الوطنية لم تكن في يوم من الأيام عائقا لتكوين الأسرة، لذلك كانت المرأة ولا تزال عنصرا رئيسيا في بناء الأسرة العمانية وحسن تربية الأجيال.

إن الاستقرار الأسري يشكل واحدا من تحديات الحياة العصرية، ينعكس بدوره على المرأة لتحمل مسؤولياتها تجاه تربية الأجيال انطلاقا من أهمية دورها في المنظومة الأسرية، ومع ذلك أثبتت التجارب بأن المرأة العمانية قادرة على بذل المزيد من التضحيات من أجل استقرار الأسرة والمجتمع بشكل عام، بفكر متطور ومستنير يتسق مع متطلبات الأجيال وتربيتهم والحفاظ على هويتهم وثقافتهم استنادا إلى إرث عماني أصيل يحافظ على الهوية ويجاري التقدم والتطور بثقة، مع الحفاظ على الأصالة والهوية العمانية المسلمة المنفتحة التي تتعاطى مع المستجدات بروح السلام والوئام والعمل من أجل تنمية الأوطان وازدهارها وحياة اجتماعية هانئة ومستقرة.

ومع احتفال العالم بيوم المرأة العالمي، فإن المرأة العمانية تواصل مسيرة تقدمها ورقيها وتطورها، وتقوم بأدوارها بثقة واقتدار في كافة المجالات، وتقف بين مصاف نساء العالم متسلحة بالعلم والمعرفة والإيمان بالوطن، وبدعم من القيادة التي تمنحها سبل العزة والكرامة.