عندما تأسست جامعة الدول العربية في منتصف أربعينيات القرن الماضي كانت جميع الدول العربية، تقريبا، تخوض معارك التحرر الوطني، إما من الاستعمار الغربي البغيض أو من التخلف والجهل الذي تسبب فيه المستعمر على مدى سنوات طويلة قبل أن يندحر وينكسر على وقع إصرار الشعوب على تحرير أوطانها واستعادة مواردها وأمجادها. كانت الحرب العالمية الثانية قد وضعت بعض أوزارها للتو، وكان حلم المفكرين العرب في ذلك الوقت قد بدأ ينضج في ضرورة أن يكون لهم كيان عربي يجمع الأقطار العربية ويوحد كلمتهم في درب الحلم الأكبر، حلم «الوحدة العربية» الذي سيذهب، لاحقا، أدراج الرياح ويخرج من جميع السرديات العربية لصالح الدولة الوطنية التي نجحت الكثير من نماذجها في العالم العربي إلى اليوم.
مع السنوات التي تلت التأسيس كانت أهمية الجامعة العربية تزداد، وكان عدد أعضائها يزيد هو الآخر تبعا لنضال الشعوب العربية وتحررها. وفي الستينيات والسبعينيات برزت أهمية الجامعة العربية بفعل الإرادة السياسية للدول الأعضاء، وكانت يمكن أن تبقى كيانا قويا تتطور مؤسساته كما تطورت مؤسسات الكثير من الكيانات السياسية المشابهة في العالم، إلا أن العمل العربي المشترك أصيب مع نهاية سبعينيات وثمانينيات ومطلع تسعينيات القرن الماضي بالكثير من النكسات لم تستطع الجامعة العربية حيالها القيام بشيء حقيقي وملموس على أرض الواقع، الأمر الذي تراجع فيه وهج الفكرة عند الشعوب العربية ولاحقا عند الساسة أنفسهم، إلى أن وصل الأمر بالجامعة وبشكل علني إلى طلب تدخل عسكري من حلف الناتو في ليبيا وتعليق عضوية دولة من الدول المؤسسة للجامعة هي سوريا!
لكن رغم كل التحولات التي عاشتها مسيرة الجامعة العربية ما زال الجميع، تقريبا، يعتقدون أن أهميتها ما زالت كبيرة فيما لو استطاعت إصلاح نفسها من الداخل، وهذا الإصلاح ممكن جدا ولكنه يحتاج إلى إرادة سياسية من الدول الأعضاء واقتناع جوهري بأهمية الجامعة والنظر إليها بصفتها كيانا سياسيا حقيقيا وليس مجرد واجهة.
وكانت الإرادة السياسية موجودة في قمة «سرت» التي أقيمت في ليبيا في مارس 2010 وأوصت بتشكيل لجنة ثلاثية لتطوير العمل العربي المشترك انطلاقا من الجامعة العربية وبدأ حينها الأمين العام إجراء حوارات مع بعض القادة العرب حول مرئياتهم لتطوير العمل العربي المشترك انطلاقا من تطوير الجامعة العربية وتشكلت في ذلك العام الكثير من الرؤى التطويرية التي كانت في طريقها للتبلور مدعومة بتلك الإرادة السياسية وبالدعم الشعبي العربي إلا أن ما حدث لاحقا فيما عرف «بالربيع العربي» قوض كل تلك الجهود ودخلت الجامعة العربية في مسار آخر وجرت مياه كثيرة تحت الجسور العربية.
وإذا كانت قمة الجزائر التي بدأت أعمالها أمس قد اتخذت لها شعارا هو «لم الشمل العربي» فإن المواطن العربي ينتظر، أيضا، أن توصي هذه القمة بأن يعاد إصلاح الجامعة العربية نفسها، وإصلاح مؤسساتها، لتصبح قادرة على أن تكون كيانا سياسيا له قوته ويتحرك في صالح الشعوب العربية وصالح مستقبلها بناء على رؤية حقيقية وخطط واضحة.
مع السنوات التي تلت التأسيس كانت أهمية الجامعة العربية تزداد، وكان عدد أعضائها يزيد هو الآخر تبعا لنضال الشعوب العربية وتحررها. وفي الستينيات والسبعينيات برزت أهمية الجامعة العربية بفعل الإرادة السياسية للدول الأعضاء، وكانت يمكن أن تبقى كيانا قويا تتطور مؤسساته كما تطورت مؤسسات الكثير من الكيانات السياسية المشابهة في العالم، إلا أن العمل العربي المشترك أصيب مع نهاية سبعينيات وثمانينيات ومطلع تسعينيات القرن الماضي بالكثير من النكسات لم تستطع الجامعة العربية حيالها القيام بشيء حقيقي وملموس على أرض الواقع، الأمر الذي تراجع فيه وهج الفكرة عند الشعوب العربية ولاحقا عند الساسة أنفسهم، إلى أن وصل الأمر بالجامعة وبشكل علني إلى طلب تدخل عسكري من حلف الناتو في ليبيا وتعليق عضوية دولة من الدول المؤسسة للجامعة هي سوريا!
لكن رغم كل التحولات التي عاشتها مسيرة الجامعة العربية ما زال الجميع، تقريبا، يعتقدون أن أهميتها ما زالت كبيرة فيما لو استطاعت إصلاح نفسها من الداخل، وهذا الإصلاح ممكن جدا ولكنه يحتاج إلى إرادة سياسية من الدول الأعضاء واقتناع جوهري بأهمية الجامعة والنظر إليها بصفتها كيانا سياسيا حقيقيا وليس مجرد واجهة.
وكانت الإرادة السياسية موجودة في قمة «سرت» التي أقيمت في ليبيا في مارس 2010 وأوصت بتشكيل لجنة ثلاثية لتطوير العمل العربي المشترك انطلاقا من الجامعة العربية وبدأ حينها الأمين العام إجراء حوارات مع بعض القادة العرب حول مرئياتهم لتطوير العمل العربي المشترك انطلاقا من تطوير الجامعة العربية وتشكلت في ذلك العام الكثير من الرؤى التطويرية التي كانت في طريقها للتبلور مدعومة بتلك الإرادة السياسية وبالدعم الشعبي العربي إلا أن ما حدث لاحقا فيما عرف «بالربيع العربي» قوض كل تلك الجهود ودخلت الجامعة العربية في مسار آخر وجرت مياه كثيرة تحت الجسور العربية.
وإذا كانت قمة الجزائر التي بدأت أعمالها أمس قد اتخذت لها شعارا هو «لم الشمل العربي» فإن المواطن العربي ينتظر، أيضا، أن توصي هذه القمة بأن يعاد إصلاح الجامعة العربية نفسها، وإصلاح مؤسساتها، لتصبح قادرة على أن تكون كيانا سياسيا له قوته ويتحرك في صالح الشعوب العربية وصالح مستقبلها بناء على رؤية حقيقية وخطط واضحة.