هذا الكتاب في اعتقادي هو الأهم في تاريخ الموسيقى العُمانية قديما وحديثا، وممكن أن يكون كذلك مستقبلا. وفي مقالي هذا أسجل كل الاحترام والتقدير للدكتور يوسف شوقي مصطفى وفريق عمله من مركز عُمان للموسيقى التقليدية، ودائرة المطبوعات والنشر في وزارة الإعلام الذين أشرفوا على طباعة ونشر هذا المعجم الفريد من نوعه في مجال الموسيقى التقليدية، وهو حصيلة معرفية لعمل شاق استمر أكثر من خمس سنوات من 1984 إلى 1987 تاريخ وفاة مؤلف المعجم في مسقط. وفي هذا السياق جاء في الكلمة التقديرية لوزارة الإعلام "كان المشرف على هذا العمل الميداني والعلمي هو الأستاذ الدكتور يوسف شوقي مصطفى الذي توفاه الله بعد أن قام بإنجاز هذا المعجم".
وبطبيعة الحال ظل هذا المعجم دائما بحاجة إلى مراجعات وإضافات خاصة تلك التي جمعت فيما بعد، ولكن الأهم في اعتقادي هو العمل على تطويره وتحسينه شكلا ومضمونا، وتحويله من معجم إلى موسوعة محكّمة وشاملة للموسيقى التقليدية العُمانية تشمل إلى جانب المصطلحات وتعريفاتها، أنماط الموسيقى التقليدية العُمانية وآلاتها الموسيقية، ونصوصها الشعرية، وقوالبها الفنية اللحنية والإيقاعية مع الشروح التوضيحية اللازمة، وأرى أن الحاجة المعرفية اليوم لمثل هذا النوع من الكتب كبيرة للدارسين والممارسين.
إن فكرة إعداد المعجم كانت حسب رأي الدكتور شوقي استجابة لرغبات المشاركين في ندوة موسيقى عُمان التقليدية عام 1985، وفي هذا الشأن كتب في المقدمة أن "العديد من الأساتذة المشاركين في الندوة يستفسرون عن المصطلحات المستخدمة في موسيقى عُمان التقليدية".
من حيث الشكل يحتاج هذا المعجم إلى فهرس شامل لمحتوياته وهذا ما لم يتسنَّ للمؤلف تنفيذه قبل وفاته، والذين قاموا على تهيئة هذا الكتاب للنشر حافظوا على المسودة التي تركها المؤلف دون تعديل أو إضافات. من هنا ممكن أن يتم استكمال هذا المعجم بالتصحيح والإضافة والفهرسة حسب المنهج الذي عمل عليه المؤلف، ولخصه في مقدمته حيث جعل كل مصطلح مصحوبا بتفسير مناسب عن مضمونه "كل حسب طبيعته، فالمصطلح المنظور تصحبه صورة فوتوغرافية ملونة. والمصطلح الموسيقي المسموع يصحبه تدوين موسيقي لإيقاع أدائه ولحن غنائه. والمصطلح الشعري يصحبه نموذج من شعر ذلك المصطلح". وبناء عليه، كان ممكن أن يضم هذا المعجم عدة مجلدات، وهو على أهميته في الشكل الحالي يبدو كمسودة مشروع غير مكتمل.
إن أصعب تحدٍ واجه هذا المشروع إلى جانب جمع البيانات والمعلومات المختلفة بين المحافظات وأحيانا بين الولايات، هو تنويت الألحان والضروب الإيقاعية بالنوتة الموسيقية. والمتصفح لهذا المعجم سيلاحظ أن المؤلف واجهه هذا التحدي، ليس هذا وحسب بل ويستوجب على المشتغلين في هذا المجال أن تتحقق لهم المعرفة التامة نظريا على الأقل بالقوالب الفنية اللحنية والإيقاعية وأساليب أدائها. وأنا وزملائي الذين اشتغلنا في هذا المجال (على تواضع جهدنا) توصلنا في هذا السياق إلى نتيجة مهمة، وهي: إن أي تنويت للألحان والضروب الإيقاعية التقليدية لا يجب أن تكون بديلا عن التوثيق السمعي والمرئي، وإن أي عمل يستهدف توثيق الألحان التقليدية بالنوتة الموسيقية فقط سيكون عملا ناقصا ومشوّه للواقع ما لم يقترن بالتسجيل السمعي والمرئي. وهنا أسوق مثالا لتوضيح ذلك: حيث إنه لا يمكن أخذ نموذج واحد للرزحة ونأتي لنعممه كوثيقة وحيدة لهذا الفن الموسيقي، والسبب أن الرزحة ليست واحدة وهي مختلفة ومتنوعة تماما من محافظة إلى أخرى. وهكذا ينطبق الحال على بقية أنماط الموسيقى التقليدية، ذلك إن مهمة التوثيق المحافظة على هذا التنوع وخصوصياته الثقافية. وفي جميع الأحوال هناك فرق بين تدوين ألحان هذه الفنون بغرض التعليم أو التفسير أو الممارسة عنه لغرض التوثيق الذي تختلف معاييره، والمعجم أو الموسوعة الموسيقية المقترحة يجب أن تأخذ بمعيار التوثيق من وجهة نظري. فكل رزحة يجب أن تأخذ حظها من التوثيق بقالبها الفني اللحني والإيقاعي وأساليب أدائها وآلاتها الموسيقية ونصوصها الشعرية وأسماء أعلامها في كل محافظة وغير ذلك من بيانات. وسيكون كل تنويت موسيقي لألحانها عملا جامدا لن يكشف عن أساليب الأداء الفني الذي لا يتوفر غير بالمشاهدة المباشرة أو عبر التسجيلات السمعية والمرئية بصفة خاصة. وعلى هذا النحو يكون العمل على بقية الأنماط الموسيقية وخاصة المتنوعة القوالب والصيغ، مثل: الميدان، والليوا، والشرح وغيرها. إن أهمية اقتران الوثيقة السمعية والمرئية بالتنويت الموسيقي مسألة أساسية في هذا النوع من الموسيقى التي تؤدى بأسلوب ارتجالي أو شبه ارتجالي.
وبطبيعة الحال ظل هذا المعجم دائما بحاجة إلى مراجعات وإضافات خاصة تلك التي جمعت فيما بعد، ولكن الأهم في اعتقادي هو العمل على تطويره وتحسينه شكلا ومضمونا، وتحويله من معجم إلى موسوعة محكّمة وشاملة للموسيقى التقليدية العُمانية تشمل إلى جانب المصطلحات وتعريفاتها، أنماط الموسيقى التقليدية العُمانية وآلاتها الموسيقية، ونصوصها الشعرية، وقوالبها الفنية اللحنية والإيقاعية مع الشروح التوضيحية اللازمة، وأرى أن الحاجة المعرفية اليوم لمثل هذا النوع من الكتب كبيرة للدارسين والممارسين.
إن فكرة إعداد المعجم كانت حسب رأي الدكتور شوقي استجابة لرغبات المشاركين في ندوة موسيقى عُمان التقليدية عام 1985، وفي هذا الشأن كتب في المقدمة أن "العديد من الأساتذة المشاركين في الندوة يستفسرون عن المصطلحات المستخدمة في موسيقى عُمان التقليدية".
من حيث الشكل يحتاج هذا المعجم إلى فهرس شامل لمحتوياته وهذا ما لم يتسنَّ للمؤلف تنفيذه قبل وفاته، والذين قاموا على تهيئة هذا الكتاب للنشر حافظوا على المسودة التي تركها المؤلف دون تعديل أو إضافات. من هنا ممكن أن يتم استكمال هذا المعجم بالتصحيح والإضافة والفهرسة حسب المنهج الذي عمل عليه المؤلف، ولخصه في مقدمته حيث جعل كل مصطلح مصحوبا بتفسير مناسب عن مضمونه "كل حسب طبيعته، فالمصطلح المنظور تصحبه صورة فوتوغرافية ملونة. والمصطلح الموسيقي المسموع يصحبه تدوين موسيقي لإيقاع أدائه ولحن غنائه. والمصطلح الشعري يصحبه نموذج من شعر ذلك المصطلح". وبناء عليه، كان ممكن أن يضم هذا المعجم عدة مجلدات، وهو على أهميته في الشكل الحالي يبدو كمسودة مشروع غير مكتمل.
إن أصعب تحدٍ واجه هذا المشروع إلى جانب جمع البيانات والمعلومات المختلفة بين المحافظات وأحيانا بين الولايات، هو تنويت الألحان والضروب الإيقاعية بالنوتة الموسيقية. والمتصفح لهذا المعجم سيلاحظ أن المؤلف واجهه هذا التحدي، ليس هذا وحسب بل ويستوجب على المشتغلين في هذا المجال أن تتحقق لهم المعرفة التامة نظريا على الأقل بالقوالب الفنية اللحنية والإيقاعية وأساليب أدائها. وأنا وزملائي الذين اشتغلنا في هذا المجال (على تواضع جهدنا) توصلنا في هذا السياق إلى نتيجة مهمة، وهي: إن أي تنويت للألحان والضروب الإيقاعية التقليدية لا يجب أن تكون بديلا عن التوثيق السمعي والمرئي، وإن أي عمل يستهدف توثيق الألحان التقليدية بالنوتة الموسيقية فقط سيكون عملا ناقصا ومشوّه للواقع ما لم يقترن بالتسجيل السمعي والمرئي. وهنا أسوق مثالا لتوضيح ذلك: حيث إنه لا يمكن أخذ نموذج واحد للرزحة ونأتي لنعممه كوثيقة وحيدة لهذا الفن الموسيقي، والسبب أن الرزحة ليست واحدة وهي مختلفة ومتنوعة تماما من محافظة إلى أخرى. وهكذا ينطبق الحال على بقية أنماط الموسيقى التقليدية، ذلك إن مهمة التوثيق المحافظة على هذا التنوع وخصوصياته الثقافية. وفي جميع الأحوال هناك فرق بين تدوين ألحان هذه الفنون بغرض التعليم أو التفسير أو الممارسة عنه لغرض التوثيق الذي تختلف معاييره، والمعجم أو الموسوعة الموسيقية المقترحة يجب أن تأخذ بمعيار التوثيق من وجهة نظري. فكل رزحة يجب أن تأخذ حظها من التوثيق بقالبها الفني اللحني والإيقاعي وأساليب أدائها وآلاتها الموسيقية ونصوصها الشعرية وأسماء أعلامها في كل محافظة وغير ذلك من بيانات. وسيكون كل تنويت موسيقي لألحانها عملا جامدا لن يكشف عن أساليب الأداء الفني الذي لا يتوفر غير بالمشاهدة المباشرة أو عبر التسجيلات السمعية والمرئية بصفة خاصة. وعلى هذا النحو يكون العمل على بقية الأنماط الموسيقية وخاصة المتنوعة القوالب والصيغ، مثل: الميدان، والليوا، والشرح وغيرها. إن أهمية اقتران الوثيقة السمعية والمرئية بالتنويت الموسيقي مسألة أساسية في هذا النوع من الموسيقى التي تؤدى بأسلوب ارتجالي أو شبه ارتجالي.