قبل نصف قرن من الآن نشرت جريدة عمان في عددها الأول الصادر يوم 18 من نوفمبر 1972، وفي هذه المساحة بالتحديد من الصفحة الأولى افتتاحيتها الأولى بعنوان «هذا البلد.. وهذه الجريدة» موقعة باسم رئيس تحريرها في ذلك الوقت أمين أبو الشعر الذي تحدث في تلك الافتتاحية عن عُمان الجديدة، وعن عراقتها وتاريخها الضارب في القدم، وعن الإنسان العماني الذي توقع أن المدنية السياسية لن تستطيع أن تفسده وسيظل وفيا لتاريخه وقيمه ومبادئه، ووفيا لعُمانه التي بناها أجداده حجرا حجرا وأثثوا تاريخها المشرق.
واليوم وبعد نصف قرن من تلك الافتتاحية فإن عُمان الجديدة، أيضا، ما زالت متمسكة بعراقتها وسط بحر هادر من التحولات، والعماني ما زال متمسكا بتاريخه وقيمه ومبادئه ومعتزا بها دون أن يبقى حبيسا بين جدران التاريخ بل سائرا فوق أرضه الصلدة في طريق المستقبل.. ورغم الفارق في المدنية الحديثة بين ذلك اليوم وهذا اليوم الفاتح من نوفمبر 2022 فإن عُمان تسير في مسار متناغم لا يتنكر لماضيه ولكن ليس غريبا في حاضره ولا متلكئا عن مستقبله.
لم تكن تلك نبوءة حققها الزمن في مصادفة من مصادفاته الكثيرة، ولكنها كانت رؤية نابعة من معرفة حقيقية بعُمان وبقيادتها وبإنسانها ومعدنه الأصيل.
لقد استطاع العماني طوال أكثر من نصف قرن أن يغير واقعه وأن يبني دولة مؤسسات قوية وعصرية قادرة على مواجهة التحديات والمحن مهما كانت عظيمة ومعقدة. وما حققه حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم منذ تسنّم عرش عمان في يناير 2020 يؤكد قوة هذا البلد وقوة قيادته ورؤيتها المستقبلية وقدرتها على تجاوز أعتى التحديات وأصعبها. إن الرؤية ما زالت مستمرة بحماس اللحظة الأولى نفسه رغم العقبات، والعبقرية التي قادت عُمان في مراحل كثيرة من مراحل التاريخ ما زالت تقودها اليوم وبتفوق كبير وبجسارة تستحق التأمل، وسيأتي زمن آخر من أزمنة عمان العظيمة بعد نصف قرن، ربما، تستعيد فيه افتتاحية أخرى من افتتاحيات هذه الجريدة ما حققه جلالة السلطان المعظم في هذا المفترق التاريخي من عمر عُمان ومن عمر المنطقة برؤية أعمق من رؤيتنا نحن الذين نعيش اللحظة الآن ونعيش وهجها، وستنصف تلك الافتتاحية هذه اللحظة التاريخية أكثر مما نستطيع نحن الآن إنصافها.
هذه هي عُمان البلد..
أما عُمان الجريدة فهي مشروع تنويري من مشروعات عُمان يكمل هذا الشهر نصف قرن منذ انطلاقته، وطوال ذلك الزمن ظل وفيا لعُمان البلد ولتاريخها ولإنسانها. واستطاعت عُمان الجريدة أن تكون شاهد عيان على كل التحولات التي شهدتها عُمان البلد والنقلات النوعية في طريق بناء الدولة الحديثة والعصرية.. كما كانت مشروعا تنويريا واكب بناء الإنسان تعليما ومعرفة وفكرا. وعُمان الجريدة إذ تستذكر انطلاقتها الأولى في نوفمبر من عام 2022 فإنها تستذكر المراحل الطويلة التي مرت بها بوصفها جزءا أساسيا من أجزاء عُمان البلد، تطورت بمعيته وسابقت الزمن إلى جواره، وحفرت على الصخر الصلد كما كان يحفر إلى أن وصلت اليوم إلى هذه المرحلة المشرقة عبر تراكم تاريخي بني حرفا فوق حرف، وعمودا إلى جوار عمود.
وتَعِدُ عُمان الجريدة، عُمان البلد وقائدها المفدى وقراءها أن تبقى وفية لرسالتها الخالدة، وقنديل ضوء يسهم في إنارة مسارات المستقبل مهما كانت الصعاب والتحديات، كما تعد الجميع أن تبقى متطورة وفي طليعة الصحف العربية والعالمية برسالة قوية ومتزنة مستمدة من روح عُمان ولكن بآليات حديثة. وكما تسير عُمان البلد سيرًا حثيثًا نحو المستقبل فإن عُمان الجريدة تسير إلى جوارها بالخطى ذاتها، وبالطموح الكبير نفسه.
حفظ الله عمان وجلالة السلطان.
واليوم وبعد نصف قرن من تلك الافتتاحية فإن عُمان الجديدة، أيضا، ما زالت متمسكة بعراقتها وسط بحر هادر من التحولات، والعماني ما زال متمسكا بتاريخه وقيمه ومبادئه ومعتزا بها دون أن يبقى حبيسا بين جدران التاريخ بل سائرا فوق أرضه الصلدة في طريق المستقبل.. ورغم الفارق في المدنية الحديثة بين ذلك اليوم وهذا اليوم الفاتح من نوفمبر 2022 فإن عُمان تسير في مسار متناغم لا يتنكر لماضيه ولكن ليس غريبا في حاضره ولا متلكئا عن مستقبله.
لم تكن تلك نبوءة حققها الزمن في مصادفة من مصادفاته الكثيرة، ولكنها كانت رؤية نابعة من معرفة حقيقية بعُمان وبقيادتها وبإنسانها ومعدنه الأصيل.
لقد استطاع العماني طوال أكثر من نصف قرن أن يغير واقعه وأن يبني دولة مؤسسات قوية وعصرية قادرة على مواجهة التحديات والمحن مهما كانت عظيمة ومعقدة. وما حققه حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم منذ تسنّم عرش عمان في يناير 2020 يؤكد قوة هذا البلد وقوة قيادته ورؤيتها المستقبلية وقدرتها على تجاوز أعتى التحديات وأصعبها. إن الرؤية ما زالت مستمرة بحماس اللحظة الأولى نفسه رغم العقبات، والعبقرية التي قادت عُمان في مراحل كثيرة من مراحل التاريخ ما زالت تقودها اليوم وبتفوق كبير وبجسارة تستحق التأمل، وسيأتي زمن آخر من أزمنة عمان العظيمة بعد نصف قرن، ربما، تستعيد فيه افتتاحية أخرى من افتتاحيات هذه الجريدة ما حققه جلالة السلطان المعظم في هذا المفترق التاريخي من عمر عُمان ومن عمر المنطقة برؤية أعمق من رؤيتنا نحن الذين نعيش اللحظة الآن ونعيش وهجها، وستنصف تلك الافتتاحية هذه اللحظة التاريخية أكثر مما نستطيع نحن الآن إنصافها.
هذه هي عُمان البلد..
أما عُمان الجريدة فهي مشروع تنويري من مشروعات عُمان يكمل هذا الشهر نصف قرن منذ انطلاقته، وطوال ذلك الزمن ظل وفيا لعُمان البلد ولتاريخها ولإنسانها. واستطاعت عُمان الجريدة أن تكون شاهد عيان على كل التحولات التي شهدتها عُمان البلد والنقلات النوعية في طريق بناء الدولة الحديثة والعصرية.. كما كانت مشروعا تنويريا واكب بناء الإنسان تعليما ومعرفة وفكرا. وعُمان الجريدة إذ تستذكر انطلاقتها الأولى في نوفمبر من عام 2022 فإنها تستذكر المراحل الطويلة التي مرت بها بوصفها جزءا أساسيا من أجزاء عُمان البلد، تطورت بمعيته وسابقت الزمن إلى جواره، وحفرت على الصخر الصلد كما كان يحفر إلى أن وصلت اليوم إلى هذه المرحلة المشرقة عبر تراكم تاريخي بني حرفا فوق حرف، وعمودا إلى جوار عمود.
وتَعِدُ عُمان الجريدة، عُمان البلد وقائدها المفدى وقراءها أن تبقى وفية لرسالتها الخالدة، وقنديل ضوء يسهم في إنارة مسارات المستقبل مهما كانت الصعاب والتحديات، كما تعد الجميع أن تبقى متطورة وفي طليعة الصحف العربية والعالمية برسالة قوية ومتزنة مستمدة من روح عُمان ولكن بآليات حديثة. وكما تسير عُمان البلد سيرًا حثيثًا نحو المستقبل فإن عُمان الجريدة تسير إلى جوارها بالخطى ذاتها، وبالطموح الكبير نفسه.
حفظ الله عمان وجلالة السلطان.