يحتفل العالم اليوم بمناسبة اليوم الدولي لمنع التطرف العنيف. والتطرف العنيف في كل أوقاته يفضي إلى الإرهاب، هذه الآفة التي ابتليت بها البشرية وأسهمت في تدمير الكثير من منجزات الإنسان وحضارته. على أن للإرهاب مقدمات، ومن مقدماته التطرف والتشدد والظلم؛ فالظلم قد يقود صاحبه للتطرف والحقد. لكن هناك أيضًا أدوات غير الظلم تسهم في صناعة الإرهاب أو تسهم في بناء وعي حقيقي ضده، ومن بينها الإعلام.

وما زالت سلطنة عمان تسجل في كل عام درجة «صفر» على مؤشر الإرهاب ما يعني أنها خالية تمامًا من الإرهاب أو من إرهاصاته مثل التشدد أو التطرف. وما كان لها أن تحقق ذلك وهي في منطقة عالمية تموج بالحركات السياسية والتوجهات الأيديولوجية التي أفرزت الكثير من حركات التطرف الذي أفرخ مع الوقت إرهابًا مقيتًا لولا أنها نبذت وأهلها التشدد والتطرف وبالتالي كانت بعيدة عن الإرهاب.

وإذا كان العدل في الحكم والقضاء وحفظ حقوق الناس وصون أعراضهم قد أسهم في بناء مجتمع عماني متوازن عبر العقود فإننا لا يمكن أن نتجاوز دور الخطاب الإعلامي في بناء الشخصية العمانية المتزنة التي تنظر إلى التطرف باعتباره فعلًا مقيتًا يدمر الإنسان ويدمر منجزه الحضاري والتنموي على المدى الآني أو على المدى الطويل.

لقد أسهم الإعلام، وما زال، في بناء وعي المجتمع العماني والمساهمة في الحفاظ على وحدته الوطنية، وتحصينه ضد كل حركات التطرف والتشدد والإرهاب، بل ونبذ هذه الحركات عند الآخر، وله يعزى الكثير من البناء الاجتماعي القوي والمتمسك بالقيم والمبادئ العمانية الأصيلة.

ومن يتتبع الخطاب الإعلامي العماني يستطيع أن يقف على هذا الدور الريادي الذي يقوم به، وهو دور قد لا يبدو منظورًا من الوهلة الأولى ككل الأدوار التي يقوم بها الإعلام وتحتاج للظهور إلى وقت طويل نظرًا لأنها تعمل في العمق وفي تغيير السلوكيات وبناء القيم.

لكن ونحن نحتفي بـ«صفر إرهاب» فيما العالم يكافح هذه الآفة لا بد أن نعطي الإعلام حقه حينما أسهم في بناء وعي عماني ضد كل ألوان التطرف والغلو والإرهاب.