تقوم الصناعات الإبداعية في العالم اليوم بدور أساسي في الاقتصادات القائمة على المعرفة، ويشير الخبراء إلى أن مستقبل الاقتصادات في العالم متعلق بالمعرفة والقدرة على تطويرها، والصناعات الإبداعية تأتي في قلب تلك المساحة، بل إن جميع الشركات الكبرى في العالم اليوم لا يمكن أن تستغني عن «الإبداع والفكر» في بناء إمبراطورياتها الاقتصادية.

والصناعات الإبداعية هي التي يتكون رأس مالها من «الإبداع» و«الفكر» أساسا، وهي كثيرة وإن كانت تتركز حول التراث والفن والإعلام والإبداعات الوظيفية: «مثل ألعاب الفيديو الخاصة بالأطفال وغيرها من البرمجيات»، وتحت كل محور من هذه المحاور تأتي الكثير من الصناعات الإبداعية التي يمكن أن تفتح بابا واسعا للاستثمار الذي يتحول بسهولة من استثمار محلي إلى استثمار عالمي خاصة في ظل الثورة المعلوماتية التي نعيشها اليوم.

وتستطيع سلطنة عمان أن تقوم بدور كبير في بناء اقتصاد قوي قائم على توظيف الصناعات الإبداعية، كجزء أساسي من توجهاتها نحو اقتصاد المعرفة.. وتملك عُمان الكثير من المقومات التي تساعد «صناع الإبداع» على النجاح في هذا المسار الاقتصادي، فالبنية الأساسية ثرية لهذا النوع من الاقتصاد إضافة إلى توفر رأس المال البشري الذي يمتلك قدرات ومهارات جيدة يمكن البناء عليها.

ومعروف أن الصناعات الإبداعية أحد المصادر الجيدة لإيجاد فرص عمل للشباب المبدع، ممن يمتلكون مهارات إضافة إلى المعرفة، وهذا يساعد في بناء منتجات وخدمات وأفكار تساعد الناس في تحسين حياتهم وفتح آفاق لخدمات جديدة تعيد ترتيب الكثير من تفاصيل الحياة اليومية التي نعيشها اليوم، ومثل هذه الأفكار تلقى قبولا في السوق المحلي أو في الأسواق العالمية.

قد يتطلب هذا النوع من الاقتصاد فتح مراكز تساعد الشباب على بناء تصوراتهم الإبداعية أو يمكن فتح مختبرات تساعد في إنتاج الأفكار الجديدة، ومن ثم دفع الشباب نحو فتح مشروعاتهم الفردية أو التشاركية، ويمكن بعد خمس سنوات أن نلحظ الفارق الذي يمكن أن تحدثه مثل هذه المبادرات.

إن هذا النوع من الصناعات الإبداعية سيلقى الكثير من العقول المبدعة في سلطنة عمان التي تقدم فيه الجديد والمبهر والجاذب.