ليست هذه المرة الأولى التي يتحدث فيها حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم- حفظه الله ورعاه- عن موضوع قيم المجتمع وأخلاقه، ودور الأسر في تنشئة أبنائها على القيم العمانية الأصيلة المستمدة من الدين الإسلامي الحنيف، إنه أحد أهم شواغله -حفظه الله- ليس بوصفه مجرد قائد سياسي ومصلح اقتصادي فحسب، بل لأنه- أعزه الله- قبل ذلك كله قائد أخلاقي حضاري معني ببناء المجتمع والإنسان. والقيادة الأخلاقية الحضارية أشمل بكثير من القيادة السياسية، وما أحوج الدول في العالم أجمع إلى هذا القائد المدرك والواعي لأهمية بناء المجتمعات وصون جوهرها الأخلاقي، وهذا هو الذي يصنع قوة المجتمع وصلابته وتماسكه أمام كل التحديات التي قد تواجهه عبر مسيرة التاريخ التي لا تتوقف.
وقد طرق حديث عاهل البلاد المفدى أمس في اجتماع مجلس الوزراء ناقوس الخطر في لحظة تاريخية مفصلية في تاريخ الحضارة الإنسانية، وهو حديث يأتي من قمة الهرم وليس من قاعدته كما جرت العادة، وهذا يجعل الجميع يستشعرون حجم الخطر وتأثيره، وأيضا، حجم المسؤولية الملقاة على عاتقهم.
إن بعض الحضارات، التي لا تخفى عن أحد اليوم، تحاول بشتى الطرق التقليدية والحديثة نشر مفاهيم وسلوكيات عقيمة هدفها ضرب قيم الحضارات الأخرى، خصوصا الحضارة العربية الإسلامية إضافة إلى الحضارات الشرقية الأخرى التي ما زالت متمسكة بتقاليدها وجوهرها الأخلاقي والحضاري، فيضيرها تمسك المجتمعات الأخرى بقيمها وتماسكها من الداخل، لذلك تعمل على ضرب كل ذلك مستخدمة شعارات برّاقة، انكشف أمام الجميع زيفها، بعد أن فُرّغت من حقيقتها، مثل حقوق الإنسان، وحرية الفرد... إلخ. وفي الحقيقة فإن هذه الحضارات التي تدعي تلقين الآخرين ليست في موقع يسمح لها أن تكون أنموذجا لهم، فقد كشفت التجارب عوراتها حتى في موضوع حقوق الإنسان الذي تتغنّى أنها خير من يحترمه ويمثله ويجسده. وهذا الكشف لم يعد واضحا أمامنا في العالم العربي والإسلامي فحسب، وإنما بدا يعيه حتى مواطني تلك الحضارات ومفكريها رغم ما يبدو في الظاهر من قبول مجتمعي لـ«موضاتها» المختلفة.
على أنّ مسار هذه الدعوات والتوجهات تكشّف في أحيان كثيرة عن مصالح فردية وحزبية حينما يستخدم بعض السياسيين وبعض الأحزاب في دول بعينها هذه القضايا من أجل أهداف انتخابية قصيرة المدى، دون تقدير لأي ثوابت أخلاقية وحضارية تتجاوز السياسة وعالمها المتغير.
إن المنظمات الخليجية والعربية والإسلامية «مثل مجلس التعاون الخليجي وجامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي» مطالبة اليوم أن تلتفت لحديث صاحب الجلالة المعظم، وتشكل حوائط صد منيعة أمام الهجمة الغربية؛ لحماية قيم الحضارة العربية الإسلامية. ويتطلب هذا الجهد أولًا الوعي بحقيقة ما يحدث وخلفياته ومآربه، ما خفي منها وما ظهر. وما تعرضت له دولة قطر الشقيقة مؤخرًا من محاولات مدروسة لاستغلال حدث ضخم بحجم كأس العالم لتمرير أجندات خبيثة هدفها ضرب المبادئ والقيم العربية، بل الإنسانية، الأصيلة أنموذج مهم لفهم حقيقي لما يجري وأبعاده الواسعة.
لكنّ حماية ثقافتنا الأصيلة وقيمنا هي مسؤولية جماعية تبدأ من الفرد إلى المؤسسات، ومن بين أكثر مؤسسات المجتمع مسؤولية لتقوم بهذا الدور هي مؤسسة الأسرة، والمؤسسة التعليمية والمؤسسة الإعلامية والمؤسسة الدينية ومؤسسات المجتمع المدني.
إن صناعة الوعي المستنير في العالم العربي من شأنها أن تحافظ على تماسك مجتمعاتنا وقوتها أمام توجهات الآخر التي تهدف- فيما تهدف إليه - إلى ضرب هذا التماسك ونسف القيم والأخلاق. وهذا الوعي من شأنه، أيضا، أن يجعلنا منتبهين إلى التوجهات التي تتخفى خلف شعارات براقة مغرية فيما هي تهدف في واقع الأمر إلى تخريب قيمنا وتفتيت مجتمعاتنا، وضرب البناء الحضاري والأخلاقي.
ويتبدّى هنا الدور الملقى على عاتق المثقفين والمفكرين وعلماء الدين وغيرهم من النخب الاجتماعية في حماية المجتمع، وفي بناء منظومات فكرية تشكل أرضية صلبة تنطلق فيها المجتمعات للمستقبل الواعد في شتى مناحي الحضارة.
وقد طرق حديث عاهل البلاد المفدى أمس في اجتماع مجلس الوزراء ناقوس الخطر في لحظة تاريخية مفصلية في تاريخ الحضارة الإنسانية، وهو حديث يأتي من قمة الهرم وليس من قاعدته كما جرت العادة، وهذا يجعل الجميع يستشعرون حجم الخطر وتأثيره، وأيضا، حجم المسؤولية الملقاة على عاتقهم.
إن بعض الحضارات، التي لا تخفى عن أحد اليوم، تحاول بشتى الطرق التقليدية والحديثة نشر مفاهيم وسلوكيات عقيمة هدفها ضرب قيم الحضارات الأخرى، خصوصا الحضارة العربية الإسلامية إضافة إلى الحضارات الشرقية الأخرى التي ما زالت متمسكة بتقاليدها وجوهرها الأخلاقي والحضاري، فيضيرها تمسك المجتمعات الأخرى بقيمها وتماسكها من الداخل، لذلك تعمل على ضرب كل ذلك مستخدمة شعارات برّاقة، انكشف أمام الجميع زيفها، بعد أن فُرّغت من حقيقتها، مثل حقوق الإنسان، وحرية الفرد... إلخ. وفي الحقيقة فإن هذه الحضارات التي تدعي تلقين الآخرين ليست في موقع يسمح لها أن تكون أنموذجا لهم، فقد كشفت التجارب عوراتها حتى في موضوع حقوق الإنسان الذي تتغنّى أنها خير من يحترمه ويمثله ويجسده. وهذا الكشف لم يعد واضحا أمامنا في العالم العربي والإسلامي فحسب، وإنما بدا يعيه حتى مواطني تلك الحضارات ومفكريها رغم ما يبدو في الظاهر من قبول مجتمعي لـ«موضاتها» المختلفة.
على أنّ مسار هذه الدعوات والتوجهات تكشّف في أحيان كثيرة عن مصالح فردية وحزبية حينما يستخدم بعض السياسيين وبعض الأحزاب في دول بعينها هذه القضايا من أجل أهداف انتخابية قصيرة المدى، دون تقدير لأي ثوابت أخلاقية وحضارية تتجاوز السياسة وعالمها المتغير.
إن المنظمات الخليجية والعربية والإسلامية «مثل مجلس التعاون الخليجي وجامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي» مطالبة اليوم أن تلتفت لحديث صاحب الجلالة المعظم، وتشكل حوائط صد منيعة أمام الهجمة الغربية؛ لحماية قيم الحضارة العربية الإسلامية. ويتطلب هذا الجهد أولًا الوعي بحقيقة ما يحدث وخلفياته ومآربه، ما خفي منها وما ظهر. وما تعرضت له دولة قطر الشقيقة مؤخرًا من محاولات مدروسة لاستغلال حدث ضخم بحجم كأس العالم لتمرير أجندات خبيثة هدفها ضرب المبادئ والقيم العربية، بل الإنسانية، الأصيلة أنموذج مهم لفهم حقيقي لما يجري وأبعاده الواسعة.
لكنّ حماية ثقافتنا الأصيلة وقيمنا هي مسؤولية جماعية تبدأ من الفرد إلى المؤسسات، ومن بين أكثر مؤسسات المجتمع مسؤولية لتقوم بهذا الدور هي مؤسسة الأسرة، والمؤسسة التعليمية والمؤسسة الإعلامية والمؤسسة الدينية ومؤسسات المجتمع المدني.
إن صناعة الوعي المستنير في العالم العربي من شأنها أن تحافظ على تماسك مجتمعاتنا وقوتها أمام توجهات الآخر التي تهدف- فيما تهدف إليه - إلى ضرب هذا التماسك ونسف القيم والأخلاق. وهذا الوعي من شأنه، أيضا، أن يجعلنا منتبهين إلى التوجهات التي تتخفى خلف شعارات براقة مغرية فيما هي تهدف في واقع الأمر إلى تخريب قيمنا وتفتيت مجتمعاتنا، وضرب البناء الحضاري والأخلاقي.
ويتبدّى هنا الدور الملقى على عاتق المثقفين والمفكرين وعلماء الدين وغيرهم من النخب الاجتماعية في حماية المجتمع، وفي بناء منظومات فكرية تشكل أرضية صلبة تنطلق فيها المجتمعات للمستقبل الواعد في شتى مناحي الحضارة.