غضبة المسلمين بعد تكرار حادثة حرق نسخ من القرآن الكريم في أكثر من بلد أوروبي خلال الأيام الماضية مفهومة جدا، ومبررة، على أنها لا يجب أن تخرج عن قيم الإسلام وهذه فرصة أن يعرض العالم الإسلامي قيمه الأصيلة، يغضب لحرق قرآنه ولكن بالطريقة التي تكشف عن قيمه، وعن أخلاقه وعن مبادئه؛ فردة الفعل كفيلة بأن تجعل ملايين الناس حول العالم يبحثون عن حقيقة هذا الكتاب المحروق، ويسألون لماذا حُرق، وماذا فيه، وفيما يضير العالم وجوده، كما يحدث عند الجميع عندما يسمعون أي لغط حول كتاب في أي مكان في العالم يتسابقون لاقتنائه بحكم الفضول البشري.
والمتعصبون الذين يقدمون على حرق القرآن الكريم لا يحرقونه اعتباطا إنما يحرقونه ضمن أجندة سياسية، وربما حضارية، وإلا فإن حادثة الحرق يمكن أن تحدث بعيدا عن أعين الإعلام لو كانت فردية دون أجندة سياسية كبرى وسيمر الحادث مرورا عابرا.
إن أحد أهم أسباب حوادث حرق القرآن تكمن في الرغبة في استفزاز المسلمين لإظهار جوانب سلبية تنسف حقيقة قيمهم وقيم كتابه الكريم.. ثم تؤخذ عليهم الحجة.
إن المسلمين اليوم في أمسّ الحاجة إلى التمسك بقيمهم التي يدعو لها القرآن والتي بنيت عليها قوة المجتمعات الإسلامية عبر التاريخ، في لحظة تواجه فيها المجتمعات، العربية والغربية، حربا حقيقية عبر الكثير من الوسائل التي لا قبل للمجتمعات والأفراد بصدها، خاصة في العالم العربي، دون التمسك بالقيم الأصيلة ودون التمسك بالفطرة الإنسانية.
يعتقد البعض أن القيم راسخة في المجتمعات ولا يمكن أن تمس أو تندثر، ويكتسبها النشء بشكل طبيعي خلال تطور حياته وتأثره بمن حوله، وهذا يمكن أن يكون صحيحا لو كان هذا النشء يعيش في العالم الواقعي فقط، ولا تنازعه عوالم أخرى، لكنّ مكان العالم الواقعي في حياة الجميع أصبح هامشا بسيطا في مقابل المساحة التي يشغلها العالم الافتراضي من حياتنا جميعا. وعبر هذا العالم الافتراضي تأتي القيم والمبادئ البديلة التي يتأسس عليها النشء وليس كل شيء في هذه العوالم إيجابيا، بل إن مساحة الإيجابي بسيطة جدا في مقابل مساحة السلبي ومساحة الرسائل الموجهة لهدم قيم المجتمعات الأصيلة. وإذا كانت الأجيال التي تأسست على قيم المجتمع الأصيلة ورسخت في وجدانها تصاب بحالة انفصام من كثرة الضخ الذي يأتيها عبر العوالم الافتراضية، فما بالنا بالأجيال التي لا تملك تلك الحصانة الحقيقية مما يأتيها عبر مختلف وسائل التواصل الاجتماعي والإعلام.
وعندما تنشأ الأجيال على مبادئ وقيم شاذة عن قيم المجتمع الأصيلة منذ نعومة أظفارها عبر وسائل التواصل الاجتماعي وعبر الأفلام ومنصاتها الكثيرة تتحول بحكم منطق الأشياء هذه القيم إلى قيم مقبولة وطبيعية ويمكن في فترة أخرى أن تتحول إلى الأساس وقيم المجتمع الحقيقية إلى قيم شاذة وهامشية.
إن على المجتمع بكل مؤسساته اليوم مسؤولية كبيرة تجاه الحفاظ على قيم المجتمع ومراقبتها، لأنها أحد معايير قوة المجتمع، فكما أن الوجود الحضاري لأي أمة تشكله أسس القوة المادية فإن علينا أن نعي تماما أن أسس القوة أيضا تتأسس عبر القوة الجمالية التي تكمن في القيم وفي المبادئ وعلينا أن نحافظ عليها حتى لا نفقد قوتنا وبالتالي نفقد مجتمعاتنا.
والمتعصبون الذين يقدمون على حرق القرآن الكريم لا يحرقونه اعتباطا إنما يحرقونه ضمن أجندة سياسية، وربما حضارية، وإلا فإن حادثة الحرق يمكن أن تحدث بعيدا عن أعين الإعلام لو كانت فردية دون أجندة سياسية كبرى وسيمر الحادث مرورا عابرا.
إن أحد أهم أسباب حوادث حرق القرآن تكمن في الرغبة في استفزاز المسلمين لإظهار جوانب سلبية تنسف حقيقة قيمهم وقيم كتابه الكريم.. ثم تؤخذ عليهم الحجة.
إن المسلمين اليوم في أمسّ الحاجة إلى التمسك بقيمهم التي يدعو لها القرآن والتي بنيت عليها قوة المجتمعات الإسلامية عبر التاريخ، في لحظة تواجه فيها المجتمعات، العربية والغربية، حربا حقيقية عبر الكثير من الوسائل التي لا قبل للمجتمعات والأفراد بصدها، خاصة في العالم العربي، دون التمسك بالقيم الأصيلة ودون التمسك بالفطرة الإنسانية.
يعتقد البعض أن القيم راسخة في المجتمعات ولا يمكن أن تمس أو تندثر، ويكتسبها النشء بشكل طبيعي خلال تطور حياته وتأثره بمن حوله، وهذا يمكن أن يكون صحيحا لو كان هذا النشء يعيش في العالم الواقعي فقط، ولا تنازعه عوالم أخرى، لكنّ مكان العالم الواقعي في حياة الجميع أصبح هامشا بسيطا في مقابل المساحة التي يشغلها العالم الافتراضي من حياتنا جميعا. وعبر هذا العالم الافتراضي تأتي القيم والمبادئ البديلة التي يتأسس عليها النشء وليس كل شيء في هذه العوالم إيجابيا، بل إن مساحة الإيجابي بسيطة جدا في مقابل مساحة السلبي ومساحة الرسائل الموجهة لهدم قيم المجتمعات الأصيلة. وإذا كانت الأجيال التي تأسست على قيم المجتمع الأصيلة ورسخت في وجدانها تصاب بحالة انفصام من كثرة الضخ الذي يأتيها عبر العوالم الافتراضية، فما بالنا بالأجيال التي لا تملك تلك الحصانة الحقيقية مما يأتيها عبر مختلف وسائل التواصل الاجتماعي والإعلام.
وعندما تنشأ الأجيال على مبادئ وقيم شاذة عن قيم المجتمع الأصيلة منذ نعومة أظفارها عبر وسائل التواصل الاجتماعي وعبر الأفلام ومنصاتها الكثيرة تتحول بحكم منطق الأشياء هذه القيم إلى قيم مقبولة وطبيعية ويمكن في فترة أخرى أن تتحول إلى الأساس وقيم المجتمع الحقيقية إلى قيم شاذة وهامشية.
إن على المجتمع بكل مؤسساته اليوم مسؤولية كبيرة تجاه الحفاظ على قيم المجتمع ومراقبتها، لأنها أحد معايير قوة المجتمع، فكما أن الوجود الحضاري لأي أمة تشكله أسس القوة المادية فإن علينا أن نعي تماما أن أسس القوة أيضا تتأسس عبر القوة الجمالية التي تكمن في القيم وفي المبادئ وعلينا أن نحافظ عليها حتى لا نفقد قوتنا وبالتالي نفقد مجتمعاتنا.