تعيش الحضارة الغربية اليوم ذروة مأزقها التاريخي المتمثل في الجانب الأخلاقي الذي طالما واجهت بسببه الحضارة الغربية الكثير من النقد، حيث اتهمت على الدوام بازدواجية المعايير في تعاملها مع الجوانب الأخلاقية وبُعد جوهر حضارتها عن الجوانب الروحية، والبون الشاسع بين ما يقدمه الخطاب الغربي في الجانب الأخلاقي وبين الممارسة الفعلية التي تجلت أبشع صورها خلال فترات الاستعمار الغربي للعالم العربي ولأفريقيا وحتى لأمريكا نفسها، وما زالت هذه الممارسات مستمرة إلى اليوم رغم التقدم الغربي في الكثير من الجوانب الأخرى ورغم القوانين التي يفترض أنها أساس النظام العالمي الحالي. يقول المفكر الجزائري مالك بن نبي «السياسة من غير أخلاق ما هي إلا خراب الأمة» وقد مارس الغرب السياسية في الدول المستعمرة بعيدا عن أي مستوى من المستويات الأخلاقية ولا حتى تلك القيم التي ألزم الغرب نفسه بها.
ولم يستطع الغرب تجاوز هذا المأزق رغم التقدم العلمي والتكنولوجي والنظام السياسي الذي أفرزته هذه الحضارة في الكثير من مراحل تطورها، إلا أن الجانب الأخلاقي بقي شرخا يتسع مع مرور الوقت، حتى باتت القيم التي يعليها الغرب قيما مادية إنتاجية، ورغم أهمية هذه القيم فإن تفريغها من الجانب الروحي الأخلاقي جعلها قيما تفقد الإنسان إنسانيته وتجعله مساويا للآلة الصماء.
ورغم الضجيج الذي يحدثه الغرب بمناسبة أو دون مناسبة حول موضوع حقوق الإنسان إلا أن ذلك الضجيج يبقى وظيفيا وليس من أجل قيمة الإنسان المطلقة، وإلا فإن الإنسان الغربي نفسه يفقد قيمته في الثقافة الغربية كلما ابتعد عن المنظومة المركزية، المنظومة السياسية أو المنظومة الاقتصادية الإنتاجية، وإذا فقد الإنسان انتماءه المنظومي فقد قيمته تماما.
وبلغ الغرب ذروة مأزقه الأخلاقي في الدعوة المستعرة هذه الأيام للمثلية الجنسية التي يريد فرضها على العالم، رغم أن كل القيم الإنسانية والدينية ترفضها تماما. فتبني الغرب لهذه القيم خرج عن مسار الخيار الشخصي الفردي إلى الإلزام حيث يدعي الغرب أنه يعلي من شأن الحرية الفردية والخيار الشخصي، فمن ينكر هذا الخيار ينكر شيئا من الحضارة بالضرورة وفق الرؤية الغربية الجديدة، وتعدى الأمر إلى توظيف المليارات لإعداد أجيال تؤمن إيمانا مطلقا بهذا الحق.
ورغم أن هذا المسار من شأنه أن يضعف الغرب مع الوقت ويشظيه تماما إلا أن على الدول العربية والإسلامية وتلك الباقية على الفطرة الإنسانية والمحتمية بالأخلاق أن تقف سدا منيعا ضد هذه الحملات المسعورة ولا تسمح لها أن تتحول إلى «موضة» العصر مهما كان الأمر. وهذا من شأنه أن يدعونا إلى طرح سؤال الأخلاق مرة أخرى في مجتمعاتنا.. وهذا السؤال ناتج عن تحولات كبيرة حدثت في مجتمعاتنا العربية والإسلامية نتيجة تأثرها وتفاعلها مع منتجات الحضارة الغربية التي لا تأتي بمعزل عن قيم المنتج.
وحماية القيم والأخلاق الإنسانية تحتاج إلى عمل ضخم ومؤسسي اليوم، فقد تشظى كل شيء أمام المد الثقافي الغربي المدروس والمخطط له بعناية وبفهم دقيق لنا أكثر مما نفهم به أنفسنا.
ولم يستطع الغرب تجاوز هذا المأزق رغم التقدم العلمي والتكنولوجي والنظام السياسي الذي أفرزته هذه الحضارة في الكثير من مراحل تطورها، إلا أن الجانب الأخلاقي بقي شرخا يتسع مع مرور الوقت، حتى باتت القيم التي يعليها الغرب قيما مادية إنتاجية، ورغم أهمية هذه القيم فإن تفريغها من الجانب الروحي الأخلاقي جعلها قيما تفقد الإنسان إنسانيته وتجعله مساويا للآلة الصماء.
ورغم الضجيج الذي يحدثه الغرب بمناسبة أو دون مناسبة حول موضوع حقوق الإنسان إلا أن ذلك الضجيج يبقى وظيفيا وليس من أجل قيمة الإنسان المطلقة، وإلا فإن الإنسان الغربي نفسه يفقد قيمته في الثقافة الغربية كلما ابتعد عن المنظومة المركزية، المنظومة السياسية أو المنظومة الاقتصادية الإنتاجية، وإذا فقد الإنسان انتماءه المنظومي فقد قيمته تماما.
وبلغ الغرب ذروة مأزقه الأخلاقي في الدعوة المستعرة هذه الأيام للمثلية الجنسية التي يريد فرضها على العالم، رغم أن كل القيم الإنسانية والدينية ترفضها تماما. فتبني الغرب لهذه القيم خرج عن مسار الخيار الشخصي الفردي إلى الإلزام حيث يدعي الغرب أنه يعلي من شأن الحرية الفردية والخيار الشخصي، فمن ينكر هذا الخيار ينكر شيئا من الحضارة بالضرورة وفق الرؤية الغربية الجديدة، وتعدى الأمر إلى توظيف المليارات لإعداد أجيال تؤمن إيمانا مطلقا بهذا الحق.
ورغم أن هذا المسار من شأنه أن يضعف الغرب مع الوقت ويشظيه تماما إلا أن على الدول العربية والإسلامية وتلك الباقية على الفطرة الإنسانية والمحتمية بالأخلاق أن تقف سدا منيعا ضد هذه الحملات المسعورة ولا تسمح لها أن تتحول إلى «موضة» العصر مهما كان الأمر. وهذا من شأنه أن يدعونا إلى طرح سؤال الأخلاق مرة أخرى في مجتمعاتنا.. وهذا السؤال ناتج عن تحولات كبيرة حدثت في مجتمعاتنا العربية والإسلامية نتيجة تأثرها وتفاعلها مع منتجات الحضارة الغربية التي لا تأتي بمعزل عن قيم المنتج.
وحماية القيم والأخلاق الإنسانية تحتاج إلى عمل ضخم ومؤسسي اليوم، فقد تشظى كل شيء أمام المد الثقافي الغربي المدروس والمخطط له بعناية وبفهم دقيق لنا أكثر مما نفهم به أنفسنا.