لماذا الفلسفة؟
إنه سؤال يعادل سؤال الحياة، أو تطور الحياة من طور إلى آخر، فلا يمكن أن نتصور تطور العقل البشري إلى هذه المرحلة المتقدمة، قياسا عمّا كان قبلها، دون أن تكون هناك «فلسفة»، دون أن يكون هناك «تفلسف» ودراسة طبيعة الواقع والوجود الذي نعيش فيه.
وإذا كانت كلمة «الفلسفة» التي ظهرت عند الإغريق تعني «حب الحكمة»، فلا يمكن أن نتصور أن الحياة سارت منذ لحظة النشأة الأولى دون «تفلسف»، وتفكير في معنى الحياة ومعنى الموت ومعنى الوجود ومعنى المستقبل وما يحيط بكل ذلك من خوف وأسئلة، ورسم مسار «حكيم» لحياة أفضل، أو تتوق أن تكون أفضل ومتسمة بالحكمة.
بهذا المعنى فإن الفلسفة قبل أن تكون دراسة المعرفة والقيم والمبادئ هي سؤال حول الوجود وحقيقته، وهي، أيضا، آلية للتفكير في هذا الكون الذي نعيش فيه.
وفعل «التفلسف» يساعدنا على فهم هذه الحياة ويوفر لنا إطارا للتفكير النقدي وطرح الافتراضات واتخاذ القرارات لنستطيع البقاء في هذا المحيط ونتطور على النحو الذي يستطيع أن يُبقي هذه الحياة مستمرة.
وعندما اهتم العرب بالفلسفة وجعلوها محورا مهما من محاور حياتهم استطاعوا فهم معتقداتهم وقيمهم ومبادئهم وفهم الآخر بشكل دقيق: فهموا حضارته وثقافته ومعتقداته واستطاعوا أن يستفيدوا منه على النحو الأمثل ويتعايشوا معه فكانت حضارتهم تقود حضارات العالم.
إن العرب اليوم، والإنسانية بشكل عام، في أمسّ الحاجة إلى إعطاء الفلسفة مكانتها التي تستحقها في حياتنا لنستطيع فهم أنفسنا وفهم المستقبل الذي يتطور من حولنا ودون هذه الفلسفة سنبقى ننظر للكثير من الأشياء نظرة سطحية بعيدة عن العمق وعن التفكير النقدي، وسنبقى عاجزين أمام افتراضات الحياة وتعقيداتها وستبقى حججنا ضعيفة وواهية وسنبقى ننظر للآخر على أنه عدو بالضرورة.
كما أن اللحظة التي نعيشها تفرض وجود خطاب فلسفي من بين مهامه القدرة على التعامل مع التطور التكنولوجي الحديث، وذلك عبر التفكير بشكل نقدي لفهم الآثار والعواقب المترتبة على كل هذه التطورات التكنولوجية من حولنا، وكيف تغير التكنولوجيا حياتنا وكيف نستخدمها بمسؤولية وأخلاق.
في هذا العدد من «ملحق جريدة عمان الثقافي» نقترب من كل هذا ونطرح سؤال «الفلسفة والتفلسف» وأهميته في حياتنا المعاصرة.
يكتب الباحث العماني علي بن سليمان الرواحي مقالا بعنوان «الاتجاهات الفلسفية الحديثة.. من المناهج إلى الذكاء الاصطناعي» يناقش فيه أهمية المنهج ودوره في تغيير الرؤية الفلسفية، وتأثير الذكاء الاصطناعي على مناهج وطبيعة البحث الفلسفي. كما يكتب الدكتور بهاء درويش مقالا بعنوان «الفلسفة وعلوم الحياة المعاصرة.. اتصال أم انفصال؟»، كما يكتب الدكتور الهواري غزالي مقالا بعنوان «المعرفة والفلسفة: تشاؤم الوضوح وتفاؤل الإرادة». وبأدوات الباحث الفلسفي تطرح الدكتورة أم الزين بنشيخة سؤالا فلسفيا كبيرا تقول فيه: «هل ثمة مستقبل في انتظارنا؟» معتبرة أن هذا السؤال اليوم هو السؤال الفلسفي الأكبر الذي على الفكر الفلسفي أن يبحث له عن إجابة. لكنّ أم الزين تصل إلى القول إن التحولات البيولوجية والتكنولوجية والرقمية التي تعيشها الإنسانية الحالية تقتضي أن تصاحبها تحولات ثقافية واجتماعية عميقة بحيث لا ينبغي إيداع ما تبقى من الإنساني فينا بين أيادي التكنولوجيا والآلات والعلوم عامة.
ويترجم يوسف نبيل عن الروسية مقالا للباحث الروسي ميخائيل إيبشتاين بعنوان: «أن تكون إنسانا يعني أن تكون إنسانا أعلى».
ويبحث الصحفي حسن عبدالموجود مع مجموعة من الروائيين عن مدى اشتغال الرواية في العالم العربية على أسئلة الفلسفة وهل ترتدي الرواية العربية «ثوب الحكمة». وفي الملف نفسه يكتب الدكتور السعيد لبيب مقالا بعنوان «دهشة ويقظة الفيلسوف»، فيما يكتب الباحث بنّاصر البعزابي مقالا حول «الفلسفة والتكنولوجيا» يصل فيه إلى نتيجة أن «ليس لأحد أن يقول إن تدخل الفلسفة في شؤون العلم والتكنولوجيا من قبيل الكلام غير المجدي»، و«مع استئساد التكنولوجيا لا بد أن يقلق العقلاء، فيحذروا ويعبروا عن شكوكهم في ما تعد به التكنولوجيا من رفاهية»!.
وفي العدد مواضيع عدة في مجالات الفكر والأدب كتبها نخبة من الكتاب العرب، ومقالات ونصوص أخرى مترجمة عن آداب عالمية مختلفة.
إنه سؤال يعادل سؤال الحياة، أو تطور الحياة من طور إلى آخر، فلا يمكن أن نتصور تطور العقل البشري إلى هذه المرحلة المتقدمة، قياسا عمّا كان قبلها، دون أن تكون هناك «فلسفة»، دون أن يكون هناك «تفلسف» ودراسة طبيعة الواقع والوجود الذي نعيش فيه.
وإذا كانت كلمة «الفلسفة» التي ظهرت عند الإغريق تعني «حب الحكمة»، فلا يمكن أن نتصور أن الحياة سارت منذ لحظة النشأة الأولى دون «تفلسف»، وتفكير في معنى الحياة ومعنى الموت ومعنى الوجود ومعنى المستقبل وما يحيط بكل ذلك من خوف وأسئلة، ورسم مسار «حكيم» لحياة أفضل، أو تتوق أن تكون أفضل ومتسمة بالحكمة.
بهذا المعنى فإن الفلسفة قبل أن تكون دراسة المعرفة والقيم والمبادئ هي سؤال حول الوجود وحقيقته، وهي، أيضا، آلية للتفكير في هذا الكون الذي نعيش فيه.
وفعل «التفلسف» يساعدنا على فهم هذه الحياة ويوفر لنا إطارا للتفكير النقدي وطرح الافتراضات واتخاذ القرارات لنستطيع البقاء في هذا المحيط ونتطور على النحو الذي يستطيع أن يُبقي هذه الحياة مستمرة.
وعندما اهتم العرب بالفلسفة وجعلوها محورا مهما من محاور حياتهم استطاعوا فهم معتقداتهم وقيمهم ومبادئهم وفهم الآخر بشكل دقيق: فهموا حضارته وثقافته ومعتقداته واستطاعوا أن يستفيدوا منه على النحو الأمثل ويتعايشوا معه فكانت حضارتهم تقود حضارات العالم.
إن العرب اليوم، والإنسانية بشكل عام، في أمسّ الحاجة إلى إعطاء الفلسفة مكانتها التي تستحقها في حياتنا لنستطيع فهم أنفسنا وفهم المستقبل الذي يتطور من حولنا ودون هذه الفلسفة سنبقى ننظر للكثير من الأشياء نظرة سطحية بعيدة عن العمق وعن التفكير النقدي، وسنبقى عاجزين أمام افتراضات الحياة وتعقيداتها وستبقى حججنا ضعيفة وواهية وسنبقى ننظر للآخر على أنه عدو بالضرورة.
كما أن اللحظة التي نعيشها تفرض وجود خطاب فلسفي من بين مهامه القدرة على التعامل مع التطور التكنولوجي الحديث، وذلك عبر التفكير بشكل نقدي لفهم الآثار والعواقب المترتبة على كل هذه التطورات التكنولوجية من حولنا، وكيف تغير التكنولوجيا حياتنا وكيف نستخدمها بمسؤولية وأخلاق.
في هذا العدد من «ملحق جريدة عمان الثقافي» نقترب من كل هذا ونطرح سؤال «الفلسفة والتفلسف» وأهميته في حياتنا المعاصرة.
يكتب الباحث العماني علي بن سليمان الرواحي مقالا بعنوان «الاتجاهات الفلسفية الحديثة.. من المناهج إلى الذكاء الاصطناعي» يناقش فيه أهمية المنهج ودوره في تغيير الرؤية الفلسفية، وتأثير الذكاء الاصطناعي على مناهج وطبيعة البحث الفلسفي. كما يكتب الدكتور بهاء درويش مقالا بعنوان «الفلسفة وعلوم الحياة المعاصرة.. اتصال أم انفصال؟»، كما يكتب الدكتور الهواري غزالي مقالا بعنوان «المعرفة والفلسفة: تشاؤم الوضوح وتفاؤل الإرادة». وبأدوات الباحث الفلسفي تطرح الدكتورة أم الزين بنشيخة سؤالا فلسفيا كبيرا تقول فيه: «هل ثمة مستقبل في انتظارنا؟» معتبرة أن هذا السؤال اليوم هو السؤال الفلسفي الأكبر الذي على الفكر الفلسفي أن يبحث له عن إجابة. لكنّ أم الزين تصل إلى القول إن التحولات البيولوجية والتكنولوجية والرقمية التي تعيشها الإنسانية الحالية تقتضي أن تصاحبها تحولات ثقافية واجتماعية عميقة بحيث لا ينبغي إيداع ما تبقى من الإنساني فينا بين أيادي التكنولوجيا والآلات والعلوم عامة.
ويترجم يوسف نبيل عن الروسية مقالا للباحث الروسي ميخائيل إيبشتاين بعنوان: «أن تكون إنسانا يعني أن تكون إنسانا أعلى».
ويبحث الصحفي حسن عبدالموجود مع مجموعة من الروائيين عن مدى اشتغال الرواية في العالم العربية على أسئلة الفلسفة وهل ترتدي الرواية العربية «ثوب الحكمة». وفي الملف نفسه يكتب الدكتور السعيد لبيب مقالا بعنوان «دهشة ويقظة الفيلسوف»، فيما يكتب الباحث بنّاصر البعزابي مقالا حول «الفلسفة والتكنولوجيا» يصل فيه إلى نتيجة أن «ليس لأحد أن يقول إن تدخل الفلسفة في شؤون العلم والتكنولوجيا من قبيل الكلام غير المجدي»، و«مع استئساد التكنولوجيا لا بد أن يقلق العقلاء، فيحذروا ويعبروا عن شكوكهم في ما تعد به التكنولوجيا من رفاهية»!.
وفي العدد مواضيع عدة في مجالات الفكر والأدب كتبها نخبة من الكتاب العرب، ومقالات ونصوص أخرى مترجمة عن آداب عالمية مختلفة.