في مراحل الطفولة الأولى يندهش الطفل من أي شيء يمر أمامه، فما أن يُحدث حركة ما، أو يسمع أي صوت لافت، أو أن شيئا ما يلامس يديه؛ حتى نجد حواسه الخمس مستشارة ومتنبهة إلى حد كبير، فترتسم على محياه ملامح الدهشة، حتى يكاد يكون الطفل بملمحه الطفولي مندهش على الدوام، كون كل الأشياء من حوله وعلى أغلب الأحوال هي مستحثة لعقله، حيث إنها تصطبغ بالنسبة له بالحداثة والخبرة الجديدة، فكل ما هو غير مألوف بالنسبة له يستثير الدهشة في نفسه، لكنه مع تنامي الخبرات والمعارف للمعطيات من حوله؛ تتناقص الدهشة تدريجيا مع تقدمه في مراحل الطفولة المتأخرة، فلا يعد لهو القطة يدهشه، ولا المباني على اختلافها من حوله قادرة على تحريك سكون تلك الدهشة، فهو الآن أصبح على دراية تامة بذلك العالم الذي يحيط به، سواء أكان عالم البيت الصغير، أم غرفة الصف أو الملاهي حتى، فهو قد عهد تفاصيلها طوال سنين طفولته ومنذ الميلاد.
ملامح الدهشة التي ترتسم على محياه آخذة تفاصيل وجهه نحو الذهول، فيفتح عينيه على آخرهما، فاغرا فمه في سكون بسيط عابر، بعد أن استوقفه ذلك الأمر المدهش، بل أن تأثير الدهشة غالبا لا ينتهي سريعا، وإن بدا لك تبدّل ملامح الذهول إلى الوضع الطبيعي، إلا أن تلك الدهشة قد حفّزت تفكيره على التساؤل ومواصلة البحث والتقصّي، والتعليم القادر على إثارة الدهشة في المتعلّم مرة بعد مرة؛ يضمن بقاء المتعلّم حذقا بذهن متوقّد وعلى أتم الاستعداد للانخراط في العملية التعليمية بكافة قدراته الذهنية، فوحدها الدهشة هي من توقظ العقل من سباته العميق، فهل نحن بحاجة إلى أن نتعلم حقا فن صناعة الدهشة؟
أما الأمر بالنسبة للكبار وعلى اعتبار أنهم أطفال كبار كما عبّر عن ذلك الفلاسفة القدامى، بمقولتهم ما الإنسان سوى " طفل كبير "، فهو أيضا يتوقّد حيرة بمجرد أن تستفيق تلك الدهشة في داخله، وإن تلاشت من ملامحه سمات الدهشة الطفولية، إلا أنه يندهش من الداخل على نحو كبير وربما أكثر من الطفل نفسه، بعد أن باتت الدهشة لا تطرق بابه إلا نادرا، بعد صولات وجولات الحياة ورحلاته عبر سنين عمره الماضية، وإن كان الطفل يندهش بملامح طفولية فإن الدهشة تحل على الكبار كصاعقة تحفز دماغه، حتى تكاد ترتفع بعقله من فرط الدهشة، فيكون مذهولا من الداخل، ولأن الذهول مرتبط بأن تعلو نفسك وملامحك دهشة، فهو مرتبط بالارتقاء بخبرات إلى الأمام أو نحو الأعلى تماما، كثيمة ملامح الدهشة تماما.
الدهشة مرتبطة دوما بتحفيزك على مواصلة التعلم بكافة أشكاله ومراحله، فالدهشة تضعك على بداية الطريق ثم تنتظرك هناك في آخرها، بعد أن تكون قد اجتزت رحلة التعلم بمفردك، وهو ما يجب أن تكون عليه عملية التعلم، فهي كذلك الحكيم الذي لا يلقمك المعرفة، ولا يأخذ بيديك إلى نهاية الطريق، ولا يقدّم لك خلاصة التجارب في طبق من فضة، بل أنه يساعدك على رؤية أول الطريق لتسير طريق التجربة والمعرفة على نحو ذاتي، لتجده هناك في نهاية المسار، مهنئا لك باجتياز رحلتك.
فالعقل غير مهيئ للتعلم حين تصب عليه المعلومات صبا، وتملي عليه تعليمات التعلم مباشرة، بل أنه بحاجة إلى أن تقنعه ليقبل المفاوضة للانخراط ما بين التساؤل والبحث عن الإجابة على نحو ذاتي، فعملية التعلم مرهونة بقرار نابع من إرادة الشخص الداخلية.
ولصناعة الدهشة لا نمتلك أية أجندة ثابتة، أو خارطة تسير عليها، بحيث تكون جاهزة ترشدك، فالمجال من حولك واسع حر، والطرق متشعّبة بعدد واختلاف العقول، وكما جاء في مقال سابق لي بعنوان "مواد الدهشة الخام"، "لتحقيق تلك الدهشة لابدّ من الإمساك بالخيط من مبتدأه، إلى أن تصل إلى بؤرة وجوهر الدهشة"، وتتحقق الدهشة عن طريق تحقيق خواصها وصفاتها، فهي مقترنة بكل ما هو جديد وخارج عن المألوف والفجائي، والذي يكشف عن السرّ.
ولنعود بعدها مجددا وعلى نحو موسع لنعرف تفاصيل تلك الدهشة، والبحث عن أكبر كم من المترادفات التي تعبّر عنها، واختزال معناها في عدد من المفردات، في كونها تتصف بالفجائية وخارجة عن المألوف، تفوق التوقد، وتوقد الأسئلة في ذهنك، أو كون تلك الدهشة تهديك الإجابات، أو أنها في تعدد الخيارات، والسير في المسالك المعرفية الأخرى، أو هي دهشة الاكتشافات أو دهشة التجارب العاطفية والمشاعر الوجدانية، أو أنها دهشة تفوق كل ذلك لتكون دهشة من الخوارق والمعجزات والنوادر والمستحيلات المتحققة، وتكشف الأسرار والغيب، هي الدهشة بالتماعتها الذهنية البارقة الخاطفة، التي تجتذب ذهنك في وهلة، فتختطفك من محيطك لتأسرك داخل حدود الفكرة، ثم ماذا بعد الدهشة؟
وكما أن الأساطير القديمة مدهشة على الدوام، لارتباط وثيق محكم الرباط ما بين الحقائق الغريبة والخيال، فإن الأساطير الفكرية وصناعتها هو صناعة للدهشة، بدون الخوض في مسألة جدليتها ومصداقيتها وحقيقتها المراوغة، فلنصنع أسطورة بدلا من تداول أساطير قديمة صنعتها الأزمنة القديمة البائدة، تحكي عن تنامي العقل وتعبّر عن قدراته التي تقتادها الدهشة المتواصلة، فالإنسان جاء على هذه الأرض كخلق كامل، وجاءت معه الدهشة كتعبير عن عقله الباحث المتسائل على الدوام، وكما جاء في أحد الاقتباسات التي تضمنها كتاب " الحنين إلى الخرافة " للكاتب عادل مصطفى: " الشيء المزعج في أمر الحقيقة هو أنها في الغالب غير مريحة، وكثيرا ما تكون فاترة مملة، إنما يريد العقل الإنساني شيئا أكثر إيناسا وأكثر تلطفا ".
ويمكننا اعتبار المبدع مندهش على الدوام، أو أنه يظل باحثا عن الدهشة لتستفز خلايا دماغه العصبيّة على أن تصنع ما يفوق قدراتها، وكما جاء في تعريف المبدع في أغلب الأبحاث والأدبيات على أنه فضولي جدا تجاه المعارف الجديدة.
ليس مصادفة وليس من قبيل المبالغة أن توصف ملامح الدهشة بالارتفاع إلى الأعلى قليلا بملامح وتعابير وجهك، وبمظهر معبّر عن الذهول، فتلك الدهشة فعلا في تلك اللحظة تتعدى كونها مشاعر مستثارة فيتبعها غالبا التساؤل، أو يمكننا اعتبار الدهشة من الأساس وعلى نحو توحدّي بأنها التساؤل في أسمى تجلّياته، أو أنها فيض للتساؤل، وذلك التساؤل ما هو إلا تجسيدا لمشهد الدهشة، أو أن الدهشة هي الصورة الرمزية للتساؤل، فإن تندهش يعني أن تصل فيه إلى الحد الذي لا يمكنك فيه تجاوز الأمر.
ورغم تناقص الدهشة مع تقدهم في العمر؛ إلا أنها تظل أبديّة على الدوام، وإن كانت على نحو متباعد الحدوث، وفي فترات ليست بالتقاربية التتابعية، إلا أنه وبفضل سيرورة العلم التطورية المتنامية، والتي يواصل فيها الاكتشاف فتظل الدهشة شعور أبدي، بالإضافة إلى أنه مع تقدّمك بالعمر فإن ارتقاءك لمستويات وعي أعلى فإنك ستعايش تلك الفترات الانتقالية بدهشة غير مسبوقة، ناهيك عن الخوارق والأعاجيب، بالتحولات بأشكالها مدهشة كبداية تحوّل الشرنقة إلى فراشة، وصولا إلى دهشتك وأنت تعايش الخبرات الجديدة التي تفصلك عن مرحلتك الانتقالية القادمة، فالدهشة بذلك أبدية ومتاحة للجميع.
والدهشة بتعابيرها التي توحي بالارتقاء، فإنه ليس من قبيل المبالغة لو أنني قلت إن الشعور بالدهشة يتيح لك؛ وإن كان على نحو تخيّلي بأن ينزاح عقلك للأعلى معبّرا عن شعوره بالاندهاش، فيكون هناك متسع ومزيد من الفراغ، والذي يحفزك أن تملأه بالإجابات عن تلك الأسئلة التي تأتي الدهشة متبوعة بها، فالدهشة تخلق في عقلك الفراغات التي تحفزك أن تملأها بالمعرفة، ولتكون الدهشة هي الصيغة الجمالية للعلم، وما إن تحل دهشة جديدة حتى تبني متّسعا من الفراغ لتنتقل إلى مرحلة تعلم أخرى.
يُقاس مقدار الدهشة بمدى ما تولّده لديك من فضول للمعرفة، وإن كانت المعارف المكتسبة كقطع فسيفساء صغيرة، فإن الدهشة هي ما تربط بينها، وكما يقول الكاتب إي.بي.وايت: " أطلع دوما على ما هو مدهش"، لأقول آخرا: أنا هنا لأدهشك عبر لحن عقل يغنّي، لأن الدهشة هي ترياق العقل الأول.
ملامح الدهشة التي ترتسم على محياه آخذة تفاصيل وجهه نحو الذهول، فيفتح عينيه على آخرهما، فاغرا فمه في سكون بسيط عابر، بعد أن استوقفه ذلك الأمر المدهش، بل أن تأثير الدهشة غالبا لا ينتهي سريعا، وإن بدا لك تبدّل ملامح الذهول إلى الوضع الطبيعي، إلا أن تلك الدهشة قد حفّزت تفكيره على التساؤل ومواصلة البحث والتقصّي، والتعليم القادر على إثارة الدهشة في المتعلّم مرة بعد مرة؛ يضمن بقاء المتعلّم حذقا بذهن متوقّد وعلى أتم الاستعداد للانخراط في العملية التعليمية بكافة قدراته الذهنية، فوحدها الدهشة هي من توقظ العقل من سباته العميق، فهل نحن بحاجة إلى أن نتعلم حقا فن صناعة الدهشة؟
أما الأمر بالنسبة للكبار وعلى اعتبار أنهم أطفال كبار كما عبّر عن ذلك الفلاسفة القدامى، بمقولتهم ما الإنسان سوى " طفل كبير "، فهو أيضا يتوقّد حيرة بمجرد أن تستفيق تلك الدهشة في داخله، وإن تلاشت من ملامحه سمات الدهشة الطفولية، إلا أنه يندهش من الداخل على نحو كبير وربما أكثر من الطفل نفسه، بعد أن باتت الدهشة لا تطرق بابه إلا نادرا، بعد صولات وجولات الحياة ورحلاته عبر سنين عمره الماضية، وإن كان الطفل يندهش بملامح طفولية فإن الدهشة تحل على الكبار كصاعقة تحفز دماغه، حتى تكاد ترتفع بعقله من فرط الدهشة، فيكون مذهولا من الداخل، ولأن الذهول مرتبط بأن تعلو نفسك وملامحك دهشة، فهو مرتبط بالارتقاء بخبرات إلى الأمام أو نحو الأعلى تماما، كثيمة ملامح الدهشة تماما.
الدهشة مرتبطة دوما بتحفيزك على مواصلة التعلم بكافة أشكاله ومراحله، فالدهشة تضعك على بداية الطريق ثم تنتظرك هناك في آخرها، بعد أن تكون قد اجتزت رحلة التعلم بمفردك، وهو ما يجب أن تكون عليه عملية التعلم، فهي كذلك الحكيم الذي لا يلقمك المعرفة، ولا يأخذ بيديك إلى نهاية الطريق، ولا يقدّم لك خلاصة التجارب في طبق من فضة، بل أنه يساعدك على رؤية أول الطريق لتسير طريق التجربة والمعرفة على نحو ذاتي، لتجده هناك في نهاية المسار، مهنئا لك باجتياز رحلتك.
فالعقل غير مهيئ للتعلم حين تصب عليه المعلومات صبا، وتملي عليه تعليمات التعلم مباشرة، بل أنه بحاجة إلى أن تقنعه ليقبل المفاوضة للانخراط ما بين التساؤل والبحث عن الإجابة على نحو ذاتي، فعملية التعلم مرهونة بقرار نابع من إرادة الشخص الداخلية.
ولصناعة الدهشة لا نمتلك أية أجندة ثابتة، أو خارطة تسير عليها، بحيث تكون جاهزة ترشدك، فالمجال من حولك واسع حر، والطرق متشعّبة بعدد واختلاف العقول، وكما جاء في مقال سابق لي بعنوان "مواد الدهشة الخام"، "لتحقيق تلك الدهشة لابدّ من الإمساك بالخيط من مبتدأه، إلى أن تصل إلى بؤرة وجوهر الدهشة"، وتتحقق الدهشة عن طريق تحقيق خواصها وصفاتها، فهي مقترنة بكل ما هو جديد وخارج عن المألوف والفجائي، والذي يكشف عن السرّ.
ولنعود بعدها مجددا وعلى نحو موسع لنعرف تفاصيل تلك الدهشة، والبحث عن أكبر كم من المترادفات التي تعبّر عنها، واختزال معناها في عدد من المفردات، في كونها تتصف بالفجائية وخارجة عن المألوف، تفوق التوقد، وتوقد الأسئلة في ذهنك، أو كون تلك الدهشة تهديك الإجابات، أو أنها في تعدد الخيارات، والسير في المسالك المعرفية الأخرى، أو هي دهشة الاكتشافات أو دهشة التجارب العاطفية والمشاعر الوجدانية، أو أنها دهشة تفوق كل ذلك لتكون دهشة من الخوارق والمعجزات والنوادر والمستحيلات المتحققة، وتكشف الأسرار والغيب، هي الدهشة بالتماعتها الذهنية البارقة الخاطفة، التي تجتذب ذهنك في وهلة، فتختطفك من محيطك لتأسرك داخل حدود الفكرة، ثم ماذا بعد الدهشة؟
وكما أن الأساطير القديمة مدهشة على الدوام، لارتباط وثيق محكم الرباط ما بين الحقائق الغريبة والخيال، فإن الأساطير الفكرية وصناعتها هو صناعة للدهشة، بدون الخوض في مسألة جدليتها ومصداقيتها وحقيقتها المراوغة، فلنصنع أسطورة بدلا من تداول أساطير قديمة صنعتها الأزمنة القديمة البائدة، تحكي عن تنامي العقل وتعبّر عن قدراته التي تقتادها الدهشة المتواصلة، فالإنسان جاء على هذه الأرض كخلق كامل، وجاءت معه الدهشة كتعبير عن عقله الباحث المتسائل على الدوام، وكما جاء في أحد الاقتباسات التي تضمنها كتاب " الحنين إلى الخرافة " للكاتب عادل مصطفى: " الشيء المزعج في أمر الحقيقة هو أنها في الغالب غير مريحة، وكثيرا ما تكون فاترة مملة، إنما يريد العقل الإنساني شيئا أكثر إيناسا وأكثر تلطفا ".
ويمكننا اعتبار المبدع مندهش على الدوام، أو أنه يظل باحثا عن الدهشة لتستفز خلايا دماغه العصبيّة على أن تصنع ما يفوق قدراتها، وكما جاء في تعريف المبدع في أغلب الأبحاث والأدبيات على أنه فضولي جدا تجاه المعارف الجديدة.
ليس مصادفة وليس من قبيل المبالغة أن توصف ملامح الدهشة بالارتفاع إلى الأعلى قليلا بملامح وتعابير وجهك، وبمظهر معبّر عن الذهول، فتلك الدهشة فعلا في تلك اللحظة تتعدى كونها مشاعر مستثارة فيتبعها غالبا التساؤل، أو يمكننا اعتبار الدهشة من الأساس وعلى نحو توحدّي بأنها التساؤل في أسمى تجلّياته، أو أنها فيض للتساؤل، وذلك التساؤل ما هو إلا تجسيدا لمشهد الدهشة، أو أن الدهشة هي الصورة الرمزية للتساؤل، فإن تندهش يعني أن تصل فيه إلى الحد الذي لا يمكنك فيه تجاوز الأمر.
ورغم تناقص الدهشة مع تقدهم في العمر؛ إلا أنها تظل أبديّة على الدوام، وإن كانت على نحو متباعد الحدوث، وفي فترات ليست بالتقاربية التتابعية، إلا أنه وبفضل سيرورة العلم التطورية المتنامية، والتي يواصل فيها الاكتشاف فتظل الدهشة شعور أبدي، بالإضافة إلى أنه مع تقدّمك بالعمر فإن ارتقاءك لمستويات وعي أعلى فإنك ستعايش تلك الفترات الانتقالية بدهشة غير مسبوقة، ناهيك عن الخوارق والأعاجيب، بالتحولات بأشكالها مدهشة كبداية تحوّل الشرنقة إلى فراشة، وصولا إلى دهشتك وأنت تعايش الخبرات الجديدة التي تفصلك عن مرحلتك الانتقالية القادمة، فالدهشة بذلك أبدية ومتاحة للجميع.
والدهشة بتعابيرها التي توحي بالارتقاء، فإنه ليس من قبيل المبالغة لو أنني قلت إن الشعور بالدهشة يتيح لك؛ وإن كان على نحو تخيّلي بأن ينزاح عقلك للأعلى معبّرا عن شعوره بالاندهاش، فيكون هناك متسع ومزيد من الفراغ، والذي يحفزك أن تملأه بالإجابات عن تلك الأسئلة التي تأتي الدهشة متبوعة بها، فالدهشة تخلق في عقلك الفراغات التي تحفزك أن تملأها بالمعرفة، ولتكون الدهشة هي الصيغة الجمالية للعلم، وما إن تحل دهشة جديدة حتى تبني متّسعا من الفراغ لتنتقل إلى مرحلة تعلم أخرى.
يُقاس مقدار الدهشة بمدى ما تولّده لديك من فضول للمعرفة، وإن كانت المعارف المكتسبة كقطع فسيفساء صغيرة، فإن الدهشة هي ما تربط بينها، وكما يقول الكاتب إي.بي.وايت: " أطلع دوما على ما هو مدهش"، لأقول آخرا: أنا هنا لأدهشك عبر لحن عقل يغنّي، لأن الدهشة هي ترياق العقل الأول.