من يتابع أحداث كأس العالم عبر الشاشة فهو لا يتابع إلا جزءا بسيطا من الحدث العالمي الأضخم، لا يتابع إلا المباريات التي تنتهي بنهاية صافرة الحكم بعد 90 دقيقة والتي قد تفرح البعض وتحزن البعض الآخر، ولكنّ كأس العالم حدث أضخم من ذلك بكثير ويمكن للإنسان أن يعيشه في المكان الذي ينظم فيه، يعيشه في ما يرى ويسمع ويرصد ويتأمل، يعيشه في وجوه الناس التي تأتي ومعها ثقافتها وأفكارها، ومعها عنفها وتسامحها وطريقة فرحها عندما تفوز وطريقه حزنها وعنفها عندما تخسر.
ومن يعتقد أن كأس العالم لم يختلط بالسياسة في يوم من الأيام فهو وأهم أيضا، فلا يمكن أن يخلو أي حدث جماهيري في أي زمان ومكان عن السياسة وخطاباتها. والبلد الناجح الذي يستطيع أن يمرر خطاباته السياسية القُطرية أو القومية ضمن الحدث ومجرياته ودون أن يظهر أن تلك الخطابات هي المتن والمشهد الرياضي هو الهامش، أن يخرج الزائر وهو يحمل تجربة جديدة قد تساهم في رسم وعيه تجاه الأحداث التي مرت به أو التي سمع عنها وتصورها قبل وصوله للمكان ولكن دون سياق دعائي أو تبشيري فج.. لأن هذا السياق يكشف بسهولة أن الأمر لا يعدو أن يكون مجرد تصنّع لحظي.
وتنظيم كأس العالم في دولة قطر حدث مهم ليس لقطر فقط وإنما للعرب والمسلمين في هامشه قبل متنه إذا ما اعتبرنا أن المتن هو المباريات التي تُلعب في المستطيل الأخضر. والمتن سينتهي بفرحة واحدة للمنتخب الذي يحصل في اليوم الختامي على كأس العالم ثم يحلق به إلى بلده، لكن الهامش هنا هو ما سيعود به جميع من حضر إلى قطر أو قرأ مقالا أو تقريرا صحفيا أو شاهدا برنامجا تلفزيونيا أعد على هامش المونديال عما جرى ويجري. وأحد أهم تلك الهوامش الضخمة التي تحدث عنها العالم يتمثل في نجاح دولة قطر في تنظيم حدث بهذه الضخامة، وتستطيع فوق النجاح أن تبهر العالم أجمع بتجربة فريدة لم تتكرر رغم أن المونديال ما زال في منتصفه، وأهمية هذا الأمر تكمن في أن العالم بقي لسنوات طويلة يشكك في قدرة قطر على التنظيم بل إن البعض اعتقد أن ذلك من المستحيلات التي لا يمكن أن تتحقق أبدا!
ومن الهوامش المهمة أن العالم الذي كان يربط المسلمين بالتعصب وبالإرهاب وبالتخلف، أيضا، شاهد عن قرب عكس تلك الصورة النمطية التي رسمها الإعلام الغربي في رأسه ضمن الحرب الحضارية والثقافية ضد المسلمين. رأت الملايين من الجماهير التي تمثل العالم أجمع أن هذه البقعة من أرض المسلمين والتي تمثل جزءا من كل هو العالم الإسلامي، أرض طبيعية ببشر طبيعيين مثلها ومثلهم مثل بقية سكان البلاد على كوكبنا، بل هي أكثر حداثة بالمعنى التقني عن الكثير من المدن في عموم الغرب، وبالمعنى الأخلاقي هي نموذج قد لا يحلم به الغرب نفسه، وبكل المعاني وجد زوار كأس العالم حتى الآن ما أذهلهم وكشف لهم زيف الصورة النمطية التي رسمت لهم عن العرب وبلادهم عبر القرون الطويلة.
إن الكثير من النجاحات التي ستخرج بها البلاد العربية من التنظيم الجيد للمونديال فهو المساهمة في تغيير الصورة النمطية عن العرب والمسلمين بكل تجليات تلك الصورة القبيحة، إلى صورة تقدمية أكثر بكثير عن فكرة التقدم الذي يعيشه الغرب اليوم بشكل خاص.. والأمل أن ينعكس كل ذلك في دعم قضايا العرب والمسلمين العادلة التي بقيت طويلا بعيدة عن الدعم الجماهيري العالمي وعلى العرب أن يستغلوا كل ذلك فيما بقي من أيام المونديال لتستمر صورة العربي الحقيقية بأخلاقه ومبادئه مؤثرة على جماهير المونديال ومؤثرة في صناعة الحدث الذي يذهب كل يوم إلى ذروته من الإثارة والمتابعة.
ومن يعتقد أن كأس العالم لم يختلط بالسياسة في يوم من الأيام فهو وأهم أيضا، فلا يمكن أن يخلو أي حدث جماهيري في أي زمان ومكان عن السياسة وخطاباتها. والبلد الناجح الذي يستطيع أن يمرر خطاباته السياسية القُطرية أو القومية ضمن الحدث ومجرياته ودون أن يظهر أن تلك الخطابات هي المتن والمشهد الرياضي هو الهامش، أن يخرج الزائر وهو يحمل تجربة جديدة قد تساهم في رسم وعيه تجاه الأحداث التي مرت به أو التي سمع عنها وتصورها قبل وصوله للمكان ولكن دون سياق دعائي أو تبشيري فج.. لأن هذا السياق يكشف بسهولة أن الأمر لا يعدو أن يكون مجرد تصنّع لحظي.
وتنظيم كأس العالم في دولة قطر حدث مهم ليس لقطر فقط وإنما للعرب والمسلمين في هامشه قبل متنه إذا ما اعتبرنا أن المتن هو المباريات التي تُلعب في المستطيل الأخضر. والمتن سينتهي بفرحة واحدة للمنتخب الذي يحصل في اليوم الختامي على كأس العالم ثم يحلق به إلى بلده، لكن الهامش هنا هو ما سيعود به جميع من حضر إلى قطر أو قرأ مقالا أو تقريرا صحفيا أو شاهدا برنامجا تلفزيونيا أعد على هامش المونديال عما جرى ويجري. وأحد أهم تلك الهوامش الضخمة التي تحدث عنها العالم يتمثل في نجاح دولة قطر في تنظيم حدث بهذه الضخامة، وتستطيع فوق النجاح أن تبهر العالم أجمع بتجربة فريدة لم تتكرر رغم أن المونديال ما زال في منتصفه، وأهمية هذا الأمر تكمن في أن العالم بقي لسنوات طويلة يشكك في قدرة قطر على التنظيم بل إن البعض اعتقد أن ذلك من المستحيلات التي لا يمكن أن تتحقق أبدا!
ومن الهوامش المهمة أن العالم الذي كان يربط المسلمين بالتعصب وبالإرهاب وبالتخلف، أيضا، شاهد عن قرب عكس تلك الصورة النمطية التي رسمها الإعلام الغربي في رأسه ضمن الحرب الحضارية والثقافية ضد المسلمين. رأت الملايين من الجماهير التي تمثل العالم أجمع أن هذه البقعة من أرض المسلمين والتي تمثل جزءا من كل هو العالم الإسلامي، أرض طبيعية ببشر طبيعيين مثلها ومثلهم مثل بقية سكان البلاد على كوكبنا، بل هي أكثر حداثة بالمعنى التقني عن الكثير من المدن في عموم الغرب، وبالمعنى الأخلاقي هي نموذج قد لا يحلم به الغرب نفسه، وبكل المعاني وجد زوار كأس العالم حتى الآن ما أذهلهم وكشف لهم زيف الصورة النمطية التي رسمت لهم عن العرب وبلادهم عبر القرون الطويلة.
إن الكثير من النجاحات التي ستخرج بها البلاد العربية من التنظيم الجيد للمونديال فهو المساهمة في تغيير الصورة النمطية عن العرب والمسلمين بكل تجليات تلك الصورة القبيحة، إلى صورة تقدمية أكثر بكثير عن فكرة التقدم الذي يعيشه الغرب اليوم بشكل خاص.. والأمل أن ينعكس كل ذلك في دعم قضايا العرب والمسلمين العادلة التي بقيت طويلا بعيدة عن الدعم الجماهيري العالمي وعلى العرب أن يستغلوا كل ذلك فيما بقي من أيام المونديال لتستمر صورة العربي الحقيقية بأخلاقه ومبادئه مؤثرة على جماهير المونديال ومؤثرة في صناعة الحدث الذي يذهب كل يوم إلى ذروته من الإثارة والمتابعة.