* ابتهاج الحارثي: كنت أفضل قراءة روايات مصرية للجيب على قراءة مقالات أبي
* لبيد العامري: منذ رحيله أهرب سريعًا من كل ما كتبه أبي
* منيرة العامري: أقرأ له وأحب شعره وأحفظه
* إبراهيم الطيب: إذا قرأت لها سأظل أسأل نفسي: هل كتابة أمي جيدة؟!
في مقابلة مع "مولي" ابنة الكاتبة والشاعرة الأمريكية إيريكا يونغ، سُئلت في المقابلة ما إذا كانت تقرأ أيا من كتب والدتها، فقالت: "لا أقرأ أيا من كتب أمي لأنها تخيفني حقا"، وهنا أعدنا توجيه السؤال إلى أبناء وبنات مجموعة من الكتاب العمانيين، وهم: ابتهاج محمد الحارثي، ولبيد مبارك العامري، وإبراهيم الطيب الحارثي، ومنيرة ذياب العامري، وسألناهم: هل تقرأ كتب والدك/والدتك؟ هل تعجبك؟ ولماذا؟ وكيف تشعر حين تقرأ له/لها؟).
الشعور بالحنين
قالت إبتهاج محمد الحارثي أنها تقرأ كتب والدها‘ ولكن: "لم أكن حريصة على ذلك في صغري، تطلب الموضوع فترة من الوقت ونضجًا لأفهمها، أتذكر أنني كنت أفضل قراءة روايات مصرية للجيب على قراءة مقالات أبي التي كان يحرص على أن يريها لي أسبوعيًا وكان هذا يحزنه، بعد أن كبرت واتسع أفقي في تشكيلة الكتب التي أقرأها، أدركت أهمية ما يكتبه أبي ومكانه وسط عالم الكتب الجميل.
وأضافت: "تعجبني كتبه، ولكن ما يعجبني تغير. في حياته كنت أحب كتب الرحلات لما فيها مغامرة وسرد قصصي أكثر، ولكني الآن أميل أكثر لقراءة أشعاره لأن جمال لغتها وصدقها تصلني به وبروحه، أجد روحه الحقيقية، وما لا يقال دائمًا سردًا مخبأ في ثنايا الحروف، حيث تكون قراءتها عملية بحث لا تنتهي عما تعنيه وقد تعنيه وما كانت تعني له".
وواصلت: "تطلب الموضوع وقتًا لأستطيع أن أعيد قراءة كتبه بعد وفاته؛ حاليًا كتبه تشعرني بالحنين ولا أظن أنني سأصل لمرحلة من التجرد تسمح لي بفصل المكتوب عن الكاتب".
القراءة بين زمنين
وسرد لبيد مبارك العامري بقوله: "حينما كان أبي لا يزال في حياتنا، كنت أقرأ بحب وشغف كل أعماله وأستمتع في إعادة قراءتها، كيف لا وأنا أحفظ العديد من قصائده عن ظهر قلب وأستدعيها وأسترشد بها في دروب حياتي، فيشعرني ذلك بفخر وسعادة، ليس فقط لأنه أبي قدر ما هي لملمة لتجربة إبداعية كبيرة ومدهشة لا ينضب نهر إبداعها، حتى أخالني من شدة ما أُعجبت وتماهيتُ مع أعماله، تأثرت بها كثيرا ما انعكس ذلك على بعض كتاباتي القديمة. لكن ومنذ رحيله عن عالمنا، ولسبب ما قد يعود لتكويني، أو لخلقة بشرية على وجه عام، أهرب سريعًا من كل ما كتبه أبي، أو دعني أقول من كل ما يخص أبي ويذكرني به. أنا أتحمل ذلك إن كان ذلك تقصيرًا مني، لكن ما إن تتلقف يدي نصًا أو قصيدة أو حتى صورة أو مقطع فيديو يظهر فيه أبي حتى تعصف بي الذكريات الجميلة، وتقلب حالتي رأسا على عقب، وتطوح بي في غور بئر كئيبة، في حين تتقاطر الدموع من سحابة الحنين كمزراب".
وأضاف: "كل نص كتبه أبي ارتبط معي بذاكرة زمانية ومكانية كان حضور أبي هو جوهرها وأساسها، فلم أعد أقوى اليوم على فصل هذا الجوهر والأساس من كل نص وقصيدة له. فأعمال أبي، اللصيقة بروحه، غدت مبرمجة في قلبي وكياني وخيالي أكثر من كونها مادة للقراءة، تلك القراءة التي تعيد للذكريات سلطتها وسطوتها".
ذاكرة الشعر
"بالطبع أقرأ لوالدي" قالت منيرة ذياب صخر العامري، وتابعت: "وأحب كتاباته الشعرية وأحفظها أيض. تعجبني أشعاره وتغزله في الوطن، ولكن الشعر الذي يكتبه عن الأمة العربية يشعرني بالفخر والاعتزاز والانتماء، لأنه لطالما غرس فينا معنى العروبة والاهتمام بقضايا الأمة العربية والإسلامية مثل قصيدته (غزية الأمة)."
وأضافت: "لأبي دواوين شعر كثيرة عن الحب والغزل وعن الوطن وأحبها إلي ديوان (مرفأ الحب) 'الذي كانت فيه القصيدة التي ألقاها في العيد الوطني المجيد بحضور السلطان قابوس –طيب الله ثراه- وأذكر عندما كنت طالبة في المرحلة الثانوية كنا ندرس قصيدته "الفارس القادم " وأذكر جيدا ذلك الشعور الجميل الذي راودني عندما طلبت مني المعلمة أن أتحدث عن السيرة الذاتية لوالدي وقالت "اليوم توجد بيننا ابنة الشاعر الذي سندرس قصيدته ونطلب إليها أن تتحدث عنه". والدي مصدر فخر لي وأشعر بكل معنى التباهي حين أقرأ مقالاته وشعره في وسائل التواصل المختلفه وفي المجلات العربية كالقدس العربي وغيرها".
الاحتفاظ بالصورة الجميلة
أما ابن الأربعة عشر ربيعا إبراهيم الطيب الحارثي فكان له رأيه المختلف، فقال: "لا أقرأ كتب أمي. أظن أنني لو قرأت كتب أمي لن تتكون لدي نفس الرؤية ووجهة النظر التي من الممكن أن تتشكل عند قراءتي لأي كتاب آخر، لأن كل سطر وكل كلمة فيه تذكرني أن هذا كتاب أمي. وأشعر أن هذا سيفسد تقييمي للكتاب نفسه، ولن أستطيع تقييمه بمعزل عن كاتبته التي هي أمي، وسأظل أسأل نفسي: هل كتابة أمي جيدة؟!"
وأضاف: "من وجهة نظر شخصية لا أريد أن أقرأ كتبها لأني أريد أن أحتفظ بالصورة الجميلة لما يقال عن هذه الكتب. وأريد الاحتفاظ بشعوري بالفخر لفوز كتبها، وقد تفسد قراءتي لكتبها هذه الصورة الجميلة".
في روايتها (حرير الغزالة)، وأثناء كتابتها للمسودة، كانت ترسل بعض الفصول لأختها، وتسألها عما تعتقده بشأن ما أرسلته، فكنت أرغب أن ترسل لي أيضا، وقرأت بعض المقتطفات قبل إرسالها للنشر، وكنت أفكر أني أستطيع اقتراح أفكار تطور من الكتاب، أذكر أني اقترحت على أمي تغيير العنوان السابق قبل أن تستقر على "حرير الغزالة" لأني لم أشعر أن العنوان السابق يعطي الكتاب أهميته التي يستحق."
وتابع: "عندما كنت صغيرا قرأت القليل من (نارنجة)، لكني لم أكن أفهم المكتوب بشكل جيد، ولهذا لم تعجبني الرواية. وبالمناسبة، كتبت أمي قصصا للأطفال قرأتها كلها، وأحب قصتها (عش للعصافير) لأنني الشخصية الرئيسية فيها.
صحيح أني لم أقرأ كتب أمي، لكن ما قرأته من مقتطفات من حرير الغزالة أوحى لي أنها رواية ممتازة."
* لبيد العامري: منذ رحيله أهرب سريعًا من كل ما كتبه أبي
* منيرة العامري: أقرأ له وأحب شعره وأحفظه
* إبراهيم الطيب: إذا قرأت لها سأظل أسأل نفسي: هل كتابة أمي جيدة؟!
في مقابلة مع "مولي" ابنة الكاتبة والشاعرة الأمريكية إيريكا يونغ، سُئلت في المقابلة ما إذا كانت تقرأ أيا من كتب والدتها، فقالت: "لا أقرأ أيا من كتب أمي لأنها تخيفني حقا"، وهنا أعدنا توجيه السؤال إلى أبناء وبنات مجموعة من الكتاب العمانيين، وهم: ابتهاج محمد الحارثي، ولبيد مبارك العامري، وإبراهيم الطيب الحارثي، ومنيرة ذياب العامري، وسألناهم: هل تقرأ كتب والدك/والدتك؟ هل تعجبك؟ ولماذا؟ وكيف تشعر حين تقرأ له/لها؟).
الشعور بالحنين
قالت إبتهاج محمد الحارثي أنها تقرأ كتب والدها‘ ولكن: "لم أكن حريصة على ذلك في صغري، تطلب الموضوع فترة من الوقت ونضجًا لأفهمها، أتذكر أنني كنت أفضل قراءة روايات مصرية للجيب على قراءة مقالات أبي التي كان يحرص على أن يريها لي أسبوعيًا وكان هذا يحزنه، بعد أن كبرت واتسع أفقي في تشكيلة الكتب التي أقرأها، أدركت أهمية ما يكتبه أبي ومكانه وسط عالم الكتب الجميل.
وأضافت: "تعجبني كتبه، ولكن ما يعجبني تغير. في حياته كنت أحب كتب الرحلات لما فيها مغامرة وسرد قصصي أكثر، ولكني الآن أميل أكثر لقراءة أشعاره لأن جمال لغتها وصدقها تصلني به وبروحه، أجد روحه الحقيقية، وما لا يقال دائمًا سردًا مخبأ في ثنايا الحروف، حيث تكون قراءتها عملية بحث لا تنتهي عما تعنيه وقد تعنيه وما كانت تعني له".
وواصلت: "تطلب الموضوع وقتًا لأستطيع أن أعيد قراءة كتبه بعد وفاته؛ حاليًا كتبه تشعرني بالحنين ولا أظن أنني سأصل لمرحلة من التجرد تسمح لي بفصل المكتوب عن الكاتب".
القراءة بين زمنين
وسرد لبيد مبارك العامري بقوله: "حينما كان أبي لا يزال في حياتنا، كنت أقرأ بحب وشغف كل أعماله وأستمتع في إعادة قراءتها، كيف لا وأنا أحفظ العديد من قصائده عن ظهر قلب وأستدعيها وأسترشد بها في دروب حياتي، فيشعرني ذلك بفخر وسعادة، ليس فقط لأنه أبي قدر ما هي لملمة لتجربة إبداعية كبيرة ومدهشة لا ينضب نهر إبداعها، حتى أخالني من شدة ما أُعجبت وتماهيتُ مع أعماله، تأثرت بها كثيرا ما انعكس ذلك على بعض كتاباتي القديمة. لكن ومنذ رحيله عن عالمنا، ولسبب ما قد يعود لتكويني، أو لخلقة بشرية على وجه عام، أهرب سريعًا من كل ما كتبه أبي، أو دعني أقول من كل ما يخص أبي ويذكرني به. أنا أتحمل ذلك إن كان ذلك تقصيرًا مني، لكن ما إن تتلقف يدي نصًا أو قصيدة أو حتى صورة أو مقطع فيديو يظهر فيه أبي حتى تعصف بي الذكريات الجميلة، وتقلب حالتي رأسا على عقب، وتطوح بي في غور بئر كئيبة، في حين تتقاطر الدموع من سحابة الحنين كمزراب".
وأضاف: "كل نص كتبه أبي ارتبط معي بذاكرة زمانية ومكانية كان حضور أبي هو جوهرها وأساسها، فلم أعد أقوى اليوم على فصل هذا الجوهر والأساس من كل نص وقصيدة له. فأعمال أبي، اللصيقة بروحه، غدت مبرمجة في قلبي وكياني وخيالي أكثر من كونها مادة للقراءة، تلك القراءة التي تعيد للذكريات سلطتها وسطوتها".
ذاكرة الشعر
"بالطبع أقرأ لوالدي" قالت منيرة ذياب صخر العامري، وتابعت: "وأحب كتاباته الشعرية وأحفظها أيض. تعجبني أشعاره وتغزله في الوطن، ولكن الشعر الذي يكتبه عن الأمة العربية يشعرني بالفخر والاعتزاز والانتماء، لأنه لطالما غرس فينا معنى العروبة والاهتمام بقضايا الأمة العربية والإسلامية مثل قصيدته (غزية الأمة)."
وأضافت: "لأبي دواوين شعر كثيرة عن الحب والغزل وعن الوطن وأحبها إلي ديوان (مرفأ الحب) 'الذي كانت فيه القصيدة التي ألقاها في العيد الوطني المجيد بحضور السلطان قابوس –طيب الله ثراه- وأذكر عندما كنت طالبة في المرحلة الثانوية كنا ندرس قصيدته "الفارس القادم " وأذكر جيدا ذلك الشعور الجميل الذي راودني عندما طلبت مني المعلمة أن أتحدث عن السيرة الذاتية لوالدي وقالت "اليوم توجد بيننا ابنة الشاعر الذي سندرس قصيدته ونطلب إليها أن تتحدث عنه". والدي مصدر فخر لي وأشعر بكل معنى التباهي حين أقرأ مقالاته وشعره في وسائل التواصل المختلفه وفي المجلات العربية كالقدس العربي وغيرها".
الاحتفاظ بالصورة الجميلة
أما ابن الأربعة عشر ربيعا إبراهيم الطيب الحارثي فكان له رأيه المختلف، فقال: "لا أقرأ كتب أمي. أظن أنني لو قرأت كتب أمي لن تتكون لدي نفس الرؤية ووجهة النظر التي من الممكن أن تتشكل عند قراءتي لأي كتاب آخر، لأن كل سطر وكل كلمة فيه تذكرني أن هذا كتاب أمي. وأشعر أن هذا سيفسد تقييمي للكتاب نفسه، ولن أستطيع تقييمه بمعزل عن كاتبته التي هي أمي، وسأظل أسأل نفسي: هل كتابة أمي جيدة؟!"
وأضاف: "من وجهة نظر شخصية لا أريد أن أقرأ كتبها لأني أريد أن أحتفظ بالصورة الجميلة لما يقال عن هذه الكتب. وأريد الاحتفاظ بشعوري بالفخر لفوز كتبها، وقد تفسد قراءتي لكتبها هذه الصورة الجميلة".
في روايتها (حرير الغزالة)، وأثناء كتابتها للمسودة، كانت ترسل بعض الفصول لأختها، وتسألها عما تعتقده بشأن ما أرسلته، فكنت أرغب أن ترسل لي أيضا، وقرأت بعض المقتطفات قبل إرسالها للنشر، وكنت أفكر أني أستطيع اقتراح أفكار تطور من الكتاب، أذكر أني اقترحت على أمي تغيير العنوان السابق قبل أن تستقر على "حرير الغزالة" لأني لم أشعر أن العنوان السابق يعطي الكتاب أهميته التي يستحق."
وتابع: "عندما كنت صغيرا قرأت القليل من (نارنجة)، لكني لم أكن أفهم المكتوب بشكل جيد، ولهذا لم تعجبني الرواية. وبالمناسبة، كتبت أمي قصصا للأطفال قرأتها كلها، وأحب قصتها (عش للعصافير) لأنني الشخصية الرئيسية فيها.
صحيح أني لم أقرأ كتب أمي، لكن ما قرأته من مقتطفات من حرير الغزالة أوحى لي أنها رواية ممتازة."