يمر العالم اليوم بلحظة انتقال تاريخية من وضع كان سائدا منذ انتهاء الحرب الباردة نهاية ثمانينيات القرن الماضي إلى وضع جديد تبحث فيه دول عن دور مركزي، إما بحكم التاريخ ودواعيه أو بحكم القوة الاقتصادية الجديدة ومتطلباتها. وكأي لحظة تاريخية مركزية لا يمكن أن يحدث هذا الانتقال من وضع سائد بكل معطياته الثقافية والسياسية والاقتصادية وبقيمه وأدواته التي رسخت طوال العقود الماضية إلى وضع جديد يستوجب قيما ومبادئ وتحالفات ومسارات جديدة، دون ارتدادات قوية قد تُحدث تصدعات عميقة جدا.. وخلال هذه الارتدادات والتصدعات تنتج قوى وتحالفات جديدة. وعلى القوى القائمة والواثقة من مبادئها أن تصمد في وجه المتغيرات، رغم أن صمودها مشروط بالكثير من الأسباب والدواعي التاريخية والآنية التي تتوفر في بعض الدول ومن بينها دول عربية.
وإذا كانت الدول العربية في حاجة - دائما - إلى التقارب والتعاون وتفعيل الاتفاقيات العربية المبرمة على مدار أكثر من سبعة عقود من الزمن لتحقيق التكامل العربي فإنها اليوم في أمسّ الحاجة أن تقدم نفسها للعالم بوصفها كيانا سياسيا واقتصاديا قويا يقوم على مبادئ واحدة تملك قوة الاستمرار وقوة الصمود في لحظة الانتقال التاريخي المرتقب. ولا ينقص الدول العربية إلا تحديد التحديات التي تواجهها، وهي تحديات كثيرة لكنها في الوقت نفسه كبيرة، وتشكيل فهم متقارب حول آليات عبورها.
إن العالم يتغير- وهذا أمر حتمي- سواء نظرنا إلى دواعي هذا التغيير بمنطق سيرورة الأشياء ومسيرة التاريخ التي لا تتوقف، أو نظرنا إليه بحقيقة ما يحدث الآن من صراع عالمي هدف أحد أطرافه التغيير وهدف الطرف الآخر الدفاع عن الوضع القائم. لكن حتى من يدافع عن الوضع القائم، يعلم يقينا أن العالم يتغير، ولذلك يعمل على إحداث تغييرات جديدة تستطيع صناعة مشهد بمعطيات تتواكب مع الوضع الجديد.
وأمام ذلك فإن الدول العربية مطالبة اليوم بأن تخرج من خلافاتها البينية لترى الواقع الجديد الذي يتشكل حولها وتحدد آليات المواجهة ومسارات المستقبل. لكن هذا الأمر ليس مسؤولية الساسة وحدهم أو صناع القرار السياسي وإنما هو مسؤولية أساسية من مسؤوليات النخب العربية التي عليها أن تستشعر المسؤولية التاريخية وتخرج من عزلتها الاختيارية أو حتى الجبرية لتقوم بدورها وتؤدي مسؤوليتها أمام الأوطان وأمام التاريخ الذي يراه الجميع يتشكل في العالم من جديد.
وإذا كانت الدول العربية في حاجة - دائما - إلى التقارب والتعاون وتفعيل الاتفاقيات العربية المبرمة على مدار أكثر من سبعة عقود من الزمن لتحقيق التكامل العربي فإنها اليوم في أمسّ الحاجة أن تقدم نفسها للعالم بوصفها كيانا سياسيا واقتصاديا قويا يقوم على مبادئ واحدة تملك قوة الاستمرار وقوة الصمود في لحظة الانتقال التاريخي المرتقب. ولا ينقص الدول العربية إلا تحديد التحديات التي تواجهها، وهي تحديات كثيرة لكنها في الوقت نفسه كبيرة، وتشكيل فهم متقارب حول آليات عبورها.
إن العالم يتغير- وهذا أمر حتمي- سواء نظرنا إلى دواعي هذا التغيير بمنطق سيرورة الأشياء ومسيرة التاريخ التي لا تتوقف، أو نظرنا إليه بحقيقة ما يحدث الآن من صراع عالمي هدف أحد أطرافه التغيير وهدف الطرف الآخر الدفاع عن الوضع القائم. لكن حتى من يدافع عن الوضع القائم، يعلم يقينا أن العالم يتغير، ولذلك يعمل على إحداث تغييرات جديدة تستطيع صناعة مشهد بمعطيات تتواكب مع الوضع الجديد.
وأمام ذلك فإن الدول العربية مطالبة اليوم بأن تخرج من خلافاتها البينية لترى الواقع الجديد الذي يتشكل حولها وتحدد آليات المواجهة ومسارات المستقبل. لكن هذا الأمر ليس مسؤولية الساسة وحدهم أو صناع القرار السياسي وإنما هو مسؤولية أساسية من مسؤوليات النخب العربية التي عليها أن تستشعر المسؤولية التاريخية وتخرج من عزلتها الاختيارية أو حتى الجبرية لتقوم بدورها وتؤدي مسؤوليتها أمام الأوطان وأمام التاريخ الذي يراه الجميع يتشكل في العالم من جديد.