أبحر على ظهر إحدى السفن كما نقل عن الكاتب الفرنسي فرانسوا رابلي، رجلان أحدهما يدعى "بانورج" والآخر تاجر أغنام جشع لا يعرف قلبه الرحمة يدعى "دندونو"، جاء بقطيع من الخرفان يريد بيعها، تشاجر الرجلان يوما فخطط "بانورج" للانتقام من التاجر الجشع، فقرر شراء أفضل خروف لديه بسعر عال جدا، وسط سعادة "دندنو".
في مشهد أثار الاستنكار، أمسك "بانورج" الخروف من قرنه وألقى به في البحر، لتصف بقية الخرفان خلفه في مشهد مهيب لتمارس دورها في القفز، أمام صدمة التاجر الجشع الذي باءت محاولاته في منع الخراف من القفز في الماء بالفشل، وفي محاولة يائسه منه أمسك بذيل إحدى الخرفان محاولا منعها من القفز، لكنها سحبته معها ليلقي حتفه مع قطيعه.
ومن هنا جاءت مقولة "خرفان بانورج" في فرنسا للتعبير عن الانسياق الأعمى وراء آراء الآخرين بدون إرادة أو وعي، وهي ما باتت أيضا تسمى بثقافة القطيع.
شبكات التواصل الاجتماعي اليوم باتت مسرحا لممارسة سياسة القطيع بدون تفكير، فما أن يتبنى أحدهم طريقة أو منهجا لجذب الانتباه، وجذب المتابعين حتى سار الجميع خلفه، مهما كان الثمن المدفوع الذي في الواقع لا يقدر بثمن، من كرامة الإنسان وأخلاقه وقيمه ومبادئه ودينه، فكلما زاد الإسفاف والتفاهة كلما زاد تبعا لذلك شهرة الشخص، وبالتالي إقبال الناس عليه، فتجد الشركات في ذلك فرصة عظيمة للتسويق لمنتجاتها وسلعها، فقد باتت سوق التفاهة أكبر وسيلة للتسويق في عصرنا الحالي.
نتبنى أيضا كثير من المعتقدات المنافية للشرع والفطرة الإنسانية أحيانا لأنها هي السائدة، ونعرض حياة ومستقبل أطفالنا للخطر مقابل حفنة ريالات، من خلال تعريض الطفل لمواقف محزنة ومخيفة من أجل المتاجرة بردة فعله البريئة، غير
مدركين أن هذه الهزات المتكررة ترسم وشما على شخصيته مدى الحياة، وتفقده ثقته في ما يمثل له مصدر الأمان وهم والديه، وهم يتخلون عنه في وسط شارع مزدحم بالناس، لتصوير ردة فعله، أو جذب لعبته المفضلة في لحظة اندماجه في اللعب، لعرض ردة فعله البريئة على متابعين مجهولين، لا يأبهون بنا، و سيمرون على تلك اللقطة سريعا، قد تضحكهم أو تبكيهم، لكنها مجرد لحظة.
نرى سياسة القطيع بشكل كبير جدا أيضا في سوق الأسهم، وفي المظاهرات، وفي عالم الموضة حيث ينجر الناس حول فكرة معينة دون التفكير في مدى صحتها، أو ملائمتها، لهذا تستخدم سياسة القطيع في تسيير الأفراد والتحكم في قراراتهم من قبل المنتجين والسياسيين على حد سواء.
ليس كل ما يسود عند الآخرين يصلح لنا، وليس كل ما ينتشر صائبا في عالم شبكات التدمير الاجتماعي.
في مشهد أثار الاستنكار، أمسك "بانورج" الخروف من قرنه وألقى به في البحر، لتصف بقية الخرفان خلفه في مشهد مهيب لتمارس دورها في القفز، أمام صدمة التاجر الجشع الذي باءت محاولاته في منع الخراف من القفز في الماء بالفشل، وفي محاولة يائسه منه أمسك بذيل إحدى الخرفان محاولا منعها من القفز، لكنها سحبته معها ليلقي حتفه مع قطيعه.
ومن هنا جاءت مقولة "خرفان بانورج" في فرنسا للتعبير عن الانسياق الأعمى وراء آراء الآخرين بدون إرادة أو وعي، وهي ما باتت أيضا تسمى بثقافة القطيع.
شبكات التواصل الاجتماعي اليوم باتت مسرحا لممارسة سياسة القطيع بدون تفكير، فما أن يتبنى أحدهم طريقة أو منهجا لجذب الانتباه، وجذب المتابعين حتى سار الجميع خلفه، مهما كان الثمن المدفوع الذي في الواقع لا يقدر بثمن، من كرامة الإنسان وأخلاقه وقيمه ومبادئه ودينه، فكلما زاد الإسفاف والتفاهة كلما زاد تبعا لذلك شهرة الشخص، وبالتالي إقبال الناس عليه، فتجد الشركات في ذلك فرصة عظيمة للتسويق لمنتجاتها وسلعها، فقد باتت سوق التفاهة أكبر وسيلة للتسويق في عصرنا الحالي.
نتبنى أيضا كثير من المعتقدات المنافية للشرع والفطرة الإنسانية أحيانا لأنها هي السائدة، ونعرض حياة ومستقبل أطفالنا للخطر مقابل حفنة ريالات، من خلال تعريض الطفل لمواقف محزنة ومخيفة من أجل المتاجرة بردة فعله البريئة، غير
مدركين أن هذه الهزات المتكررة ترسم وشما على شخصيته مدى الحياة، وتفقده ثقته في ما يمثل له مصدر الأمان وهم والديه، وهم يتخلون عنه في وسط شارع مزدحم بالناس، لتصوير ردة فعله، أو جذب لعبته المفضلة في لحظة اندماجه في اللعب، لعرض ردة فعله البريئة على متابعين مجهولين، لا يأبهون بنا، و سيمرون على تلك اللقطة سريعا، قد تضحكهم أو تبكيهم، لكنها مجرد لحظة.
نرى سياسة القطيع بشكل كبير جدا أيضا في سوق الأسهم، وفي المظاهرات، وفي عالم الموضة حيث ينجر الناس حول فكرة معينة دون التفكير في مدى صحتها، أو ملائمتها، لهذا تستخدم سياسة القطيع في تسيير الأفراد والتحكم في قراراتهم من قبل المنتجين والسياسيين على حد سواء.
ليس كل ما يسود عند الآخرين يصلح لنا، وليس كل ما ينتشر صائبا في عالم شبكات التدمير الاجتماعي.