shialoom@gmail.com
من الجمل المشهورة، والمتداولة بكثرة هي: "قُوْلَّهْ؛ جَاينَّكْ عن طريق فلان" ففلان المعني هنا لا يحضر بجسده؛ بل باسمه، في أغلب الأحيان، وعندما أقول في أغلب الأحيان؛ لأنه في بعض الأحيان يكون هنا صورة حاضرة إما لمنصب، وإما لوجاهة اجتماعية، وإما لصداقة قريبة جدا "خاصة" وإما لخدمة سبق لفلان المعني بتنفيذ الطلب قد قام بها الراسل والمشار إليه هنا بـ " قُوْلَّهْ؛ جَاينَّكْ عن طريق فلان" وهكذا يتناسخ هذا الطلب بين ثلاثة أطراف: الطرف الأول؛ يمثله الآمر أو الراسل، والطرف الثاني؛ المرسول "حلقة الوصل" والطرف الثالث؛ وهو الأكثر أهمية هنا؛ وهو المرسل إليه لتنفيذ طلب حسب رغبة الطرف الأول.
صحيح أن هذه صورة نمطية متكررة بين أبناء المجتمع، وهي ليست بالضرورة تعبر عن ود، وعن تكاتف، وعن تعاون، وإنما بالضرورة تعبر عن تداول المصالح، وتقاسمها، ولا يستبعد فيها أن تتضمن - ولو بصورة غير مباشرة - لي ذراع "فكما قدمت لك خدمة؛ جاء دورك لتقدم لي خدمة"، وقد يُغْبَنُ فيها المجسر بين الطرفين، فعبره هو تعقد صفقات، وتنازلات، وتفاوضات، والغُبْنُ هنا، فقد لا يحصل إلا على الفتات، وقد لا يحصل على شيء مما وجه إلى تحقيق خدمته، ومع ذلك فقد يُحَمَّلُ جميل ما لم يحصل عليه، أو حصل على ما لا يوازي الجميل الذي سوف يحمله إلى أن يموت.
تلعب الأسماء سواء بتجردها التام من أي لقب على اعتبار أن "فلان معروف"، أو تلصق بلقب مما تمت الإشارة إليه في بداية المقال، وقد يظل الاسم متداولا حتى وإن غادر صاحبه الحياة، فهذا ابن فلان، وهؤلاء أبناء فلان، وهؤلاء من قبيلة فلان أو من بلد فلان، فلا يزال اسم فلان يحظى بذلك التقدير، ويتاجر باسمه في مختلف تبادلات المصالح بين الأفراد، وهل في ذلك خطورة ما ؟ الخطورة هنا عندما لا تنعتق العلاقة بين اسم فلان، وبين مجموعة المصالح والتبادلات النفعية بين الأطراف المسخرة لاسم فلان، حيث تذوب معظم الاستحقاقات الخاصة بالناس، وتحضر علاقة فلان من الناس لتكون مقياسا للاستحقاق في كثير من علاقة التبادل هذه.
في هذه المناقشة لا أذهب يقينا إلى تقزيم الأسماء المستحقة؛ لأن تكون حاضرة في مشهدها الاجتماعي، لكن أَنَّ لهذا المشهد أن يكون حبيس اسم ما من أسماء أفراده أبد الدهر، ويظل هذا الاسم يتاجر به، وكأنه سلعة لا تتم المبادلات النفعية إلا من خلاله، وفي ذلك ظلم له، لاحتمال أن تكون بعض المبادلات التي تتم غير مشروعة، أو فيها ظلم لآخرين يظلون أكثر استحقاقا لأمر ما، ومع ذلك يتم تجاوزها لخاطر اسم فلان، حيث ينزل فلان منزلة الأسطورة، وهذا أمر لا يمكن استيعابه في ظل تجدد الأدوات، وفي ظل فهم أوسع لمعنى تبادل المنافع؛ ومنه المعززات الشخصية، والمواهب، والممكنات الفنية التأهيلية، وحتى يخرج المجتمع من مفاهيم تقليدية ما عادت تنفع في ظل التقدم العلمي والتقني. أفما آن الأوان أن يتحرر أفراد المجتمع من بعض المفاهيم، وينعتق انعتاقا كليا من بعض التموضوعات التقليدية؛ ومنها المتاجرة بالأسماء؛ واتخاذها متكأ في كثير من تبادل المنافع؟
من الجمل المشهورة، والمتداولة بكثرة هي: "قُوْلَّهْ؛ جَاينَّكْ عن طريق فلان" ففلان المعني هنا لا يحضر بجسده؛ بل باسمه، في أغلب الأحيان، وعندما أقول في أغلب الأحيان؛ لأنه في بعض الأحيان يكون هنا صورة حاضرة إما لمنصب، وإما لوجاهة اجتماعية، وإما لصداقة قريبة جدا "خاصة" وإما لخدمة سبق لفلان المعني بتنفيذ الطلب قد قام بها الراسل والمشار إليه هنا بـ " قُوْلَّهْ؛ جَاينَّكْ عن طريق فلان" وهكذا يتناسخ هذا الطلب بين ثلاثة أطراف: الطرف الأول؛ يمثله الآمر أو الراسل، والطرف الثاني؛ المرسول "حلقة الوصل" والطرف الثالث؛ وهو الأكثر أهمية هنا؛ وهو المرسل إليه لتنفيذ طلب حسب رغبة الطرف الأول.
صحيح أن هذه صورة نمطية متكررة بين أبناء المجتمع، وهي ليست بالضرورة تعبر عن ود، وعن تكاتف، وعن تعاون، وإنما بالضرورة تعبر عن تداول المصالح، وتقاسمها، ولا يستبعد فيها أن تتضمن - ولو بصورة غير مباشرة - لي ذراع "فكما قدمت لك خدمة؛ جاء دورك لتقدم لي خدمة"، وقد يُغْبَنُ فيها المجسر بين الطرفين، فعبره هو تعقد صفقات، وتنازلات، وتفاوضات، والغُبْنُ هنا، فقد لا يحصل إلا على الفتات، وقد لا يحصل على شيء مما وجه إلى تحقيق خدمته، ومع ذلك فقد يُحَمَّلُ جميل ما لم يحصل عليه، أو حصل على ما لا يوازي الجميل الذي سوف يحمله إلى أن يموت.
تلعب الأسماء سواء بتجردها التام من أي لقب على اعتبار أن "فلان معروف"، أو تلصق بلقب مما تمت الإشارة إليه في بداية المقال، وقد يظل الاسم متداولا حتى وإن غادر صاحبه الحياة، فهذا ابن فلان، وهؤلاء أبناء فلان، وهؤلاء من قبيلة فلان أو من بلد فلان، فلا يزال اسم فلان يحظى بذلك التقدير، ويتاجر باسمه في مختلف تبادلات المصالح بين الأفراد، وهل في ذلك خطورة ما ؟ الخطورة هنا عندما لا تنعتق العلاقة بين اسم فلان، وبين مجموعة المصالح والتبادلات النفعية بين الأطراف المسخرة لاسم فلان، حيث تذوب معظم الاستحقاقات الخاصة بالناس، وتحضر علاقة فلان من الناس لتكون مقياسا للاستحقاق في كثير من علاقة التبادل هذه.
في هذه المناقشة لا أذهب يقينا إلى تقزيم الأسماء المستحقة؛ لأن تكون حاضرة في مشهدها الاجتماعي، لكن أَنَّ لهذا المشهد أن يكون حبيس اسم ما من أسماء أفراده أبد الدهر، ويظل هذا الاسم يتاجر به، وكأنه سلعة لا تتم المبادلات النفعية إلا من خلاله، وفي ذلك ظلم له، لاحتمال أن تكون بعض المبادلات التي تتم غير مشروعة، أو فيها ظلم لآخرين يظلون أكثر استحقاقا لأمر ما، ومع ذلك يتم تجاوزها لخاطر اسم فلان، حيث ينزل فلان منزلة الأسطورة، وهذا أمر لا يمكن استيعابه في ظل تجدد الأدوات، وفي ظل فهم أوسع لمعنى تبادل المنافع؛ ومنه المعززات الشخصية، والمواهب، والممكنات الفنية التأهيلية، وحتى يخرج المجتمع من مفاهيم تقليدية ما عادت تنفع في ظل التقدم العلمي والتقني. أفما آن الأوان أن يتحرر أفراد المجتمع من بعض المفاهيم، وينعتق انعتاقا كليا من بعض التموضوعات التقليدية؛ ومنها المتاجرة بالأسماء؛ واتخاذها متكأ في كثير من تبادل المنافع؟